محمد هنيد
أستاذ مشارك بجامعة السوربونلم تكتمل بعد القوائم النهائية للمرشحين الذين سيخوضون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة لتمثيل تيارات اليمين بمختلف مشاريعها وتوجهاتها. اليمين الفرنسي سواء بشقّه الديغولي أو البراغماتي أو المتطرف مثّل لعقود الرافعة السياسية الأساسية في المشهد الفرنسي لكنّه اليوم يقف على عتبة تغيرات عميقة تؤذن بتحول بنيته ودوره وموقعه بسبب التحولات العالمية والمحلية والإقليمية.
مع صعود قوى يمينية متطرفة ممثلة في الفريق الكلاسيكي بقيادة مارين لوبان ابنة الزعيم التاريخي لحزب الجبهة الوطنية وأطراف جديدة ممثلة خاصة في المحلل السياسي السابق إيريك زموز ذي الأصول الاسرائيلية فإن فرنسا قد تواجه بحق أزمة انتخابية حادة. لا يتعلّق الأمر هنا بالمكونات السياسية في حد ذاتها بقدر ما يتعلق بالسياقات أساسا.
محليا ضربت الجائحة عصب الاقتصاد الفرنسي وتسببت في إغلاق عدد من الشركات المتوسطة والصغيرة واستنزاف المخزونات المالية السيادية للدولة. بل إن الشركات الفرنسية العملاقة قد تضررت كثيرا بفعل الركود الذي أعقب الجائحة وبفعل بطء نسق العودة الاقتصادي. كما احتدمت المنافسة والخلاف بين دول الاتحاد الاوروبي نفسها بعد أزمة الطاقة وصراع الامدادات الروسية كما تسببت أزمة الصيد بين بريطانيا وفرنسا في عودة التوتر بين حلفاء الأمس. كما ضاعفت أزمة الغواصات التي خسرت فرنسا عقودها مع أستراليا من حدة الأزمة ومن عبث التعويل على الحلفاء القدامى في الصفقات الكبرى.
تبدو في هذا السياق بوادر فشل حزب ماكرون في الفوز بالانتخابات المقبلة منطقية بعد عجزه محليا وإقليميا ودوليا عن المحافظة على التفوّق الفرنسي والاحترام الذي كانت تحظى به. لكنّ هذا التوقع لا يُلغي تماما حظوظ فريقه في إعادة التموقع سياسيا وفرض تحالفات جديدة مع قوى يمينية أخرى مثل المرشح غزافييه بيرتران.
لم تتوقف قوائم الترشحات اليمينية عن الفرز لكن الأزمة الاجتماعية التي تعرفها فرنسا تغذي حظوظ اليمين المتطرف مع القصف الإعلامي اليومي لصالح المرشح الظاهرة إيريك زمور. تبدو ظاهرة هذا المرشح خروجا عن النسق الكلاسيكي للفرز الانتخابي ونسخا على المنوال الأميركي في سياق فرنسي لكنها رغم حظوظها المتواضعة اليوم قادرة على إحداث تغيرات عميقة في نسق الفرز نفسه. وهو الأمر الذي أجبر كثيرا من مرشحي اليمين على رفع شعارات شبيهة بتلك الخاصة باليمين المتطرف خاصة فيما يخص الإسلام والهجرة.
من جهة أخرى لا يمكن إلغاء حظوظ الأحزاب اليسارية لكنها لم تنجح في تجديد خطابها وهو الأمر الذي يجعل فوزها في الانتخابات القادمة رهين السياق وتحولاته لا رهين قدرتها على تجديد خطابها ومشاريعها ورؤاها.
أستاذ مشارك بجامعة السوربونلم تكتمل بعد القوائم النهائية للمرشحين الذين سيخوضون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة لتمثيل تيارات اليمين بمختلف مشاريعها وتوجهاتها. اليمين الفرنسي سواء بشقّه الديغولي أو البراغماتي أو المتطرف مثّل لعقود الرافعة السياسية الأساسية في المشهد الفرنسي لكنّه اليوم يقف على عتبة تغيرات عميقة تؤذن بتحول بنيته ودوره وموقعه بسبب التحولات العالمية والمحلية والإقليمية.
مع صعود قوى يمينية متطرفة ممثلة في الفريق الكلاسيكي بقيادة مارين لوبان ابنة الزعيم التاريخي لحزب الجبهة الوطنية وأطراف جديدة ممثلة خاصة في المحلل السياسي السابق إيريك زموز ذي الأصول الاسرائيلية فإن فرنسا قد تواجه بحق أزمة انتخابية حادة. لا يتعلّق الأمر هنا بالمكونات السياسية في حد ذاتها بقدر ما يتعلق بالسياقات أساسا.
محليا ضربت الجائحة عصب الاقتصاد الفرنسي وتسببت في إغلاق عدد من الشركات المتوسطة والصغيرة واستنزاف المخزونات المالية السيادية للدولة. بل إن الشركات الفرنسية العملاقة قد تضررت كثيرا بفعل الركود الذي أعقب الجائحة وبفعل بطء نسق العودة الاقتصادي. كما احتدمت المنافسة والخلاف بين دول الاتحاد الاوروبي نفسها بعد أزمة الطاقة وصراع الامدادات الروسية كما تسببت أزمة الصيد بين بريطانيا وفرنسا في عودة التوتر بين حلفاء الأمس. كما ضاعفت أزمة الغواصات التي خسرت فرنسا عقودها مع أستراليا من حدة الأزمة ومن عبث التعويل على الحلفاء القدامى في الصفقات الكبرى.
تبدو في هذا السياق بوادر فشل حزب ماكرون في الفوز بالانتخابات المقبلة منطقية بعد عجزه محليا وإقليميا ودوليا عن المحافظة على التفوّق الفرنسي والاحترام الذي كانت تحظى به. لكنّ هذا التوقع لا يُلغي تماما حظوظ فريقه في إعادة التموقع سياسيا وفرض تحالفات جديدة مع قوى يمينية أخرى مثل المرشح غزافييه بيرتران.
لم تتوقف قوائم الترشحات اليمينية عن الفرز لكن الأزمة الاجتماعية التي تعرفها فرنسا تغذي حظوظ اليمين المتطرف مع القصف الإعلامي اليومي لصالح المرشح الظاهرة إيريك زمور. تبدو ظاهرة هذا المرشح خروجا عن النسق الكلاسيكي للفرز الانتخابي ونسخا على المنوال الأميركي في سياق فرنسي لكنها رغم حظوظها المتواضعة اليوم قادرة على إحداث تغيرات عميقة في نسق الفرز نفسه. وهو الأمر الذي أجبر كثيرا من مرشحي اليمين على رفع شعارات شبيهة بتلك الخاصة باليمين المتطرف خاصة فيما يخص الإسلام والهجرة.
من جهة أخرى لا يمكن إلغاء حظوظ الأحزاب اليسارية لكنها لم تنجح في تجديد خطابها وهو الأمر الذي يجعل فوزها في الانتخابات القادمة رهين السياق وتحولاته لا رهين قدرتها على تجديد خطابها ومشاريعها ورؤاها.