+ A
A -
يعقوب العبيدلي
العنوان أعلاه ليس لي.. إنه عنوان فيلم عربي قديم عرض على الشاشات يناير عام1981 من بطولة أحمد زكي، وآثار الحكيم، وزهرة العلا، وصلاح ذو الفقار وغيرهم، نصحني بمشاهدته صديقي العزيز «بو عبدالعزيز» ونحن نتناول السمبوسة في مطعم تركي على ميناء الدوحة من قريب، فعلى الرغم من المشاكل والمنغصات الحياتية والظروف المعيشية المتواضعة التي يعيشها أحمد زكي في حياته، فهو يعيش في منطقة المقابر، حيث يعمل والده حفار قبور، وأمه تعمل بخدمة البيوت، وهو يعاني حالة من النفور والتمرد على وضعه وبيئة الفقر التي يعيشها، فهو يتظاهر بغير ذلك ويلبس لباس الغنى والثراء ويتكلم بلغة الأرقام وأهل القصور «والذوات» ويوهم نفسه والآخرين بغير الواقع، لغرض في نفسه للوصول لمراميه، وربما لنقص في ذاته المريضة، هناك حالات تتشابه مع بطل الفيلم في واقعنا المعاش تختلف أسبابها والمسوغات المؤدّية لها في تقمص هذا الدور لكنها موجودة، هناك المسؤول الكذاب، والمدير العفن، والموظف المرتشي، والمؤتمن الخائن، وحارس البوابة النائم، والأفاك والوصولي والدساس والمغرض والمحتكر، وكلهم يلبسون عباءة التقوى، ويرتدون ألف قناع، لكنّ هذا التمثيل المتقن والتظاهر بغير الحقيقة قد تكون له آثار مدمرة لاحقاً على الشخص نفسه أو على علاقاته بالآخرين والمجتمع ومؤسساته لاحقاً، إن الهروب من الحقيقة ورفض واقع الحال قد يؤثر على الصحة النفسية ويجلب القلق والتوتر وقلة النوم وعدم التركيز وزيادة في خفقات القلب بسبب الضغط النفسي وارتفاع ضغط الدم، وقد ناقش الفيلم قضية مهمة في تقديري مازالت إلى يومنا هذا موجودة وملموسة وهي الصراع الطبقي وخوف المتواضع الحال من تقبل المجتمع له، والازدواجية في المعايير التي يعاني منها البعض على أرض الواقع.
فكم «إبراهيم» بطل الفيلم موجود بيننا وفي واقعنا اليوم، جاء في الأثر: كن ابن من شئت واكتسب أدباً، يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول هاأنذا، ليس الفتى من يقول كان أبي
فهل وصلت الرسالة؟ وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
11/11/2021
968