موقف رهيب مهيب بين الرحمين، رحم الأم التي جاءت تودع بكرها.. ورحم الأرض التي فتحت بابها لاستقبال شاب من شباب مصر الأبرار مقيم في قطر استدعته الحوريات على عجل.. قبل أن تختطفه فاتنات الفانية.. وقفت إلى جوار الأب الدكتور سيد برايا.. وجلست خلفه الدكتورة أم أحمد.. المسافة بين الرحمين أمتار معدودة.. لكن الغياب أبدي.. وكان الوداع.. همسا.. الحمد لله.. والدمع يسيح على الخدين.
احتصنت صديقي وأخي وحبيبي دكتور سيد الذي قال بحرقة إنها «شديدة أوي علي يا أبا محمد» أدعو لي أن يصبرني الله ووالدته على هذا الخطب.. الموت حق ولا اعتراض على حكم الله.. ولكن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قال «إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون.. وأني لأقضي ما تبقى من عمري حزينا على فلذة كبدي وبكري الذي فرحت به يوم ميلاده.. ورافقته مع أمه إلى الحضانة فالروضة فحفل التخرج دكتورا.. وبسمته لم تفارق محياه..
أحمد يا ولدي اصحُ.. نادته الأم حين رأته مبتسما في المشرحة. اصحُ يا ولدي. سنعود لمصر.. سنخطب لك ونفرح بك.. اصحُ يا ولدي.. ثم تردد الحمد لله وللحامدين باب في الجنة.
قال لي زملاؤه في مستسفى حمد: كانت بسمته تبعث التفاؤل فنقبل على العمل.. أحمد كان يستعد للسفر إلى ألمانيا ليكون إلى جوار شقيقه أثناء تأدية امتحاناته.. كانت شنطة السفر جاهزة.. عاد متأخرا من عمله.. كان والداه ينتظرانه على الغداء.. اعتذر منهما وطلب أن ينام قليلا ليستريح لشعوره بإرهاق.. ولم يصحُ..
كان رحم الأرض يبتسم.. فالقادم شاب عالم وهناك من ينتظره.. ووري الثرى ليترك بعده أطنانا من الحزن والكمد..
الدكتور سيد الذي ألقبه بذاكرة مصر بل الأمة الإسلامية العلمية والفنية ومن لديه مثل هذه الذاكرة سوف يسترجع تفاصيل ونمنمات ودقائق وثواني أحمد منذ ولادته حتى رحيله..
نعم يا صديقي إن فراق أحمد شديد عليك وأمه وشديد على من عرفوه وعرفوك من أصدقائك الكثر الذين وقفوا حولك ومعك حتى اليوم، على رأسهم الدكتور محمود المحمود، رئيس مشتريات الدواء بالرعاية الصحية.. وهو الصديق الوفي الصدوق جزاه الله خيرا.
عظم الله أجركم..
{إنا لله وإنا إليه راجعون}بقلم: سمير البرغوثي
احتصنت صديقي وأخي وحبيبي دكتور سيد الذي قال بحرقة إنها «شديدة أوي علي يا أبا محمد» أدعو لي أن يصبرني الله ووالدته على هذا الخطب.. الموت حق ولا اعتراض على حكم الله.. ولكن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قال «إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون.. وأني لأقضي ما تبقى من عمري حزينا على فلذة كبدي وبكري الذي فرحت به يوم ميلاده.. ورافقته مع أمه إلى الحضانة فالروضة فحفل التخرج دكتورا.. وبسمته لم تفارق محياه..
أحمد يا ولدي اصحُ.. نادته الأم حين رأته مبتسما في المشرحة. اصحُ يا ولدي. سنعود لمصر.. سنخطب لك ونفرح بك.. اصحُ يا ولدي.. ثم تردد الحمد لله وللحامدين باب في الجنة.
قال لي زملاؤه في مستسفى حمد: كانت بسمته تبعث التفاؤل فنقبل على العمل.. أحمد كان يستعد للسفر إلى ألمانيا ليكون إلى جوار شقيقه أثناء تأدية امتحاناته.. كانت شنطة السفر جاهزة.. عاد متأخرا من عمله.. كان والداه ينتظرانه على الغداء.. اعتذر منهما وطلب أن ينام قليلا ليستريح لشعوره بإرهاق.. ولم يصحُ..
كان رحم الأرض يبتسم.. فالقادم شاب عالم وهناك من ينتظره.. ووري الثرى ليترك بعده أطنانا من الحزن والكمد..
الدكتور سيد الذي ألقبه بذاكرة مصر بل الأمة الإسلامية العلمية والفنية ومن لديه مثل هذه الذاكرة سوف يسترجع تفاصيل ونمنمات ودقائق وثواني أحمد منذ ولادته حتى رحيله..
نعم يا صديقي إن فراق أحمد شديد عليك وأمه وشديد على من عرفوه وعرفوك من أصدقائك الكثر الذين وقفوا حولك ومعك حتى اليوم، على رأسهم الدكتور محمود المحمود، رئيس مشتريات الدواء بالرعاية الصحية.. وهو الصديق الوفي الصدوق جزاه الله خيرا.
عظم الله أجركم..
{إنا لله وإنا إليه راجعون}بقلم: سمير البرغوثي