محمد هنيد
أستاذ مشارك بجامعة السوربونقليلا ما كانت تُطرح أزمات المناخ وآثارها الكارثية في البلاد العربية على الأرض والسكان ومستقبل الأجيال رغم عدد من الكتابات التي عبّرت منذ عقود عن التهديدات الوجودية التي تتربص بالمنطقة. اليوم يتصاعد الوعي الجمعي دوليا وإقليميا للتعريف بخطورة التغيرات المناخية التي تشهدها الأرض والتي ستشكّل أكبر التحديات المستقبلية للأنظمة والمجتمعات.
قِمم المناخ صارت تقليدا سنويا للقوى العالمية الكبرى لكنها قليلا ما قدّمت آليات حقيقية لمواجهة الأخطار الكبرى التي تتسبب فيها هذه القوى الصناعية الكبرى نفسها. تتمثّل المعضلة الأكبر في التهديد الذي تمثله هذه القوى لا لمجالها هي فقط بل داخل مجال الدول الفقيرة التي تحولت إلى مقابر للنفايات السامة وحقل تجارب للأنشطة المشبوهة. لا يقتصر الأمر هنا على التغيرات المناخية الكارثية أو على ارتفاع درجات حرارة الأرض والمحيطات بل يتعداه إلى استنزاف الموارد الأساسية للحياة على سطح الأرض. فالمنطقة العربية كما نعلم منطقة جافة أو شبه جافة وهي تتميز بندرة مواردها المائية مما يجعلها أشد بقاع العالم عرضة للتهديد فيما يتعلّق بحقوقها المائية ومواردها الطبيعية منه.
إن التهديدات التي تعرفها مصر مثلا حول حقوقها المائية في نهر النيل أو تلك التي تتعرض لها العراق فيما يتعلق بنهري دجلة والفرات وكذلك دولة الأردن وسوريا ودول الخليج وشمال إفريقيا تؤكد أن قضية الماء ستكون في قلب الصراع الوجودي للمجتمعات العربية وأجيالها القادمة.
من جهة أخرى لم تقدم المجموعة العربية تصورات أو حلولا لأزمة المياه أمام نضوب مصادرها وزحف الصحراء وارتفاع درجات الحرارة. فحتى محطات التحلية لا تشكل في الحقيقة أجوبة جذرية لمعضلة وجودية بل لا تشكل إلا جزءا يسيرا من الحلّ. كثير من الخبراء يتحدثون عن حروب الماء المقبلة باعتبارها الجيل الأخطر من الحروب لأنها ستندلع بسبب الموارد الأساسية للحياة على الأرض ولن تكون حول الثروات والنفوذ والأسواق وهي الحروب التي سيكون للمنطقة العربية النصيب الأوفر منها بسبب طبيعة الأرض والمناخ.
ما الحلّ عربيا ؟ لن يقتصر الأمر على محطات التحلية وعلى تأمين منابع الأنهار والأودية بل يتجاوزها إلى ترشيد استهلاك الماء والبحث عن مصادر جديدة لمنع تبذيره والاستفادة قدر الامكان من التساقطات السنوية. دون خطة عربية متكاملة لمواجهة هذا التهديد فلن يكون من السهل تدارك النزيف المتسبب في ندرة المياه وما ينتج عنه من خلل في النظام الغذائي المرتبط بالنشاط الفلاحي والزراعي بشكل عام.
أستاذ مشارك بجامعة السوربونقليلا ما كانت تُطرح أزمات المناخ وآثارها الكارثية في البلاد العربية على الأرض والسكان ومستقبل الأجيال رغم عدد من الكتابات التي عبّرت منذ عقود عن التهديدات الوجودية التي تتربص بالمنطقة. اليوم يتصاعد الوعي الجمعي دوليا وإقليميا للتعريف بخطورة التغيرات المناخية التي تشهدها الأرض والتي ستشكّل أكبر التحديات المستقبلية للأنظمة والمجتمعات.
قِمم المناخ صارت تقليدا سنويا للقوى العالمية الكبرى لكنها قليلا ما قدّمت آليات حقيقية لمواجهة الأخطار الكبرى التي تتسبب فيها هذه القوى الصناعية الكبرى نفسها. تتمثّل المعضلة الأكبر في التهديد الذي تمثله هذه القوى لا لمجالها هي فقط بل داخل مجال الدول الفقيرة التي تحولت إلى مقابر للنفايات السامة وحقل تجارب للأنشطة المشبوهة. لا يقتصر الأمر هنا على التغيرات المناخية الكارثية أو على ارتفاع درجات حرارة الأرض والمحيطات بل يتعداه إلى استنزاف الموارد الأساسية للحياة على سطح الأرض. فالمنطقة العربية كما نعلم منطقة جافة أو شبه جافة وهي تتميز بندرة مواردها المائية مما يجعلها أشد بقاع العالم عرضة للتهديد فيما يتعلّق بحقوقها المائية ومواردها الطبيعية منه.
إن التهديدات التي تعرفها مصر مثلا حول حقوقها المائية في نهر النيل أو تلك التي تتعرض لها العراق فيما يتعلق بنهري دجلة والفرات وكذلك دولة الأردن وسوريا ودول الخليج وشمال إفريقيا تؤكد أن قضية الماء ستكون في قلب الصراع الوجودي للمجتمعات العربية وأجيالها القادمة.
من جهة أخرى لم تقدم المجموعة العربية تصورات أو حلولا لأزمة المياه أمام نضوب مصادرها وزحف الصحراء وارتفاع درجات الحرارة. فحتى محطات التحلية لا تشكل في الحقيقة أجوبة جذرية لمعضلة وجودية بل لا تشكل إلا جزءا يسيرا من الحلّ. كثير من الخبراء يتحدثون عن حروب الماء المقبلة باعتبارها الجيل الأخطر من الحروب لأنها ستندلع بسبب الموارد الأساسية للحياة على الأرض ولن تكون حول الثروات والنفوذ والأسواق وهي الحروب التي سيكون للمنطقة العربية النصيب الأوفر منها بسبب طبيعة الأرض والمناخ.
ما الحلّ عربيا ؟ لن يقتصر الأمر على محطات التحلية وعلى تأمين منابع الأنهار والأودية بل يتجاوزها إلى ترشيد استهلاك الماء والبحث عن مصادر جديدة لمنع تبذيره والاستفادة قدر الامكان من التساقطات السنوية. دون خطة عربية متكاملة لمواجهة هذا التهديد فلن يكون من السهل تدارك النزيف المتسبب في ندرة المياه وما ينتج عنه من خلل في النظام الغذائي المرتبط بالنشاط الفلاحي والزراعي بشكل عام.