+ A
A -
تجدد الأزمات مغاربيا رغم الهدوء النسبي الذي تميزت به منطقة المغرب العربي مقارنة بالمنطقة المشرقية خلال العقود الأخيرة فإن مؤشرات كثيرة تدل على أن الوضع يسير نحو الأزمة فبعد قضية الحدود الجزائرية المغربية وتفاعل ملف الصحراء الغربية من خلال التصريحات الأخيرة لزعيم جبهة البوليزاريو الذي طالب بحمل السلاح لتحرير الإقليم فإن الوضع مرشح لمزيد التفاعل والتصعيد.
ليست المشكلة القائمة بين الجزائر والمغرب وليدة اليوم لكنها تمتد بجذورها إلى فترة تصفية الاستعمار العسكري وخاصة منه الارث الاسباني الفرنسي الذي ترك ملف الصحراء عائقا بين البلدين. صحيح أن الجزائر لا تعاني من مشكل في المساحة أو الموارد الطبيعية والبشرية لكنها تبحث عن تأمين منفذ لها نحو المحيط الأطلسي. أما المغرب التي تفتقر لنفس الثروات والمساحة فإنها تعتبر منطقة الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من أرضها ومن سيادتها الترابية.
بين المغرب والجزائر أطول حدود برية مغلقة في العالم وهي الحدود التي تقيم على طرفيها نفس العائلات التي فصلتها هذه الحدود. ثم إن الجزائر قد أعلنت مؤخرا عن غلق مجالها الجوي أمام الطيران المغربي كما أوقفت خط أنابيب الغاز الذي يمر بالأراضي المغربية نحو التراب الإسباني. لا يقتصر هذا التصعيد على الإجراءات الاقتصادية واللوجستية بين البلدين بل يتعداها إلى التصريحات السياسية والدبلوماسية التي لا تخدم قضايا المنطقة وتطلعات شعوبها.
إن التوتّر الكبير وانعدام الاستقرار الذي تعرفه ليبيا من جهة واهتزاز الأوضاع في الجارة تونس مع تمدد العنف جنوب الصحراء كلها عوامل توجب الحذر الشديد من مخاطر الانزلاق في منطقة شمال إفريقيا. صحيح أيضا أن التصعيد المسلّح أمر مستبعد الحدوث بين الجارتين لكنه ليس مستحيلا.
إن أكبر الخاسرين من بوادر التصعيد هما شعبا البلدين وشعوب المنطقة فبدل أن تكون المنطقة مجالا اقتصاديا حيويا وسوقا مفتوحة للتبادل التجاري وتشارك الخبرات فإنها تحولت إلى منطقة طاردة لأبنائها.كما تحولت إلى مصدر أساسي لموجات الهجرة غير الشرعية بعد أن عصفت الازمات الاقتصادية المتعاقبة بمجتمعاتها وكانت فئة الشباب المجموعة الأكثر تضررا منها.
لن يكون التصعيد لصالح أحد بما فيها الأنظمة
الحاكمة التي ستكون أول المتضررين من تفاقم الأزمة وهو ما يجعل من الحوار والبحث في الحلول السلمية التوافقية بعيدا عن التصريحات العدائية الحلّ الوحيد الممكن اليوم.بقلم: محمد هنيد
ليست المشكلة القائمة بين الجزائر والمغرب وليدة اليوم لكنها تمتد بجذورها إلى فترة تصفية الاستعمار العسكري وخاصة منه الارث الاسباني الفرنسي الذي ترك ملف الصحراء عائقا بين البلدين. صحيح أن الجزائر لا تعاني من مشكل في المساحة أو الموارد الطبيعية والبشرية لكنها تبحث عن تأمين منفذ لها نحو المحيط الأطلسي. أما المغرب التي تفتقر لنفس الثروات والمساحة فإنها تعتبر منطقة الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من أرضها ومن سيادتها الترابية.
بين المغرب والجزائر أطول حدود برية مغلقة في العالم وهي الحدود التي تقيم على طرفيها نفس العائلات التي فصلتها هذه الحدود. ثم إن الجزائر قد أعلنت مؤخرا عن غلق مجالها الجوي أمام الطيران المغربي كما أوقفت خط أنابيب الغاز الذي يمر بالأراضي المغربية نحو التراب الإسباني. لا يقتصر هذا التصعيد على الإجراءات الاقتصادية واللوجستية بين البلدين بل يتعداها إلى التصريحات السياسية والدبلوماسية التي لا تخدم قضايا المنطقة وتطلعات شعوبها.
إن التوتّر الكبير وانعدام الاستقرار الذي تعرفه ليبيا من جهة واهتزاز الأوضاع في الجارة تونس مع تمدد العنف جنوب الصحراء كلها عوامل توجب الحذر الشديد من مخاطر الانزلاق في منطقة شمال إفريقيا. صحيح أيضا أن التصعيد المسلّح أمر مستبعد الحدوث بين الجارتين لكنه ليس مستحيلا.
إن أكبر الخاسرين من بوادر التصعيد هما شعبا البلدين وشعوب المنطقة فبدل أن تكون المنطقة مجالا اقتصاديا حيويا وسوقا مفتوحة للتبادل التجاري وتشارك الخبرات فإنها تحولت إلى منطقة طاردة لأبنائها.كما تحولت إلى مصدر أساسي لموجات الهجرة غير الشرعية بعد أن عصفت الازمات الاقتصادية المتعاقبة بمجتمعاتها وكانت فئة الشباب المجموعة الأكثر تضررا منها.
لن يكون التصعيد لصالح أحد بما فيها الأنظمة
الحاكمة التي ستكون أول المتضررين من تفاقم الأزمة وهو ما يجعل من الحوار والبحث في الحلول السلمية التوافقية بعيدا عن التصريحات العدائية الحلّ الوحيد الممكن اليوم.بقلم: محمد هنيد