+ A
A -
يعقوب العبيدلي
كثير منا يعيش بين الناس مدعياً، ربما مدعياً المثالية، ربما الإخلاص، ربما الوفاء، ربما يحتذي مشاهد تمثيلية ليس إلا، للتغطية على سواد نيته وسريرته، كثير منا يدعي المثالية في التعامل مع الناس، رغم عيوبه وأنانيته، شهوة الأنا غالبة عندهم سواء كانوا في العمل أو البيت، أو في الشارع، فلا تندهش حينما ترى مثل هذه القطط السمان تصول وتجول وتدعي وتنتفخ «كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد»!.
ما أقبح سلوكي الأنانية والكذب، اللذين ذمهما ميراثنا العظيم، وما أعظم سلوكي الإيثار والصدق اللذين امتدحهما ديننا العظيم (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، هناك البعض مهووسون بشهوة الأنا سواء كانوا في العمل أو البيت أو في الشارع، فلا تندهش حينما تجد مسؤولاً متسلطاً، أو تاجراً كذاباً مغالياً في أسعاره وضرائبه أو رسومه أو أسعار خدماته أو إيجار عقاره، البعض في سباق للوصول للتكرش على حساب الآخرين، للكرسي والحصول على الامتيازات، والاستحواذ على المناقصات، ودحر كل المنافسات، ووأد الكفاءات، وتنفير الطاقات، البعض يقضي مصلحته على حساب الآخر، يرصد سلبيات الناس والموظفين وينشرها غير مكترث بحرمة ما يفعله لكي يكسب ثقة الرئيس المسؤول، إن المعايير غير الموضوعية إذا سادت في المجتمع وفي الأجهزة الحكومية تأتي بهذه النوعية من البشر، نوعية أنانية جاهلة غير متخصصة، لا تعرف إلا التجمل والشو والادعاء والنفخ وتلميع الذات المريضة، بعمليات النحت والتجميل ليس إلا، واستحضار المشكلات وخلق الأزمات، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»، ساعة الفوضى «واللوية» والعبث والتراجع، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
10/11/2021
1007