عندما كنا على مقاعد الدراسة في المراحل الثلاث في تلك السنوات الماضيات التي خلت كان البحث العلمي – الذي نسمع ونقرأ عنه اليوم - خارج التقويم الدراسي أو خارج الأجندة التعليمية، ثقافة البحث العلمي كانت غائبة وغير مقدرة بسبب النظرة المحدودة والسطحية لها في ذلك الوقت، كانت مدارسنا تفتقر لثقافة البحث العلمي ومهاراته وفلسفته، كان هناك غياب واضح، ثم تحسنت النظرة تدريجياً لثقافة البحث العلمي وبدأ طرح بعض المقررات مثل «مهارات البحث العلمي» على ما أذكر، ثم تلتها مساقات أخرى وهكذا، إلى أن أصبح اليوم - و الحمد لله - في تعليمنا من الأولويات وصار له دعم من الدولة، وسمو الأمير الوالد – الله يحفظه ويرعاه – وسمو الشيخة موزا بنت ناصر الله يحفظها، والمؤسسات الجامعية وصنّاع القرار السياسي والتعليمي وأولي الأمر وصار له اعتبار وكيان وثقافة متأصلة في وجدان المجتمع، وهذا ربما يعكس حقيقة الإنجازات والابتكارات التي نشهدها ويحققها التعليم في قطر سواء على مستوى الجامعات أو وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ثقافة البحث العلمي توجد لها اليوم سياسات واضحة بعد أن هيئ صنّاع القرار التربوي التعليمي التربة الصالحة ليغرسوا البذرة لتنمو ويحصدوها ثمرة يانعة تصب في احتياجات المجتمع القطري، صار عندنا الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي - عضو في مؤسسة قطر الرائدة – وصرنا نشهد فعاليات ومعارض افتراضية ومباشرة للبحث العلمي والابتكار، والمقام حالياَ في يومه الرابع والأخير عن طريق النت، المعرض الافتراضي للأسبوع الوطني للبحث العلمي والابتكار للعام 2021 الذي تقيمه وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين دليل حرص القيادة والوزارة وتأكيدهما على تأصيل ثقافة البحث العلمي وتنمية مهاراته وتأهيل طلبة قطر ليواكبوا متطلبات سوق العمل محققين بذلك التقدم والرفاهية لهم ولمجتمعهم القطري، نحن نرى لا صلاح للتعليم إلا بالبحث العلمي وتوظيفه على أرض الواقع.
شكراً وزارة التربية و التعليم والتعليم العالي على كل خطوة وفكرة ولفتة والشكر موصول للدكتورة الإنسانة النموذج والمثال/‏ أسماء المهندي، على جهودها المقدرة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.