جاءت امرأةٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رسول الله، إن أمي ماتتْ ولم تحج، فأحجُّ عنها؟
فقال لها: نعم، حُجِّي عنها!
وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالتْ: يا رسول الله، إنّ أمي نذرتْ أن تحُجَّ فماتتْ قبل أن تحج، فأحُجَّ عنها؟
فقال لها: نعم، حجي عنها، أرأيتِ لو كان على أمكِ دينٌ أكنتِ تقضينه؟
قالت: نعم
فقال: اقضوا اللهَ الذي له، فإنَّ اللهَ أحقُّ بالوفاء!
البرُّ لا ينقطعُ بالموت، وإنَّ من تمام البرِّ أداء ديون الميت، الديون التي للناس، والديون التي لله أيضاً!
قد ينزل بالإنسان مرضٌ قبل موته، ويضطره هذا المرض لأن يستدين، وباركَ الله بمن أعان إنساناً، ومدَّ يداً، ورحم حاجة، وراعى كرامة، وجبر خاطراً، وواسى مصاباً!
فيرحل هذا الإنسان عن الدنيا وعليه دين، والله تعالى من عدله يسامحُ بحقِّه ولكنه لا يسامح بحقوق الناس! وفي الحديث يغفرُ اللهُ للشهيد كل شيءٍ إلا الدَّين!
فكل شيءٍ هو حقُّ الله، وقد غفره تكرماً منه سبحانه، أما الدين فهو حقُّ الناس!
وإن كان لا يُغفرُ الدَّين للشهيد الذي قدّم روحه ودمه قرباناً لله، فمن باب أولى أن لا يُغفر لمن دونه!
فانظروا في أحوال أمواتكم، وابحثوا عن ديونهم واقضوها، فهذا باب عظيم من أبواب البر!
وكما نقضي عن أحبابنا ديون الناس عليهم، فكذلك دَينُ اللهِ تعالى أحق بالوفاء، فمن مرضَ في رمضان ومات دون أن يقضي ما أفطره فعلى أقربائه أن يصوموا بدلاً منه، والمرأة التي عليها أيام فطر لم تصمها فماتت يجب على أهلها أن يصوموها عنها.
وأنبل من هذا من سعى لأداء ديون المسلمين عند اللهِ وليس بينه وبينهم قربى، أعجبتني مبادرة قام بها أشخاص شرح الله صدورهم لعمل خير، وهو أنهم في رمضان نظروا حولهم، وسجلوا أسماء العجائز وكبار السن الذين لا يستطيعون الصيام، ولا يجدون مالاً ليدفعوا كفارة الصيام، فدفعوها عنهم لأن دين اللهِ أحق بالسداد!
بقلم: أدهم شرقاوي