+ A
A -
بين عام وعام، تتغير المعالم، مناطق تتجدد، ومناطق ترتفع في الحواضر والبوادي، تسجل في ذاكرتك حضارة تنهض هنا وهناك، شوارع سريعة، جسور وأنفاق، أبراج ومجمعات إشارات مرور ذكية، وقبل هذا وذاك حضارة ترتقي إلى السماء، حضارة المعرفة، فما بين الدوار المائل والوجبة مساحة تحتضن جامعات تدرس تخصصات في مختلف العلوم من طب إلى تصميم الأزياء والهندسة والإدارة والإعلام، تجمعت كلها في مدينة واحدة لتشع نورا يلامس السماء ويقابلها مبنى السدرة ضاربا بجذوره في الأرض وفروعه تبعث في الفضاء الإنساني خلاصة أبحاث في علاج أمراض مزمنة وتقدم أبحاثا تخدم البشرية إلى حيث الله يشاء. وصندوق أبحاث علمية بموازنة هي الأكبر عربيا وآسيويا (خمسة عشر مليارا) مع تخصيص 2.8 بالمائة من دخل الوطن القومي للبحث العلمي، ومرافق رياضية ومشاريع مستقبلية جذبت إلى قطر كأس العالم الذي يسعى الكل للذهاب إليه.
تتجول في أسباير في كتارا في المتحف الإسلامي في سوق واقف على الكورنيش في شارع النصر في الخليج الغربي على شاطئ الغارية في الخور والذخيرة وسميسمة في الشحانية في الكرعانة، الجميلية، العطورية، الريان، معيذر، أبو سدرة، أبو نخلة، ترى ما خططت له القيادة شعب يعلي ووطن يرتقي بأبنائه إلى العلا.
هذا ما قلته لمواطن كويتي أعاد عليّ السؤال مرتين: كيف قطر اليوم؟ وكان سألني ذات السؤال عام 1996 حينها قلت له بعد جولة مع الدكتور سيف الحجري على أساسات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع: من هنا ستبدأ حضارة المعرفة، ومنها انطلقت مبادرات صاحبة السمو محليا وعربيا ودوليا لتؤسس لوطن المستقبل ينفذ شعبه رؤية قطر 2030، ولتحقق أماني الشعوب الفقيرة بالقضاء على الأمية عبر مبادرة سموها «علم طفلا» وإطلاق سموها لمبادرة الإبداع في التعليم.. قطر المستقبل بدأت صناعتها مع هذه الروح الإنسانية بالتصالح مع النفس وفتح الصدور والقلوب في حب ومساعدة الآخر مهما كان مذهبه أو دينه وهذه قمة الإنسانية[email protected]
بقلم: سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
24/11/2021
2654