فسيحوا في الأرض

يعقوب العبيدلي
يقول الشاعر الصديق الصدوق، الخفيف اللطيف، الذي أخذ من الشعر الفصيح والشعبي بطرف، وهو الأديب والضليع بالموروث الشعبي كابرا عن كابر، يقرض الشعر، ويحفظ الحكايات والنوادر والقصص، ووعى أخبار الديرة والخليج والتاريخ، عرفته من قريب فأحببته، مهذب الحواشي، رفيق الطبع، عف اللسان، تجالسه ترى جمال الدنيا في روحه، وتسمع له فينقلك إلى فضاءات الأدب والتراث، وإلى الجمال والحب، إلى فيافي الجزيرة، ومفاتنها المطرزة بالشعر والعطر، والطيب وأخبار الحبيب، يقول (بو سعد) حفظه الله ورعاه، حبيبنا في أبيات أهداها لي لينقلني بها إلى دنيا غير دنيا الناس، «اركب على جناح الحمام وتسيّح، واسترخ من فوق الجناحين وارتاح، يا صاحبي روّح بعيد وتمرجح، وخلك مع أحبابك بلعب وتمرجاح، اسعد نفسك، اصنع سعادتك لوحدك، لا تنتظر أحد يسعدك، كن سعيداً لا تحزن، عيش حياتك صح، لا شيء يستحق أن تحزن له، اعمل بحب، مارس ما تحب وابتسم، اضحك تضحك لك الدنيا، استثمر وقتك ولحظاتك، افعل ما تريد إن كان صواباً، روح وتعال، لا عليك من الوصوليين والدساسين والمغرضين، والشامتين والذين يعددون أخطاءك، ويرصدون زلاتك، ويتناقلون أخبارك، ويفشون أسرارك، لا عليك من شياطين الإنس والجن، حصن نفسك بالأذكار، واعتزل ما يؤذيك من أخبار، كن مع الله يكن الله معك، لا تدع الآخر يسرقك، أو يبتزك، أو يلغيك، لا تخسر مكتسباتك من أجل أحد، ولا تخسر نفسك من أجل الشيطان، كن سعيداً – والصاحب ساحب – لن يعيش حزنك أحد، ولا ظرفك أحد، ولا معاناتك أحد، عيش حياتك صح لوحدك أو مع من تحب، اترك الحزن والهم، ودعك من نعيق البوم، والذباب المسموم، والجو المشؤوم، خلك راقي الإحساس، مع كل الناس، واسأل الله الرحمة، وأن يحييك حياة طيبة»، «على جناح الحمام وتتسيّح، وتسترخي من فوق الجناحين وترتاح، وتسيح في الأرض بعيد وتمرجح، مع أحبابك بلعب وتمرجاح» واسأل الله أن يذيقك شهد العسل، لتنعم وتغنم، يا سلااااام، قال تعالى «فسيحوا في الأرض»، وعلى الخير والمحبة نلتقي.