+ A
A -
يعقوب العبيدلي
من قريب تعرض صديقي لواقعة في الطريق، نزل على إثرها الطرف الآخر مهدداً مزمجراً متوعداً إياه بالويل والثبور، واستلمه بالسباب واللعن وأخواتها، والآن القضية في الشرطة لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات الأمنية والقانونية المعمول بها في الدولة، الشاهد «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء». اللعن والسباب والشتم والتنقيص والتهكم جناية عظيمة لا ينبغي أن نتجرأ ونتعود عليها، جاء في الأثر «لعن المؤمن كقتله»، واللعّان ترجع عليه اللعنة، خاصة إذا كان شيئا لا يستحق اللعن، رجعت عليه اللعنة حتى لو كان الملعون ريحًا، كما جاء «لا تلعنها فإنها مأمورة». كثيرًا ما يتهاون الناس في السب والشتم واللعان وهو من أكبر الكبائر، ابتلينا به فصار البعض لا يتمازح إلا باللعن والسباب، طهِّر لسانك، وتخير مفرداتك، مع الزوجة مع الزوج مع الأولاد مع الزملاء مع الناس، لأن هناك نتائج نفسية تتولد من كره من ظلم من نفور من عدوان، والشاتم يكره المشتوم، والمشتوم يكره الشاتم، وقد ندخل في قضايا قانونية لها أول مالها آخر، ونشغل رجال الأمن والقضاء بقضايا تافهة لا معنى لها بسبب قلة العقل وغياب الحكمة في المواقف الانفعالية، وقد يزيد الشاتم فيجر المشتوم للاشتباك معه، وتبدأ مشاهد الفيلم الهندي التي لا تنتهي إلا في مراكز الشرطة، الاحترام مطلوب وسعة الصدر مطلوبة، وطولة البال مطلوبة، والخلافات تحل بالتفاهمات لا بالمشاجرات والاستعراضات، ومخطئ من يتصور أنه رابح أو فائز إذا أهان أو وبّخ أو شتم أو سب أو لعن الطرف الآخر، فكل منا يعكس تربيته وثقافته، وكما قال صاحب الأغنية: والله لا يجيب الزعل بينك وبيني، وإن زعلت أرضيك يا نور عيني، والله لا يجيب الزعل، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
21/11/2021
2186