+ A
A -
المشاعر المرهفة نعمة وهبة، منحة وصفة إيجابية، صاحبها ذو إحساس مرهف، ذو عاطفة جياشة، وأحاسيس رياشة، ومحبة رشاشة، بديع ورائع، رقيق ونادر، هو أقرب إلى الجوهرة الكريمة، والمكانة العظيمة، يشبه الذهب والماس، ذو روح وثّابة وقلب نقي راق. أصحاب القلوب البيضاء النقية لا تُغيرهم كثرة الشرور، والظلم وكثرة الجور، ولا تضرهم بعد المسافات متى ما توافقت وتقاربت النيات. صاحب المشاعر المرهفة ذو حس مرهف وهو الألطف، ذو عاطفة بديعة، ومشاعر وديعة، رقيق نادر، وعاشق حائر، روحه وثّابة، ولا تثار أعصابه، وحلاله مثار إعجابه، متسق مع ذاته، ذوقه عال، طويل البال، وأدبه جم، ويهمه الكيف لا الكم، إنسانيته مُفرطة، وابتسامته حانية، ذوّيق مع البعيد والصديق، من شيمه الأدب، والاعتذار عند الخطأ، حيي وإنسان، ولا يردد إلا أطايب الكلام، يمتلك القلوب، حبّاب طيّوب، ينير العقول بلفتاته، ويحيي القلوب بقفشاته.
جاء في الأثر أن صاحب القلب الرحيم الرقيق من أهل الجنة «وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال»، قال صلى الله عليه وسلم: «خاب عبد وخسر من لم يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر» وحذرنا صلى الله عليه وسلم من قسوة القلب حيث قال «من لا يرحم لا يُرحم»، ديننا دين الرحمة والجمال، جاء به نبي الرحمة من رب متعال، يرحم من عباده الرحماء، أدخل امرأة النار في هرة حبستها، وأدخل رجلاً الجنة لأنه سقى كلباً.. الإحساس المرهف نعمة، والعاطفة الجياشة منحة، وعكس ذلك نقمة، هناك من لا يبالي بغيره، لا يتأثر قلبه بتقلبات الدهر بمن حوله، ولا يستشعر أفراحهم وأحزانهم، آلامهم وفقرهم، سعادتهم وشقاءهم، وهي ضرورة إنسانية، ودليل وعلامة على الصلاح والفلاح وسلامة القلب.. أبشروا يا أصحاب القلوب المرهفة الحساسة التي تفيض طيباً ونقاء ورقة برضا الرحمن، والوعد في الجنان، وصحبة الحبيب العدنان، وحور العين الحسان، ورحم الله قارئاً قال آمين، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
07/10/2021
1054