+ A
A -
أحيا الفلسطينيون والعرب والعالم أمس الذكرى السنوية الـ «104» لصدور «وعد بلفور» الذي منحت بريطانيا بموجبه أرض فلسطين «التي لا تملكها»، للحركة الصهيونية «التي لا تستحقّها»، لإقامة «وطن قومي لهم».
هذا الوعد الذي صدر عام «1917»، كان عاملا رئيسيا في قيام دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية عام «1948»، بينما ما زال الفلسطينيون ينتظرون إقامة دولتهم المستقلّة، دون أن تلوح في أفق الممكن أي إشارات يمكن التعويل عليها لإنصاف الشعب الفلسطيني بعد طول معاناة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، قال في «10» أكتوبر الماضي، إن «إقامة دولة فلسطينية يعني جلب دولة إرهابية على بعد 7 دقائق من بيتي (بمدينة رعنانا) ومن أي نقطة في إسرائيل تقريبا»، وكما هو معروف فإن والدي بينيت ولدا في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية وهاجرا إلى إسرائيل بعد حرب الأيام الستة «1967»، وأقاما في أرض كانت ملكا لفلسطينيين سمعنا بينيت يرفض أن يكونوا على مقربة منه ضمن دولة طال أجلها.
التلفيقات الإسرائيلية لا تتوقف، والتعنت الذي تبديه تل أبيب ما كان ليصل إلى هذا الدرك لولا تراخي المجتمع الدولي وتقاعسه وفشله عن النهوض بدوره في حماية الشعب الفلسطيني.
في الثاني من نوفمبر لعام «1917»، بعث وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثر جيمس بلفور، رسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، عُرفت فيما بعد باسم «وعد بلفور».
وجاء في نص الرسالة، إن «حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل عظيم جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية».
وزعم بلفور في رسالته، أن بريطانيا ستحافظ على حقوق القوميات الأخرى المقيمة في فلسطين، وهو ما لم تلتزم به، والنتيجة كما نراها الآن وهي تفترض جهدا عالميا تقوده بريطانيا، صاحبة الوعد، لإنصاف الفلسطينيين بعد طول انتظار.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
03/11/2021
504