رأى عمر بن الخطاب رجلاً في السوق يحملُ تمرةً ويُنادي عليها صارخاً: لقد وجدتُ تمرةً فمن صاحبها؟!
فقال له عمر: كُلها يا صاحب الورع الكاذب!
كثيرون هم الذين نجدهم أصحاب ورعٍ في بسائط الأمور، حتى لنعتقد أنه بقية من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإذا عرفنا بقية أحوالهم، وجدنا أن بينهم وبين أخلاق الإسلام وورعه كما بين المشرق والمغرب! اهتمام بالقشور على حساب اللُّبِ، وبالمظهر على حساب الجوهر، والسواك سُنة، ولكن عدم أكل لحوم الناس فريضة!
ورأى عمر بن الخطاب رجلاً يمشي متماوتاً، فسأل ما به: فقالوا هو ناسك زاهد فضربه عمر بالدرة، وقال له: لا تُمِتْ ديننا أماتكَ الله، فإن الإسلام ليس بمريض!
الزهد ليس أن يمشي المرء هزيلاً كأنه على بعد خطوات من الموت، ولا أن ينكش شعره، ولا يلبس ثياباً بالية، إنما الزهد ترك الحرام، فمن تركَ الحرام كان زاهداً ولو ملكَ مال قارون، ومن غاصَ في الحرام لم يكن زاهداً ولو لم يملك ثمن رغيف خبز!
وقد سُئل الحسن البصري: أيكون المرءُ زاهداً وهو يملك ألف درهم؟
فقال: نعم، إذا كانت الدراهم في يده ولم تكن في قلبه!
وروى الإمام أحمد في مسنده إلى أبي الدرداء أنه قال: أستعيذُ باللهِ من خشوع النفاق.
فقالوا: وما خشوع النفاق؟
فقال: أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع!
وقال سفيان الثوري: سيأتي أقوام يخشعون رياءً وسُمعة، وهم كالذئاب الضواري، غايتهم الدنيا، وجمع الدراهم من الحلال والحرام!
وجاء رجل زنى بامرأةٍ إلى الإمام أحمد يسأله عن ابنه من الزنا
فقال له الإمام: لماذا لم تعزِلْ؟
فقال الرجل: بلغني أن العزل مكروه
فقال له: أولم يبلغكَ أن الزنا حرام؟!
ورأتْ عائشة رجلاً متماوتاً، فقالتْ: ما هذا؟
فقالوا: زاهد
فقالتْ: قد كان عمر بن الخطاب زاهداً، وكان إذا قال أسمعَ، وإذا مشى أسرعَ، وإذا ضربَ في ذاتِ اللهِ أوجعَ!
فاللهم إنا نعوذ بك من الورع الكاذب، ومن خشوع الجسد وفجور القلب، وأن نُريَ الناس شيئاً ونُري الله غيره!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال له عمر: كُلها يا صاحب الورع الكاذب!
كثيرون هم الذين نجدهم أصحاب ورعٍ في بسائط الأمور، حتى لنعتقد أنه بقية من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإذا عرفنا بقية أحوالهم، وجدنا أن بينهم وبين أخلاق الإسلام وورعه كما بين المشرق والمغرب! اهتمام بالقشور على حساب اللُّبِ، وبالمظهر على حساب الجوهر، والسواك سُنة، ولكن عدم أكل لحوم الناس فريضة!
ورأى عمر بن الخطاب رجلاً يمشي متماوتاً، فسأل ما به: فقالوا هو ناسك زاهد فضربه عمر بالدرة، وقال له: لا تُمِتْ ديننا أماتكَ الله، فإن الإسلام ليس بمريض!
الزهد ليس أن يمشي المرء هزيلاً كأنه على بعد خطوات من الموت، ولا أن ينكش شعره، ولا يلبس ثياباً بالية، إنما الزهد ترك الحرام، فمن تركَ الحرام كان زاهداً ولو ملكَ مال قارون، ومن غاصَ في الحرام لم يكن زاهداً ولو لم يملك ثمن رغيف خبز!
وقد سُئل الحسن البصري: أيكون المرءُ زاهداً وهو يملك ألف درهم؟
فقال: نعم، إذا كانت الدراهم في يده ولم تكن في قلبه!
وروى الإمام أحمد في مسنده إلى أبي الدرداء أنه قال: أستعيذُ باللهِ من خشوع النفاق.
فقالوا: وما خشوع النفاق؟
فقال: أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع!
وقال سفيان الثوري: سيأتي أقوام يخشعون رياءً وسُمعة، وهم كالذئاب الضواري، غايتهم الدنيا، وجمع الدراهم من الحلال والحرام!
وجاء رجل زنى بامرأةٍ إلى الإمام أحمد يسأله عن ابنه من الزنا
فقال له الإمام: لماذا لم تعزِلْ؟
فقال الرجل: بلغني أن العزل مكروه
فقال له: أولم يبلغكَ أن الزنا حرام؟!
ورأتْ عائشة رجلاً متماوتاً، فقالتْ: ما هذا؟
فقالوا: زاهد
فقالتْ: قد كان عمر بن الخطاب زاهداً، وكان إذا قال أسمعَ، وإذا مشى أسرعَ، وإذا ضربَ في ذاتِ اللهِ أوجعَ!
فاللهم إنا نعوذ بك من الورع الكاذب، ومن خشوع الجسد وفجور القلب، وأن نُريَ الناس شيئاً ونُري الله غيره!بقلم: أدهم شرقاوي