حكاية زوال «إسرائيل» عام 2022، والمبنيّة في أصلها على نظرية إعجاز الرقم 19، لم تكن لتخلو بدورها من المفارقة كذلك، إذ كان الباعث عليها نبوءة عجوز يهودية، سَرَدَها المنظّر الإخواني الشهير محمد أحمد الراشد في محاضرة له، مفادها أنّ عجوزا يهوديّة عراقية دخلت باكية على والدة الراشد حين قيام دولة «إسرائيل»، وقد أثار بكاؤها استغراب والدة الراشد، وهو ما بددته العجوز بقولها إن هذه الدولة لن تدوم أكثر من 76 سنة، وبالرغم من أنّ هذه النبوءة لم تَرُق للشيخ أول الأمر، فإنّه تابعها لاحقا، لفحص صدقيتها، وباعتبار أنّه يملك من المقدّمات العددية ما قد يساعد في كشف ذلك، وهو الأمر الذي تمّ في جنوب لبنان، حينما قامت «إسرائيل» بإبعاد عدد من قيادات وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في العام 1992، وليصدر كتابه «زوال إسرائيل 2022م نبوءة أم صُدف رقمية»
وفي وقت تظهر فيه اعتراضات متعددة، سواء على النبوءة أم على مسألة الإعجاز العددي، وذلك في وقت تتكثّف فيه الاعتداءات على المسجد الأقصى وتتبدّى فيه هيمنة الاحتلال الإسرائيلي دوليا وإقليميا، حول نبوءة زوال الكيان الصهيوني يقول جرار: لا نقول إن الأمر سيحصل 100 %، ولكن الأبحاث منذ العام 1992م إلى اليوم تزيدنا قناعة بصدقيّة التوقعات إلى درجة تتعدى الـ 95 %.
دخل الاتحاد السوفياتي أفغانستان العام 1979م، كانت المفاجأة أنّه بعد 11 سنة ينهار الاتحاد السوفياتي، وتأفل شمس الشيوعيّة، ويُخرج الدب الروسي من بطنه عددا من الجمهوريات المستعمرة.
وكأن الأحداث كرة بدأت صغيرة تتدحرج، فتكبر وتكبر. وفي كل يوم نُفاجأ بواقع جديد. وها هو حلف الأطلسي، وها هي أميركا، تُذلّ في أفغانستان، فلم يعد الحلف هو الحلف، ولم تعد أميركا هي أميركا. وبات حديث الناس اليوم حول تراجع أميركا عالميا، وبات الحديث عن دولار واقتصاد يوشك أن ينهار. مَن يرصد التغيّرات داخل إسرائيل على مستوى الشعب والقيادة يدرك أنه مجتمع هشّ، فَقَدَ الكثير من مقومات الاستمرار والبقاء. يُضاف إلى ذلك تراجع أهميّة إسرائيل بالنسبة للغرب الذي أوجدها لأهداف لم تعد ذات جدوى؛ فإسرائيل وجدت في ظروف دولية وإقليميّة لم تعد موجودة.
أصبحت الرؤية واضحة والقناعات أكيدة، وهذه مقدمات لا بد منها للسير في الطريق. ولو نظرنا إلى حدّة رَدة فعل الاستعمار، بأشكاله وألوانه، على نهضة الشعوب وثوراتها، لأدركنا حقيقة أننا ننهض وأننا في الطريق الصحيح. ووفق سنن التاريخ والاجتماع البشري لا يكون هناك خلاص حتى يكون احتيال ومؤامرة وصبر ومصابرة، ومن يطلب الحسناء لم يُغلها المهر، وقضاء الله نافذ: «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ». وإسرائيل زائلة باذن الله.بقلم: سمير البرغوثي
وفي وقت تظهر فيه اعتراضات متعددة، سواء على النبوءة أم على مسألة الإعجاز العددي، وذلك في وقت تتكثّف فيه الاعتداءات على المسجد الأقصى وتتبدّى فيه هيمنة الاحتلال الإسرائيلي دوليا وإقليميا، حول نبوءة زوال الكيان الصهيوني يقول جرار: لا نقول إن الأمر سيحصل 100 %، ولكن الأبحاث منذ العام 1992م إلى اليوم تزيدنا قناعة بصدقيّة التوقعات إلى درجة تتعدى الـ 95 %.
دخل الاتحاد السوفياتي أفغانستان العام 1979م، كانت المفاجأة أنّه بعد 11 سنة ينهار الاتحاد السوفياتي، وتأفل شمس الشيوعيّة، ويُخرج الدب الروسي من بطنه عددا من الجمهوريات المستعمرة.
وكأن الأحداث كرة بدأت صغيرة تتدحرج، فتكبر وتكبر. وفي كل يوم نُفاجأ بواقع جديد. وها هو حلف الأطلسي، وها هي أميركا، تُذلّ في أفغانستان، فلم يعد الحلف هو الحلف، ولم تعد أميركا هي أميركا. وبات حديث الناس اليوم حول تراجع أميركا عالميا، وبات الحديث عن دولار واقتصاد يوشك أن ينهار. مَن يرصد التغيّرات داخل إسرائيل على مستوى الشعب والقيادة يدرك أنه مجتمع هشّ، فَقَدَ الكثير من مقومات الاستمرار والبقاء. يُضاف إلى ذلك تراجع أهميّة إسرائيل بالنسبة للغرب الذي أوجدها لأهداف لم تعد ذات جدوى؛ فإسرائيل وجدت في ظروف دولية وإقليميّة لم تعد موجودة.
أصبحت الرؤية واضحة والقناعات أكيدة، وهذه مقدمات لا بد منها للسير في الطريق. ولو نظرنا إلى حدّة رَدة فعل الاستعمار، بأشكاله وألوانه، على نهضة الشعوب وثوراتها، لأدركنا حقيقة أننا ننهض وأننا في الطريق الصحيح. ووفق سنن التاريخ والاجتماع البشري لا يكون هناك خلاص حتى يكون احتيال ومؤامرة وصبر ومصابرة، ومن يطلب الحسناء لم يُغلها المهر، وقضاء الله نافذ: «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ». وإسرائيل زائلة باذن الله.بقلم: سمير البرغوثي