كان في المدينة رجلٌ يُقال له قُزمان، إذا ذُكر للنبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: هو من أهل النار!
فلما كانت غزوة أُحدٍ خرج قُزمان في جيش المسلمين لقتال قُريش، فقاتلَ قتالاً شديداً، وقتلَ وحده ثمانية من المشركين، وأصابته جراحٌ بليغة، فحملوه بعد انتهاء المعركة إلى دار بني ظفر.
وقال له المسلمون يُصبرونه: واللهِ لقد أبليتَ يا قُزمان بلاءً حسناً، فأبشِرْ!
فقال: بماذا أَبشر؟ فواللهِ ما قاتلتُ إلا عن أحساب قومي، ولولا ذلك ما قاتلتُ!
ولما اشتدَّتْ عليه جراحه أخذ سهماً من كنانته فقتل به نفسه!
إنَّ اللهَ سبحانه لا يقبلُ من العملِ إلا ما كان خالصاً لوجه الكريم! ولو كان الله سبحانه يقبلُ العمل الصالح الذي يُبتغى به غيره، لقبلَ من قُزمان، معركة حامية الوطيس بين الإيمان والكفر، وهو في معسكر الإيمان، قاتل قتال الأبطال، وأثخن في قريش إثخان الفرسان، وهو أكثر من قتل منهم في ذلك اليوم، فلم تذكر كُتب السيرة أن أحداً من جيش المسلمين قتل ثمانية من جيش المشركين غير قُزمان! ولكن للأسف أن كل هذه الشجاعة والبسالة لم تكن للهِ، وإنما خرجَ حميَّةً، قومه من أهل المدينة من المسلمين قد خرجوا للحرب فخرجَ معهم، فأكبه اللهُ على وجهه في النار!
نحن البشر لا نرى من الأعمال إلا ما ظهر منها، وقد أُمرنا أن نحكم على الظواهر، ونترك النوايا لربِّ النوايا، فهو وحده المطلع على خفايا النفوس، إنه لا يرانا من أعلى، وإنما يرانا من الداخل!
قبل أن تحمل الصدقة لتضعها في يد فقير اصلِحْ نيَّتك، فليس لكَ من أجرٍ إلا بمقدار ما كان من صدقتكَ للهِ، لن ينفعك مدح المادحين إن كانت صدقتك رياءً، ومن باب يا أيها الناس شاهدوني أنا محسن كريم!
وقبل أن تلبس ثياب إحرامك للحج أصلِحْ نيَّتك، فليس لكَ من أجر مالٍ ولا إحرام ولا طواف ولا سعي ولا رجم ولا هدي إلا بمقدار ما كان لله سبحانه من كل هذا، فإن كان حجَّكَ ليقولوا عنكَ ضيفُ الرحمن، أو لتكتبَ على لافتة دكانك الحاج فلان، أو لتنال مركزاً مرموقاً، فأنتَ قد تكلفتَ نفقةً، وكسبتَ مشقّةَ السَّفر، وليس لكَ من الأجر شيء!
النوايا مناط الأعمال، فمن نوى الخير وأحيل بينه وبين نيته أعطاه الله سبحانه أجره كاملاً كأنه فعل، ومن فعلَ الخيرَ فعلاً يريدُ به ثناء الناس، والشهرة كان عمله للناس، وأجره من الناس، والله غنيٌّ عنه وعن عبادته!
فأصلحوا نواياكم!
فلما كانت غزوة أُحدٍ خرج قُزمان في جيش المسلمين لقتال قُريش، فقاتلَ قتالاً شديداً، وقتلَ وحده ثمانية من المشركين، وأصابته جراحٌ بليغة، فحملوه بعد انتهاء المعركة إلى دار بني ظفر.
وقال له المسلمون يُصبرونه: واللهِ لقد أبليتَ يا قُزمان بلاءً حسناً، فأبشِرْ!
فقال: بماذا أَبشر؟ فواللهِ ما قاتلتُ إلا عن أحساب قومي، ولولا ذلك ما قاتلتُ!
ولما اشتدَّتْ عليه جراحه أخذ سهماً من كنانته فقتل به نفسه!
إنَّ اللهَ سبحانه لا يقبلُ من العملِ إلا ما كان خالصاً لوجه الكريم! ولو كان الله سبحانه يقبلُ العمل الصالح الذي يُبتغى به غيره، لقبلَ من قُزمان، معركة حامية الوطيس بين الإيمان والكفر، وهو في معسكر الإيمان، قاتل قتال الأبطال، وأثخن في قريش إثخان الفرسان، وهو أكثر من قتل منهم في ذلك اليوم، فلم تذكر كُتب السيرة أن أحداً من جيش المسلمين قتل ثمانية من جيش المشركين غير قُزمان! ولكن للأسف أن كل هذه الشجاعة والبسالة لم تكن للهِ، وإنما خرجَ حميَّةً، قومه من أهل المدينة من المسلمين قد خرجوا للحرب فخرجَ معهم، فأكبه اللهُ على وجهه في النار!
نحن البشر لا نرى من الأعمال إلا ما ظهر منها، وقد أُمرنا أن نحكم على الظواهر، ونترك النوايا لربِّ النوايا، فهو وحده المطلع على خفايا النفوس، إنه لا يرانا من أعلى، وإنما يرانا من الداخل!
قبل أن تحمل الصدقة لتضعها في يد فقير اصلِحْ نيَّتك، فليس لكَ من أجرٍ إلا بمقدار ما كان من صدقتكَ للهِ، لن ينفعك مدح المادحين إن كانت صدقتك رياءً، ومن باب يا أيها الناس شاهدوني أنا محسن كريم!
وقبل أن تلبس ثياب إحرامك للحج أصلِحْ نيَّتك، فليس لكَ من أجر مالٍ ولا إحرام ولا طواف ولا سعي ولا رجم ولا هدي إلا بمقدار ما كان لله سبحانه من كل هذا، فإن كان حجَّكَ ليقولوا عنكَ ضيفُ الرحمن، أو لتكتبَ على لافتة دكانك الحاج فلان، أو لتنال مركزاً مرموقاً، فأنتَ قد تكلفتَ نفقةً، وكسبتَ مشقّةَ السَّفر، وليس لكَ من الأجر شيء!
النوايا مناط الأعمال، فمن نوى الخير وأحيل بينه وبين نيته أعطاه الله سبحانه أجره كاملاً كأنه فعل، ومن فعلَ الخيرَ فعلاً يريدُ به ثناء الناس، والشهرة كان عمله للناس، وأجره من الناس، والله غنيٌّ عنه وعن عبادته!
فأصلحوا نواياكم!