+ A
A -
يقول تقرير صادر عن مركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية «CSBA» المتخصص في سياسة الدفاع الأميركية وتخطيط القوة والميزانيات، إنه يمكن أن تدخل بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني عدداً أكبر من السفن الحربية في الخدمة، مما كان متوقعاً.. ويقول التقرير إنه بحلول عام 2030، يمكن أن تمتلك البحرية الصينية عشر غواصات للصواريخ الباليستية وخمس حاملات طائرات على الأقل، ناهيك عن مئات القطع البحرية التي تجاوزت ما لدى البحرية الأميركية.وتوضح الوثيقة التي تم إصدارها مؤخراً أنه بحلول عام 2030، يمكن أن يكون لدى الصين ما يصل إلى عشر غواصات للصواريخ الباليستية وما مجموعه 5 حاملات طائرات. وبحسب مركز التقييمات الاستراتيجية، فإن الإسقاط العام لهذه الإحاطة يشير إلى أن جيش التحرير الشعبي الصيني لديه الموارد اللازمة لمواصلة تحديثه خلال عشرينيات القرن العشرين.ويضيف التقرير أن الجيش الصيني يمكنه «الحفاظ على قواته الدفاعية الإقليمية وتوسيعها وتحسينها، بما في ذلك الطائرات المقاتلة قصيرة المدى والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز الأرضية والفرقاطات وقوارب الصواريخ وغواصات الديزل والكهرباء». في الوقت نفسه، يمكن للجيش الصيني أن يواصل بناء مجموعة من المنصات الكبيرة للعمليات الكبرى، بما في ذلك حاملات الطائرات والطرادات والمدمرات والسفن اللوجستية والقاذفات الاستراتيجية وطائرات النقل والتزود بالوقود الاستراتيجية.طموحات الصين العالميةيسلط تقييم CSBA الضوء أيضاً على الطبيعة الزاحفة لقوة الصين المتوسعة، والتي تعطي الأولوية للتوسع الإقليمي أولاً، ثم عالمياً في المستقبل.يقول تقرير لمجلة ناشونال انترست الأميركية، إن تسلسل استثمارات هيكل القوة في الصين المذكور في تقييم مركز CSBA قد يشير إلى إعطاء الأولوية للأهداف الاستراتيجية للصين. ويوضح التقرير أن القوى الصاعدة تعزز سلطتها إقليمياً بشكل عام، ثم تسعى إلى التوسع عالمياً. وبالمثل، في البحرية الأميركية، أعطيت الأولوية لمواصلة تطوير القدرات في البحار القريبة أولاً، تليها الأبعد، حتى إسقاط القوة الخارجية.وهذا التسلسل يؤكد أن الأهداف الإقليمية للصين، وخاصة تايوان، لا تزال لها الأسبقية على طموحات الصين العالمية. وبالتالي فإن توازن الجيش الصيني بين استثمارات هيكل القوة الإقليمية والعالمية بمثابة مؤشر على الأولويات الاستراتيجية لبكين. ومن المثير للاهتمام، يشير تقييم المركز إلى أن الصين قد تضطر إلى التعامل مع تكاليف عمليات وصيانة كبيرة على مدار العقد المقبل، نظراً للسرعة التي جلبت بها بكين سفناً جديدة «وخاصة كبيرة ومعقدة» إلى البحرية الخاصة بها. ومع ذلك، يضيف التقرير، لا يُتوقع أن تكون هذه التكاليف مستحيلة، ومن غير المرجح أن تعرقل تحديث البحرية الصينية في المستقبل.على الرغم من أنه ليس بالضرورة أن يكون ذلك مؤشراً دقيقاً تماماً لما سيكون عليه هيكل القوة المستقبلية للجيش الصيني بالضبط، بعد ثماني إلى عشر سنوات من الآن، إلا أن التقرير يحذر البحرية الأميركية من سرعة توسع البحرية الصينية. داعياً البحرية الأميركية إلى أن تحتفظ بتفوقها تحت الماء، رغم براعة الصين النوعية والعددية المتزايدة فوق الماء، وهي ميزة يمكن أن تكون حاسمة في المستقبل.«الصينية» أكبر قوة بحرية في العالموفقاً لتقرير البنتاغون للقوة العسكرية الصينية لعام 2020، أصبحت البحرية الصينية هي الأكبر في العالم، بأسطول يتكون من أكثر من 350 سفينة حربية، بما في ذلك أسطول سريع النمو من المدمرات والناقلات والغواصات، متجاوزة نظيرتها الأميركية.ويثير هذا الواقع الجديد القلق في الولايات المتحدة الأميركية، ويؤثر على مطوري أسلحة البنتاغون والبحرية الأميركية، التي تعد الأقوى والأحدث فنياً وتقنياً في العالم. وبحلول نهاية هذا العقد، من المتوقع أن تشغل الصين ما يصل إلى 360 إلى 400 سفينة حربية.وفي الوقت الذي أصبح الأسطول الصيني هو بالفعل أكبر بكثير من 293 سفينة تابعة للبحرية الأميركية، فهذه ليست خطة كبيرة فحسب، إذ أصبحت السفن والغواصات الصينية أكثر حداثة، يقول تقرير البنتاغون إن «بحرية جيش التحرير الشعبي، أصبحت قوة حديثة ومرنة بشكل متزايد، وركّزت على استبدال الأجيال السابقة من المنصات، بقدرات محدودة لصالح مقاتلين أكبر حديثين ومتعددي الأدوار».ويقول تشاد سبراجيا، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الصين السابق، «إن الصين هي أكبر دولة منتجة للسفن في العالم من حيث الحمولة، وتزيد من قدرتها على بناء السفن بجميع الفئات البحرية»، محذراً من أن«حجم الأسطول الصيني الناشئ، وسرعة تطوره، أمر مثير للقلق بالفعل».بالنسبة إلى إجمالي عدد السفن الصينية، هناك بالتأكيد المزيد من القوة البحرية قد أضيفت، ومن المهم أيضاً تسليط الضوء على مزايا بناء السفن الصينية. فوفقاً لتقرير البنتاغون، فإن «الصين تنتج محلياً توربينات الغاز البحرية ومحركات الديزل، بالإضافة إلى جميع الأسلحة والأنظمة الإلكترونية الموجودة على ظهر السفن تقريباً، ما يجعلها شبه مكتفية ذاتياً لجميع احتياجات بناء السفن».تطلعات البحرية الصينية طموحةرغم أن هذه الأرقام والتقييمات وحدها لا تعطي بالضرورة نظرة ثاقبة على المزايا النوعية مثل التدريب الشخصي والخبرة، فإنها تشير إلى قدرة متزايدة على إبراز قوة الصين البحرية لما هو أبعد من البر الرئيسي الصيني، تجاه المطالبات البحرية المتنازع عليها للصين في بحر الصين الجنوبي، ونحو تايوان.جانب آخر من جوانب التعزيزات البحرية الصينية الجدير بالاهتمام هو القواعد العسكرية الصينية في الخارج. رغم أن البصمة الخارجية لبكين خفيفة مقارنة مع نظيرتها الأميركية، فمن الواضح أن الصين تأمل في إبراز قوتها بشكل أكبر في المناطق المجاورة. تعتبر القواعد البحرية الحالية أو المخطط لها، لاسيما في سريلانكا وباكستان دليلاً على ذلك، ويمكن أن تساعد في إعاقة أي خصم للصين في حالة نشوب صراع في غرب المحيط الهادي أو ما حوله.وبتطوير القدرات المتزايدة بشكل مطرد من حيث القياسات النوعية والكمية للبحرية الصينية، فإن بكين تضع نفسها في وضع أفضل لاتخاذ ما تريده في بحر الصين الجنوبي وحتى في الخارج.وتأسست القوات البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني، في 23 أبريل عام 1949، وهي الفرع البحري في جيش التحرير الشعبي الصيني. وبالتزامن مع التطور الذي شهدته الصين واقتصادها، تطوّرت البحرية الصينية مع تطوّر قوة الصين العسكرية بشكل عام.وأدى النمو المذهل للاقتصاد الصيني، والذي وفر زيادة ميزانية الدفاع بمقدار عشرة أضعاف منذ عام 1989، إلى تمويل البحرية الصينية الحديثة، وزيادة قدراتها على العمليات في العمق.ورغم وجود إحصاءات سنوية خاصة بأعداد القطع والمنصات البحرية التابعة للأسطول البحري الصيني، تظلّ هذه الأعداد تقديرية نظراً للسرية التي تفرضها الصين على مشاريعها العسكرية وبالأخص البحرية منها. ووفقاً لتقرير حديث لموقع «غلوبال فاير بور» الأميركي، أصبحت الصين تمتلك حتى عام 2022 أضخم أسطول بحري في العالم بـ777 قطعة بحرية متنوعة.ويضمّ الأسطول حاملتي طائرات، وجارٍ بناء الثالثة، و50 مدمرة و46 فرقاطة و72 كورفيت، و36 كاسحة ألغام بحرية و123 سفينة دورية، إضافة إلى 79 غواصة حربية مختلفة، وهو ما يجعلها أضخم قوة غواصات في العالم.