هناك عينات لا تخاف لومة لائم، جريئة في الحق، وقد تكون ذكراً أو أنثى، لهم من الأثر الحسن الكثير، ولهم من الثمرات الكثير، لا يجزعون ولا يسكتون عن ضيم، يقولون الحق ولو على أنفسهم، حديثهم يمس المشكلات، وكتاباتهم تتناول التحديات، وربما تخترقها وتداخلها، مبعثها غيرتهم على الشأن العام، البعض يرفضهم، والبعض الآخر يجزع منهم، ولكنهم ماضون سائرون، هم لا يحبون الخبايا والخفايا والأسرار، وما يدور تحت الطاولة، ديدنهم الصدق والصراحة والشفافية، صفاتهم مميزة، وشخصياتهم مثالية، وعلمهم واسع جامع، وعقلهم كبير راجح، وعندهم العبقرية متوفرة، مشكلتهم أنهم ضد البيروقراطية والروتين والجاهلين المغرضين الدساسين الوصوليين، الذين لا كرامة لهم، الذين يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، الشرفاء لا يقفون مع التفرقة والخلاف، بل مع المودة والائتلاف، لتحقيق المصالح البينية، في واقعنا المعاش مآس وأحزان، ومنغصات ومشكلات، لا ينبري لها إلا هؤلاء من العينات الصادقة الجريئة كل بحسب أدواته وموقعه.
هذه العينات وفيّة محبة مخلصة مدافعة مثابرة، تعبر بصدق عن انتمائها لوطنها وإخلاصها لقيادتها، ومبعث سخونة مفرداتهم غيرتهم على المصلحة العامة، مكافحة في مواقعها، وميادين الكلمة والحرف، ومنصات التواصل الاجتماعي بأنواعها، كل يخدم الوطن من خلال أداته، منهم من يشفي الصدور، ويستنهض الهمم، ويوحد الصفوف، ويرفع المعنويات، ويوضح الحق، ويبيّن ويقوي العزائم، وينشر السلام والابتسام، الشكر والثناء للشرفاء في مواقعهم ومنصاتهم الإعلامية والأقلام الصادقة الجريئة الوفية التي لا تعرف النكوص والفرار والتسلق، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم: يعقوب العبيدلي