+ A
A -
خرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في غزوة ناحية نجد، فظفرَ وغَنِمَ، وفي طريق عودته أراد أن يُعسكر بالجيش ليستريح، ولا بُدَّ للقوم من حارس حتى لا يُفاجئهم عدو قد لحق بهم يريدُ ثأراً..
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ رجلان يكلآنا في ليلتنا هذه من عدونا؟
فقال رجلٌ من المهاجرين، ورجل من الأنصار، نحن نكلؤك يا رسول الله.
فخرجا إلى فم الشِّعب بعيداً عن الجيش يحرسان، فقال الأنصاري للمهاجريِّ: أتكفيني أول الليل وأكفيك آخره، أم تكفيني آخره وأكفيك أوله؟
فقال المهاجري: بل اكفني أوله وأكفيك آخره!
فنام المهاجري، وقام الأنصاري يُصلي، ووصل بعض العدو، فلما رأوه قائماً عرفوا أنه حارس لجيش يُعسكر في الشِّعب، فرموه بسهم أصابه، فانتزعه وألقاه وأكمل صلاته! فرموه بسهم ثانٍ أصابه، فانتزعه وألقاه وأكمل صلاته! فرموه بسهم ثالث فلم يعد يقوى على الوقوف، فزحف عند صاحبه، وأيقظه وقال: قُمْ فقد أُصِبتُ!
فلما رأى المهاجري صاحبه الأنصاري مضرجاً بدمائه قال له: يغفرُ اللهُ لك، ألا كنتَ أيقظتني أول ما رموك؟
فقال: كنتُ في سورة من القرآن افتتحتها أُصلي بها، فكرهتُ أن أقطعها، واسِمُ اللهِ لولا أن أُضيِّع ثغراً أمرني النبيُّ صلى الله عليه وسلم بحفظه، لكان قطعُ نفسي أهون عليَّ من أن أقطعها!
مضى الجيل الأول إلى ربه بفخرٍ، النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعد أن بلّغ الرسالة وأدى الأمانة، والصحابة بعد أن كانوا سيفه الذي حاربَ به، وعكازه الذي اتكأ عليه، وقوسه الذي رمى به أعداءه، ولكن الثغور التي أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بحراستها ما زالت قائمة تريدُ من يحرسها!
بيت المسلم ثغر يجب حراسته، وحراسته بتربية الأولاد على القرآن والسُّنة، والأخلاق الحميدة، وحُب الخير للناس، والاعتزاز بهذا الدين!
والمجتمعُ المسلم ثغر يجب حراسته، وحراسته تكون بإقامة العدل فيه، بردِّ المظالم إلى أهلها، بإعانة الفقير والمسكين، وبنجدة الملهوف، ونصح العاصي، وتشجيع المحسن، وبحماية المجتمع من الأفكار الهدامة، والمعتقدات البالية، والرد عليها، وبيان خطرها!
المسجد ثغر، ودار تحفيظ القرآن ثغر، والمدرسة ثغر، والمستشفى ثغر، وكل بقعة في المجتمع ثغر، وكل ثغر حراسته وفق ما جاء به الإسلام العظيم هي عبادة، فالعبادة ليست صلاةً وصياماً وحسب، إن إقامة الدين معتقداً وسلوكاً هي عبادة من أسمى العبادات!
فاحموا ثغوركم!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ رجلان يكلآنا في ليلتنا هذه من عدونا؟
فقال رجلٌ من المهاجرين، ورجل من الأنصار، نحن نكلؤك يا رسول الله.
فخرجا إلى فم الشِّعب بعيداً عن الجيش يحرسان، فقال الأنصاري للمهاجريِّ: أتكفيني أول الليل وأكفيك آخره، أم تكفيني آخره وأكفيك أوله؟
فقال المهاجري: بل اكفني أوله وأكفيك آخره!
فنام المهاجري، وقام الأنصاري يُصلي، ووصل بعض العدو، فلما رأوه قائماً عرفوا أنه حارس لجيش يُعسكر في الشِّعب، فرموه بسهم أصابه، فانتزعه وألقاه وأكمل صلاته! فرموه بسهم ثانٍ أصابه، فانتزعه وألقاه وأكمل صلاته! فرموه بسهم ثالث فلم يعد يقوى على الوقوف، فزحف عند صاحبه، وأيقظه وقال: قُمْ فقد أُصِبتُ!
فلما رأى المهاجري صاحبه الأنصاري مضرجاً بدمائه قال له: يغفرُ اللهُ لك، ألا كنتَ أيقظتني أول ما رموك؟
فقال: كنتُ في سورة من القرآن افتتحتها أُصلي بها، فكرهتُ أن أقطعها، واسِمُ اللهِ لولا أن أُضيِّع ثغراً أمرني النبيُّ صلى الله عليه وسلم بحفظه، لكان قطعُ نفسي أهون عليَّ من أن أقطعها!
مضى الجيل الأول إلى ربه بفخرٍ، النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعد أن بلّغ الرسالة وأدى الأمانة، والصحابة بعد أن كانوا سيفه الذي حاربَ به، وعكازه الذي اتكأ عليه، وقوسه الذي رمى به أعداءه، ولكن الثغور التي أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بحراستها ما زالت قائمة تريدُ من يحرسها!
بيت المسلم ثغر يجب حراسته، وحراسته بتربية الأولاد على القرآن والسُّنة، والأخلاق الحميدة، وحُب الخير للناس، والاعتزاز بهذا الدين!
والمجتمعُ المسلم ثغر يجب حراسته، وحراسته تكون بإقامة العدل فيه، بردِّ المظالم إلى أهلها، بإعانة الفقير والمسكين، وبنجدة الملهوف، ونصح العاصي، وتشجيع المحسن، وبحماية المجتمع من الأفكار الهدامة، والمعتقدات البالية، والرد عليها، وبيان خطرها!
المسجد ثغر، ودار تحفيظ القرآن ثغر، والمدرسة ثغر، والمستشفى ثغر، وكل بقعة في المجتمع ثغر، وكل ثغر حراسته وفق ما جاء به الإسلام العظيم هي عبادة، فالعبادة ليست صلاةً وصياماً وحسب، إن إقامة الدين معتقداً وسلوكاً هي عبادة من أسمى العبادات!
فاحموا ثغوركم!بقلم: أدهم شرقاوي