+ A
A -
يقول المؤرخ سلمان أبو ستة ابن بئر السبع في حوار صحفي «حتّى لو نجح مشروع الدولتين فهو لن يحلّ القضيّة الفلسطينيّة الأساسيّة؛ لأنّه يتعلّق باحتلال الضفّة الغربيّة فقط»، نعم فذلك ليس جوهر القضيّة؛ فجوهر القضيّة في سطر واحد هو (طرد شعبٍ من أرضه)، ومقاومة هذا الشعب لمائة عامٍ الآن لاستعادة ذلك الوطن.
القضيّة ليست قضيّة احتلال، ولا قضيّة دولة، ولا أبارتهايد؛ هذه كلّها عوامل إضافيّة وظواهر للضغط على القضيّة الأصليّة. إذن، عندما نقول «النكبة مستمرّة»، هي مستمرّة لأنّها لم تتوقّف منذ ستّة وعشرين ألفًا وخمسمائة يومٍ الآن، وهي مستمرّة في القتل، والذبح، والاستيلاء على الأرض ومحو الهويّة، فالحرب الّتي شُنَّت علينا يصنفها أبو ستة انها «ليست حربًا عسكريّة فقط، بل هي أحد عشر نوعًا من الحروب» ؛ هي حرب عسكريّة بالطبع، وهي حرب تاريخيّة، وهي حرب جغرافيّة، ومسح أنثروبولوجيّ، وحرب تشويه، وحرب اقتصاديّة، وحرب تشويه جسديّ، وأضيف إليها نوع آخر من الحروب في قطاع غزّة وهو حرب إبادة الأحياء. وذلك يعني أنّ القنّاصة الّذين يقنصون الشباب في ركبهم، يفعلون ذلك حتّى يتحوّل المجتمع إلى مجتمع «مُكَرسَح»، يحوِّل فئة كبيرة من شبابه إلى عالة اقتصاديّة اعتماديّة على الآخرين، هي حرب الابادة الطبية وهذا كتاب لابي ستة يستحق القراءة عند توزيعه فالإبادة الطبيّة الجسمانيّة؛ ليست موتًا مُطلقًا، ولكن هي نوع من الإماتة البطيئة لأنّه يحوّل مجموعات كبيرة إلى عالة على المجتمع تُطالب برغيف الخبز بديلًا عن الوطن. إذن، هي حرب مستمرّة ولم تتوقّف، ولذلك يمكن النظر إلى هذه القضيّة بمنظارين: الأوّل القول بأنّ إسرائيل تسيطر على الأرض منذ ثلاثة وسبعين عامًا، والثاني القول بأنّ الشعب الفلسطينيّ يُقاوم منذ ثلاثة وسبعين عامًا.. إذن، فالصراع لم ينتهِ ولا يزال قائمًا، وإذن، لننظر إلى الوجه المضيء ونقل إنّنا نُقاوم منذ ثلاثة وسبعين عامًا، ولم نرفع راية الاستسلام.. أبو ستة واصل المقاومة.. وليكن ايمانك ان العثمانيين اصدقاء للعرب.. وبهم النصر ان شاء الله.
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
12/11/2021
2114