سمير البرغوثي
كاتب وصحفي فلسطينيانتابني شعور غريب وأنا أنظر من شباك الطائرة التركية وهي تحلق فوق بيت لحم متجهة إلى الباب العالي في الاستانة، (اسطنبول) وعلى يمينها شمالا زهرة المدائن (القدس) ليصل إشعاع قبة صخرتها إلى عينيك لتقول لك «في القدس من في القدس ولكن الشوق لك».
وتمضي الطائرة تقطع ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط وقلبك يتقطع.. أنت المحروم من زيارة مسقط رأسك في دير غسانة التي كانت يوما «كرسي عثماني» تجني الضرائب وترسل بها إلى الباب العالي.. شعور حزين ممزوج بألم ان هذه الامة الممتدة بين المحيطين لم تكن مخلصة يوما كما اخلص الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي المشهور بـ «صلاح الدين» حين هب لنجدة نساء الفاطميين في القاهرة ومنع الصليبيين من احتلال عاصمة المعز لدين الله الفاطمي لتتجلى وحدة المسلمين سنة وشيعة في وجه الصليبيين.
صلاح الدين كان حاضرا في جلسة نقاشية في اسطنبول بين ست نساء تكريتيات من اجيال مختلفة، إحداهن ذات سبعين حولا، قالت: نحن جئنا لحضور مناسبة هي الأميز والأهم في حياتنا.. نحن حفيدات صلاح الدين الذي لم يبتسم حتى حرر القدس.. وقالت إن الايمان في قلوب رجال صلاح الدين هو الذي صنع المستحيل وقلت لهن نعم الايمان وعندما استطاع صلاح الدين من ان يملأ المساجد في صلاة الفجر بدأ يجهز لمعركة تحرير الاقصى.. فالإيمان بالقضبة، أي قضية، أمر مهم وبدونه لا يتحقق أي نصر.
حلقنا فوق يافا وتل ابيب أو تل الربيع وتعلقت ابصارنا في سماء فلسطين التي اعبرها لاول مرة وحلقنا فوق المتوسط.. دخلنا الحدود التركية فلم أرها بعيدة.. فمن فتح القسطنطينية ليس صعبا عليه فتح حيفا.. خاصة وان فلسطين ما زالت تحت الولاية العثمانية، فهي الإقليم الوحيد الذي لم يقرر شعبه مصيره وترك لبريطانيا التي منحته وطنا قوميا لليهود.. فهل تقوم قيامة عثمان من جديد وندخل فلسطين من برها.. وبحرها وجوها.. فهي على مرمى البصر واحتلالها أو تحريرها اسهل من فتح القسطنطينية !
كاتب وصحفي فلسطينيانتابني شعور غريب وأنا أنظر من شباك الطائرة التركية وهي تحلق فوق بيت لحم متجهة إلى الباب العالي في الاستانة، (اسطنبول) وعلى يمينها شمالا زهرة المدائن (القدس) ليصل إشعاع قبة صخرتها إلى عينيك لتقول لك «في القدس من في القدس ولكن الشوق لك».
وتمضي الطائرة تقطع ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط وقلبك يتقطع.. أنت المحروم من زيارة مسقط رأسك في دير غسانة التي كانت يوما «كرسي عثماني» تجني الضرائب وترسل بها إلى الباب العالي.. شعور حزين ممزوج بألم ان هذه الامة الممتدة بين المحيطين لم تكن مخلصة يوما كما اخلص الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي المشهور بـ «صلاح الدين» حين هب لنجدة نساء الفاطميين في القاهرة ومنع الصليبيين من احتلال عاصمة المعز لدين الله الفاطمي لتتجلى وحدة المسلمين سنة وشيعة في وجه الصليبيين.
صلاح الدين كان حاضرا في جلسة نقاشية في اسطنبول بين ست نساء تكريتيات من اجيال مختلفة، إحداهن ذات سبعين حولا، قالت: نحن جئنا لحضور مناسبة هي الأميز والأهم في حياتنا.. نحن حفيدات صلاح الدين الذي لم يبتسم حتى حرر القدس.. وقالت إن الايمان في قلوب رجال صلاح الدين هو الذي صنع المستحيل وقلت لهن نعم الايمان وعندما استطاع صلاح الدين من ان يملأ المساجد في صلاة الفجر بدأ يجهز لمعركة تحرير الاقصى.. فالإيمان بالقضبة، أي قضية، أمر مهم وبدونه لا يتحقق أي نصر.
حلقنا فوق يافا وتل ابيب أو تل الربيع وتعلقت ابصارنا في سماء فلسطين التي اعبرها لاول مرة وحلقنا فوق المتوسط.. دخلنا الحدود التركية فلم أرها بعيدة.. فمن فتح القسطنطينية ليس صعبا عليه فتح حيفا.. خاصة وان فلسطين ما زالت تحت الولاية العثمانية، فهي الإقليم الوحيد الذي لم يقرر شعبه مصيره وترك لبريطانيا التي منحته وطنا قوميا لليهود.. فهل تقوم قيامة عثمان من جديد وندخل فلسطين من برها.. وبحرها وجوها.. فهي على مرمى البصر واحتلالها أو تحريرها اسهل من فتح القسطنطينية !