+ A
A -
حمد حسن التميميللوهلة الأولى تبدو الغيرة أمراً صحياً يمكن أن يدفع الإنسان لتحسين ذاته وتطوير إمكانياته، لكنها مع ذلك أشبه بالطعام تماماً، حيث يمكن أن يكون تناوله باعتدال أمراً مفيداً وجيداً، في حين أن الإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى عسر هضم وحرقة معدة وسمنة وأمراض لا حصر لها.
جدير بالذكر أن الكثيرين منا لا يعلمون أن الغيرة لها وجهان اثنان: غيرة إيجابية وأخرى سلبية، أما الغيرة الإيجابية فهي شعور الإنسان بالغيرة من نجاحات شخص آخر، أو ما يملكه مال وما لديه من علاقات شخصية ومهنية، أو ما حققه من إنجازات وحصل عليه من شهادات علمية أو غير ذلك، مما يوقد في داخله الحماسة والرغبة في أن يكون مثله أو يتفوق عليه، مع عدم تمني زوال النعمة عنه، بل العكس تماماً، في حين أن الغيرة السلبية عاطفة معقدة تشمل مشاعر من الفقد والشك والغضب والخوف والشعور بضعف تقدير الذات وعدم الثقة بالنفس، وصولاً إلى كراهية الآخر وتمني زوال النعمة عنه عندما تصبح مفرطة للغاية.
لذا وعلى الرغم من أن الغيرة يمكن أن تكون ذات قيمة في حالة كانت غيرة إيجابية، إلا أنها يمكن أن تغذي السلوكيات الضارة إذا كانت غيرة سلبية، إذ يمكن أن تدفع شخصاً ما إلى مراقبة اتصالات الآخرين وعلاقاتهم ومكان وجودهم، أو محاولة تحطيم معنوياتهم، أو حتى التصرف بعنف لفظي أو جسدي تجاههم.
ولكن شئنا أم أبينا، فإن الغيرة موجودة في الحياة والعمل، أحياناً تكون ظاهرة وأحياناً أخرى تكون مستترة خلف الظلال. إن جرعة صغيرة من الغيرة الإيجابية يمكن أن تحفز المرء على الارتقاء إلى آفاق جديدة، في حين أن الإفراط فيها أو تحولها إلى غيرة سلبية يؤدي إلى إحداث مشاعر ضارة تقود الشخص إلى سلوكيات سلبية تؤذيه أولاً، ويمكن أن تؤذي الآخرين إذا كانت بدرجات عالية.
وفي الواقع، فإن الغيرة تتضمن تنافساً حقيقياً أو متخيلاً، حيث يتنافس شخصان على ترقية في العمل أو صديق جيد، وعليه يشعر الشخص الغيور بإحساس بالخيانة أو بالخسارة المحتملة، لأن منافسه سيكسب شيئاً سيخسره هو.
كما تتضمن الغيرة السلبية النظر بعين الحسد إلى شخص يبدو وضعه الاجتماعي أو ظروفه أفضل من ظروف الشخص الغيور الذي يشعر جراء غيرته من إحساس شديد بالحرمان. ويعتبر احترام الذات أصل كل خير، لذلك يعاني الشخص الذي تستبد به الغيرة من ضعف احترامه لذاته وشعوره بالتهديد بفقدان محتمل لشيء ما أو لشخص عزيز عليه.
وهذا يعني أن الشخص الذي يشعر بغيرة تجاهك هو في حقيقة الأمر إنسان يعاني إحساساً شديداً بضعف تقدير الذات وعدم الثقة بالنفس ويؤمن بعدم قدرته على تحقيق ما حققته، لذلك يسفّه إنجازاتك ويحاول التقليل من شأنك وما لديك، لأنه يتمنى في قرارة نفسه أن يعيش الحياة التي تحياها أو يذوق طعم النجاح الذي حققته بعرق جبينك.
إن هذا بالضبط ما يحدث عندما ترى شخصاً يحاول باستمرار أن يجعل الآخرين يظهرون بمظهر الحمقى وأنه الذكي الوحيد بين البشر، وتراه كلما رأى ثرياً سارع للقول إن ثراءه محض صدفة أو ورثة ورثها أو لأنه يسرق الناس أو لكونه بخيلاً إلّا على نفسه.
لذلك كله وانطلاقاً من إدراكك للهشاشة الداخلية التي تعشش في صدر الشخص الذي يغار منك، فلا ينبغي أن تكرهه، بل أن ترثي لحاله وترجو له الشفاء من تلك الحالة النفسية السلبية التي تحيل حياته إلى جحيم. إن تلك الغيرة الموجهة ضدك ليست في حقيقة الأمر سوى اعتراف ضمني مبطّن بأنك أفضل من الشخص الغيور ومتفوق عليه؛ اعتراف منه سواء بوعي أو دون وعي.
جدير بالذكر أن الكثيرين منا لا يعلمون أن الغيرة لها وجهان اثنان: غيرة إيجابية وأخرى سلبية، أما الغيرة الإيجابية فهي شعور الإنسان بالغيرة من نجاحات شخص آخر، أو ما يملكه مال وما لديه من علاقات شخصية ومهنية، أو ما حققه من إنجازات وحصل عليه من شهادات علمية أو غير ذلك، مما يوقد في داخله الحماسة والرغبة في أن يكون مثله أو يتفوق عليه، مع عدم تمني زوال النعمة عنه، بل العكس تماماً، في حين أن الغيرة السلبية عاطفة معقدة تشمل مشاعر من الفقد والشك والغضب والخوف والشعور بضعف تقدير الذات وعدم الثقة بالنفس، وصولاً إلى كراهية الآخر وتمني زوال النعمة عنه عندما تصبح مفرطة للغاية.
لذا وعلى الرغم من أن الغيرة يمكن أن تكون ذات قيمة في حالة كانت غيرة إيجابية، إلا أنها يمكن أن تغذي السلوكيات الضارة إذا كانت غيرة سلبية، إذ يمكن أن تدفع شخصاً ما إلى مراقبة اتصالات الآخرين وعلاقاتهم ومكان وجودهم، أو محاولة تحطيم معنوياتهم، أو حتى التصرف بعنف لفظي أو جسدي تجاههم.
ولكن شئنا أم أبينا، فإن الغيرة موجودة في الحياة والعمل، أحياناً تكون ظاهرة وأحياناً أخرى تكون مستترة خلف الظلال. إن جرعة صغيرة من الغيرة الإيجابية يمكن أن تحفز المرء على الارتقاء إلى آفاق جديدة، في حين أن الإفراط فيها أو تحولها إلى غيرة سلبية يؤدي إلى إحداث مشاعر ضارة تقود الشخص إلى سلوكيات سلبية تؤذيه أولاً، ويمكن أن تؤذي الآخرين إذا كانت بدرجات عالية.
وفي الواقع، فإن الغيرة تتضمن تنافساً حقيقياً أو متخيلاً، حيث يتنافس شخصان على ترقية في العمل أو صديق جيد، وعليه يشعر الشخص الغيور بإحساس بالخيانة أو بالخسارة المحتملة، لأن منافسه سيكسب شيئاً سيخسره هو.
كما تتضمن الغيرة السلبية النظر بعين الحسد إلى شخص يبدو وضعه الاجتماعي أو ظروفه أفضل من ظروف الشخص الغيور الذي يشعر جراء غيرته من إحساس شديد بالحرمان. ويعتبر احترام الذات أصل كل خير، لذلك يعاني الشخص الذي تستبد به الغيرة من ضعف احترامه لذاته وشعوره بالتهديد بفقدان محتمل لشيء ما أو لشخص عزيز عليه.
وهذا يعني أن الشخص الذي يشعر بغيرة تجاهك هو في حقيقة الأمر إنسان يعاني إحساساً شديداً بضعف تقدير الذات وعدم الثقة بالنفس ويؤمن بعدم قدرته على تحقيق ما حققته، لذلك يسفّه إنجازاتك ويحاول التقليل من شأنك وما لديك، لأنه يتمنى في قرارة نفسه أن يعيش الحياة التي تحياها أو يذوق طعم النجاح الذي حققته بعرق جبينك.
إن هذا بالضبط ما يحدث عندما ترى شخصاً يحاول باستمرار أن يجعل الآخرين يظهرون بمظهر الحمقى وأنه الذكي الوحيد بين البشر، وتراه كلما رأى ثرياً سارع للقول إن ثراءه محض صدفة أو ورثة ورثها أو لأنه يسرق الناس أو لكونه بخيلاً إلّا على نفسه.
لذلك كله وانطلاقاً من إدراكك للهشاشة الداخلية التي تعشش في صدر الشخص الذي يغار منك، فلا ينبغي أن تكرهه، بل أن ترثي لحاله وترجو له الشفاء من تلك الحالة النفسية السلبية التي تحيل حياته إلى جحيم. إن تلك الغيرة الموجهة ضدك ليست في حقيقة الأمر سوى اعتراف ضمني مبطّن بأنك أفضل من الشخص الغيور ومتفوق عليه؛ اعتراف منه سواء بوعي أو دون وعي.