عبارة مأثورة، ثرية مثرية، هي خلق إسلامي عظيم، يدل على سمو نفس، ونقاء قلب، وسلامة صدر، ورجاحة عقل، يجبر نفوساً كسرت، وقلوباً فطرت، وعيونا أرهقت، وأشخاصا أزهقت، من كثرة الظلم والاستبداد والتجاهل والتهميش والتطنيش، يقول أحد الصالحين: «ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر الخواطر» تكون بالكلمة أو الإشارة، بالقليل منك والكثير «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو بشق تمرة»، ولو بالقول الحسن، والسلام، وطلاقة الوجه، (وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا) جبر الخواطر مهما قل، كلمة أو إشارة، فالقليل منك كثير (وقولوا لهم قولاً معروفاً) (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ)، كم منا يحتاج إلى الحنان والحب والدفء والاهتمام، كم منا يحتاج إلى التدثر بالحلال، كم منا يحتاج إلى الفزعة والنجدة والشعور بالأمان، كم منا ينشد الاحتواء والحياة والاستقرار، كم منكسر بيننا وضعيف ومعوز ومضطهد ومنكوب ومديون ومهموم، كم من الحالات الاجتماعية عندنا، طيبوا خواطرهم بالحب والاحتواء والود واللطف والابتسام والفرج القريب، واسعوا لهم في الخير في ديرة الخير، جبر الخواطر، صاحبه حليم، ثوابه عظيم، ومثواه كريم، ونصيحتي لي ولكم عليكم بجبر الخواطر فإنها أسهل وأسرع وأقوى وأنجح العبادات لرضا الرحمن، وأنجع الطرق لراحة النفس، جربوها اليوم وليس غداً، وستقفون وستعرفون حقيقة ما أقول وأرمي إليه، وعلى الخير والمحبة نلتقي.