يعقوب العبيدلي
المرض سمي مرضاً للاعتلال في الصحة، وهو حالة غير طبيعية تصيب الجسد محدثة انزعاجاً، أو ضعفاً في الوظائف غير مريحة، أو إرهاقاً للشخص المصاب، ويسمى المرض «السقم» أو «البأس» أو «الداء» وهو ضعف ووهن عام مصحوب بتعب، وأحياناً تظل الأمراض والعلل في الخفاء، لا تظهر على الشخص إلا متأخرة، «ولات حين مناص»، فتعيش في السر والعلن، في الخباء وتحت الغطاء متقلباً، وتكون ضحية ذلك المرض أو العلة أو السقم الخفيف كان أو العضال.
والأمراض بأنواعها لا ينفع معها إلا الصبر والعلاج والدواء والدعاء والاحتمال، قد يفاجئك المرض ويتوقف المسير، وتخاف من المآل والمصير، فتراجع الطبيب ويسمعك الحبيب كلاماً بضرورة الخضوع للعلاج والراحة والتحاليل والأشعة والتصاوير، وليس لديك خيار إلا الانصياع للخطة العلاجية التي ربما تقصر وربما تطول، والشرفاء عادة يحاتون الدوام وسرعة إنجاز المهام، ولكن؟ قدّر الله وما شاء فعل، والمحاتاة قد تكون مخافة فتح باب الأقاويل والتأويل إن اختفيت فجأة، ولكن معنا والحمد لله قيادات شرفاء أحباء أنقياء أتقياء يتجاوبون مع زملائهم ومرؤوسيهم يقدرون ظروفهم، ولا يغمطونهم حقوقهم، بل يبدون مشاعر فياضة اتجاههم وشهامة وعاطفة دفاقة نحوهم في مصابهم ومعاناتهم.
المرض تجربة مريرة، وفترة العلاج صعبة، تحتاج دعوات وأكفا مرفوعة للسماء، وإحساسا بالحب من المحيطين، حتى لتكون للحظاتك في المرض معنى ومبنى وزاداً يكفيك لتنسى وحدة ووحشة المرض صديقي وأخي (بو عبدالعزيز) كان بجانبي في تنقلاتي من وإلى المستشفى، وفي جل مشاويري، «لا خلا ولا عدم» والجانب الذي لا أريد إغفاله فيتعلق بمركز الرعاية الطبية اليومية هذا الصرح العظيم على أحدث طراز، وعيادة العيون فيه على دورهم واهتمامهم ورعايتهم وعلاجهم وتسابقهم في الاهتمام بالمرضى والمراجعين، وبعناية طبية عالية المستوى، وبأجهزة غاية في التطور التقني، ووجدت هناك رعاية لا توصف بمنتهى الانضباط والدقة والمهنية والإنسانية والأدب، لا أراكم الله مكروهاً أبداً، ونسألكم الله الدعاء، وعلى الخير والمحبة نلتقي.