+ A
A -
روى الإمامُ الذَّهبيُّ في سير أعلام النبلاء في ترجمة أمنا عائشة أنها قالت: دخلَ الحَبَشُ المسجد يلعبون، فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: يا حُميراء، أتحبين أن تنظري إليهم؟
فقلتُ: نعم
فقام بالباب وجئته، فوضعتُ ذقني على كتفه، وأسندتُ وجهي إلى خده! وجعلتُ أنظر فقال لي: حسبُكِ!
فقلتُ: يا رسول اللهِ لا تعجل
فأقام لي، ثم قال: حسبُكِ!
فقلتُ: لا تعجل يا رسول الله
وما بي حُبُّ النَّظر إليهم، ولكن أحببتُ أن يبلغَ النساءَ مقامُه لي، ومكاني منه!
وإنني لا أعرف في هذا الحديث ممن أعجبُ!
من الرَّجلِ الذي على عاتقه دعوة البشرية قاطبة من مشرق الأرض إلى مغربها، وعليه قيادة المجتمع المدني عسكرياً وسياسياً، فإذا به لا يشغله كل هذا في أن يكون زوجاً رائعاً حنوناً، ينظرُ في رفاهية زوجته، ويبادرها بأن يعرض عليها شيئاً غلبَ على ظنِّه أنها ستجد فيه سعادةً له، فهو لو انتظرَ حتى تطلب منه أن تشاهد عرض الأحباش وهم يلعبون بالحراب في المسجد لبدا الأمر عادياً، ولكنه لم ينتظر حتى يبدو الأمر عادياً، كانت مكارم الأخلاق تقفُ مذهولة منه، فهو على مقاسها، وهي على مقاسه، إنه يبادر ويسأل ويهتم ويكترث!
أم أُعجبُ من عائشة رضي الله عنها التي لا تخجل في أن تعيش مشاعرها، وأنوثتها، وغيرتها كما هي، وتستمتعُ بعيش هذه اللحظات بعفوية، لتُخبرنا أنه لا أروع من الحُبِّ الحلال، وأن قتل المشاعر، وكبتها باسم الورع ليس من الدين في شيء، فهذا الدين ما جاء ليكبت الغرائز وإنما ليهذبها، ولا ليحارب المشاعر وإنما ليوجهها ويضعها في طريق الحلال، ثم يترك للناس مساحة الاستمتاع بها حلالاً!
حتى أنها لا تخجلُ أن تُصرِّحَ بما في قلبها تجاه ضرائرها، فهي اكتفتْ من المشاهدة سريعاً، وعندما قال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: حسبكِ. كانت قد أخذتْ حظَّها من المشاهدة، ولكنها بقيت تقول له: لا تعجَل يا رسول الله، لأنها تريدُ بهذا أن يبلغ ضرائرها وقوف النبيِّ صلى الله عليه وسلم الطويل لها، ومكانتها في قلبه!
المرأة هي المرأة، لا تتوقع من الإيمان أن، يُبدِّل طبيعتها وغريزتها وفطرتها، الإيمان يُؤدِّب هذه الأشياء فقط!
والرجل هو الرجل، لا تتوقع من الإيمان أن يُبدِّل طبيعته وغريزته وفطرته، الإيمان يُؤدب هذه الأشياء فقط!بقلم: أدهم شرقاوي
فقلتُ: نعم
فقام بالباب وجئته، فوضعتُ ذقني على كتفه، وأسندتُ وجهي إلى خده! وجعلتُ أنظر فقال لي: حسبُكِ!
فقلتُ: يا رسول اللهِ لا تعجل
فأقام لي، ثم قال: حسبُكِ!
فقلتُ: لا تعجل يا رسول الله
وما بي حُبُّ النَّظر إليهم، ولكن أحببتُ أن يبلغَ النساءَ مقامُه لي، ومكاني منه!
وإنني لا أعرف في هذا الحديث ممن أعجبُ!
من الرَّجلِ الذي على عاتقه دعوة البشرية قاطبة من مشرق الأرض إلى مغربها، وعليه قيادة المجتمع المدني عسكرياً وسياسياً، فإذا به لا يشغله كل هذا في أن يكون زوجاً رائعاً حنوناً، ينظرُ في رفاهية زوجته، ويبادرها بأن يعرض عليها شيئاً غلبَ على ظنِّه أنها ستجد فيه سعادةً له، فهو لو انتظرَ حتى تطلب منه أن تشاهد عرض الأحباش وهم يلعبون بالحراب في المسجد لبدا الأمر عادياً، ولكنه لم ينتظر حتى يبدو الأمر عادياً، كانت مكارم الأخلاق تقفُ مذهولة منه، فهو على مقاسها، وهي على مقاسه، إنه يبادر ويسأل ويهتم ويكترث!
أم أُعجبُ من عائشة رضي الله عنها التي لا تخجل في أن تعيش مشاعرها، وأنوثتها، وغيرتها كما هي، وتستمتعُ بعيش هذه اللحظات بعفوية، لتُخبرنا أنه لا أروع من الحُبِّ الحلال، وأن قتل المشاعر، وكبتها باسم الورع ليس من الدين في شيء، فهذا الدين ما جاء ليكبت الغرائز وإنما ليهذبها، ولا ليحارب المشاعر وإنما ليوجهها ويضعها في طريق الحلال، ثم يترك للناس مساحة الاستمتاع بها حلالاً!
حتى أنها لا تخجلُ أن تُصرِّحَ بما في قلبها تجاه ضرائرها، فهي اكتفتْ من المشاهدة سريعاً، وعندما قال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: حسبكِ. كانت قد أخذتْ حظَّها من المشاهدة، ولكنها بقيت تقول له: لا تعجَل يا رسول الله، لأنها تريدُ بهذا أن يبلغ ضرائرها وقوف النبيِّ صلى الله عليه وسلم الطويل لها، ومكانتها في قلبه!
المرأة هي المرأة، لا تتوقع من الإيمان أن، يُبدِّل طبيعتها وغريزتها وفطرتها، الإيمان يُؤدِّب هذه الأشياء فقط!
والرجل هو الرجل، لا تتوقع من الإيمان أن يُبدِّل طبيعته وغريزته وفطرته، الإيمان يُؤدب هذه الأشياء فقط!بقلم: أدهم شرقاوي