سمير البرغوثي
كاتب وصحفي فلسطينيعندما فتحت إسرائيل الحدود عام 1967، سارع النازحون عن قراهم إلى الضفة الغربية وغزة بالذهاب إلى قراهم إما سيرا على الأقدام سالكين نفس الطريق التي هاجروا منها إلى الضفة الغربية عام النكبة 1948 رافقنا جارنا عبد الله طه الرمحي العودة إلى قريته المزيرعة على الخط الأخضر وكان يحمل مفتاح بيته متوقعا أن يجده كما تركه في 14 أبريل من ذلك العام وقبل يوم من إعلان بن غوريون إعلان الدولة الكذبة.. كان يحث الخطى. هناك كانت القرية لا هنا.. لا هناك.. فلم يبق منها سوى مبنى المدرسة ذي السبع غرف من الأول إلى السادس الابتدائي وغرفة الإدارة والمعلمين.. وكان طلاب السادس نقشوا أسماءهم على جدار الصف وجلهم من أبناء الرمحي من بينهم عبدالله طه عبدالله الرمحي وكان عددهم 26 طالبا.. جلس على الأرض في موقع، وقال هنا كان بيتي، وحفر حفرة دفن فيها المفتاح، ولم يكن يعلم أن هناك من سيأتي ليحدد مكان قريته وبيته ليكون أحفاده مستعدين لإعادة بنائه.. والسؤال: هل يعود الأحفاد بعد أوسلو التي دمرت كل أمل؟.. نقول حقّ العودة معترَف به وهو مقدّس وقانونيّ، مقدّس عند كلّ فلسطينيّ وقانونيّ في القرار رقم 194 الصادر عن الأمم المتّحدة. إذن، لماذا لم يُنفَّذ حتّى الآن؟.
في كلّ قرية مُدمّرة إما متروكة فضاء أو ثمّة مستوطنة بُنيت عليها، ومن أين جاء المستوطنون المقيمون فيها، فتوصل الباحثون إلى نتيجة مذهلة، وهي أنّ سبعة وثمانين بالمائة من اليهود في إسرائيل يعيشون في اثني عشر بالمائة من مساحة فلسطين، وبقيّة الأراضي مسيطَر عليها من قِبَل الجيش والكيبوتسات.. إذن، فمعظم البلاد خالية، ولا يزال اليهود يتجمّعون في المناطق الّتي استوطنوها أصلًا أيّام الانتداب وتوسّعت قليلًا.
إذن، ثمّة أرض خالية وشعب ينتظر العودة، فماذا علينا أن نفعل؟ هل ثمّة طرق بالإمكان استخدامها لإيصال الأهالي إلى قراهم؟ هذه الجهة الفلسطينية ومكانها في لندن عندما تضغط زرًّا على الكمبيوتر على موقعها، ثمّة خرائط تُريك أين تقع القرية، وأين هم أهلها المهجّرون، وكذلك الطرق بين مواقع هجرتهم ومواقع قراهم، وكيف يمكنهم العودة إلى تلك القرى، وكم حافلة تلزم لإيصالهم، وهل يمكن العودة مشيًا على الأقدام، وذلك ممكن في حالة قطاع غزّة، الّتي لو مشى أهالي القرى في الطريق الساحليّ لخمسين أو ثلاثين كيلومترًا لرجعوا إلى قراهم المهجّرة، وكذلك في جنوب لبنان، وشمال طولكرم وجنين، وكذلك في القدس والخليل.
ذلك يعني أن العودة ممكنه رحلت إسرائيل أم لم ترحل.. وأعجبتني مشاريع تخرج هندسية لفلسطينيين وعرب عن أعمار القرى الفلسطينية المدمرة وسيأتي هذا اليوم عاجلا أو آجلا.
كاتب وصحفي فلسطينيعندما فتحت إسرائيل الحدود عام 1967، سارع النازحون عن قراهم إلى الضفة الغربية وغزة بالذهاب إلى قراهم إما سيرا على الأقدام سالكين نفس الطريق التي هاجروا منها إلى الضفة الغربية عام النكبة 1948 رافقنا جارنا عبد الله طه الرمحي العودة إلى قريته المزيرعة على الخط الأخضر وكان يحمل مفتاح بيته متوقعا أن يجده كما تركه في 14 أبريل من ذلك العام وقبل يوم من إعلان بن غوريون إعلان الدولة الكذبة.. كان يحث الخطى. هناك كانت القرية لا هنا.. لا هناك.. فلم يبق منها سوى مبنى المدرسة ذي السبع غرف من الأول إلى السادس الابتدائي وغرفة الإدارة والمعلمين.. وكان طلاب السادس نقشوا أسماءهم على جدار الصف وجلهم من أبناء الرمحي من بينهم عبدالله طه عبدالله الرمحي وكان عددهم 26 طالبا.. جلس على الأرض في موقع، وقال هنا كان بيتي، وحفر حفرة دفن فيها المفتاح، ولم يكن يعلم أن هناك من سيأتي ليحدد مكان قريته وبيته ليكون أحفاده مستعدين لإعادة بنائه.. والسؤال: هل يعود الأحفاد بعد أوسلو التي دمرت كل أمل؟.. نقول حقّ العودة معترَف به وهو مقدّس وقانونيّ، مقدّس عند كلّ فلسطينيّ وقانونيّ في القرار رقم 194 الصادر عن الأمم المتّحدة. إذن، لماذا لم يُنفَّذ حتّى الآن؟.
في كلّ قرية مُدمّرة إما متروكة فضاء أو ثمّة مستوطنة بُنيت عليها، ومن أين جاء المستوطنون المقيمون فيها، فتوصل الباحثون إلى نتيجة مذهلة، وهي أنّ سبعة وثمانين بالمائة من اليهود في إسرائيل يعيشون في اثني عشر بالمائة من مساحة فلسطين، وبقيّة الأراضي مسيطَر عليها من قِبَل الجيش والكيبوتسات.. إذن، فمعظم البلاد خالية، ولا يزال اليهود يتجمّعون في المناطق الّتي استوطنوها أصلًا أيّام الانتداب وتوسّعت قليلًا.
إذن، ثمّة أرض خالية وشعب ينتظر العودة، فماذا علينا أن نفعل؟ هل ثمّة طرق بالإمكان استخدامها لإيصال الأهالي إلى قراهم؟ هذه الجهة الفلسطينية ومكانها في لندن عندما تضغط زرًّا على الكمبيوتر على موقعها، ثمّة خرائط تُريك أين تقع القرية، وأين هم أهلها المهجّرون، وكذلك الطرق بين مواقع هجرتهم ومواقع قراهم، وكيف يمكنهم العودة إلى تلك القرى، وكم حافلة تلزم لإيصالهم، وهل يمكن العودة مشيًا على الأقدام، وذلك ممكن في حالة قطاع غزّة، الّتي لو مشى أهالي القرى في الطريق الساحليّ لخمسين أو ثلاثين كيلومترًا لرجعوا إلى قراهم المهجّرة، وكذلك في جنوب لبنان، وشمال طولكرم وجنين، وكذلك في القدس والخليل.
ذلك يعني أن العودة ممكنه رحلت إسرائيل أم لم ترحل.. وأعجبتني مشاريع تخرج هندسية لفلسطينيين وعرب عن أعمار القرى الفلسطينية المدمرة وسيأتي هذا اليوم عاجلا أو آجلا.