+ A
A -
حمد التميمي يتعرض كل إنسان خلال مسيرة حياته إلى العديد من المواقف المنغصة، من مشكلات ونزاعات وانتقادات سلبية يمكن أن تعيقه عن التقدم وتثبط عزيمته. فكثير من الناس تتحطم أحلامهم بمجرد سماع انتقاد جارح أو كلمة سيئة بحقهم. لكن في الواقع، إننا جميعنا معرضون لمثل هكذا مواقف. فكيف السبيل إلى تجاوز الانتقادات السلبية؟
لتوضيح صورة مصغرة عما يجري في حياة الكثيرين بصفة شبه يومية، نضرب الأمثلة التالية: تتأخر لمرة عن العمل خلال ستة أشهر من الانتظام اليومي، فتجد مديرك يقول: أنت مهمل ودائمُ التأخر؟! تصل إلى المنزل ذات مرة متأخراً بضع دقائق عن الوقت الذي اتفقت فيه مع زوجتك على الذهاب إلى مكان معين فتقول لك: أنت دائماً تتأخر! تقدم عرضاً لبيع منتج لأحد العملاء، فيبادر بالقول: بضاعتك غالية الثمن! تنسين ترتيب غرض واحد من بين عشرات الأغراض التي قمتِ بترتيبها داخل المنزل، فيقول زوجك: أنتِ فوضوية لا ترتبين البيت أبداً!
في مثل هذه الحالات وما شاكلها، كيف نرد على الطرف المقابل؟ كيف ندافع عن أنفسنا ونربح أي جدال، بدلاً من أن نقبل تعميم الآخر وحكمه المنقوص تجاهنا أو تجاه تصرفاتنا؟
خلال مراحل حياتنا الدراسية، تعلمنا طريقة واحدة للتفاعل والتجاوب مع الأسئلة. إننا مبرمجون ذهنيّاً لسنوات دراسية طويلة، على أن يطرح الأستاذ السؤال، ونحن نجيب ببساطة، على أن يطلب المعلم منا القيام بأمر ما فننفذه على الفور. وبهذا فقد تمت برمجة عقولنا عبر حوالي 12 سنة تقريباً على أنه من الواجب أن نقدم إجابة عن كل سؤال يُطرح علينا. وبعد أن ندخل الجامعة فإننا نفعل نفس الشيء هناك أيضاً. أسئلة تُطرح على مسامعنا وعلينا أن نقدم أجوبة عليها. في مرحلة لاحقة، ندخل غمار الحياة العملية، لنكتشف أن فن الإقناع في الواقع يكمن في أن نعرف حقيقة ما يعنيه الشخص المقابل، وما هي حاجاته ودوافعه الباطنية. لذلك فإن أسوأ شيء يمكنه فعله هو أن تقدم إجابة مباشرة عن كل سؤال يُطرح عليك.
فإذا أخبرك أحد المشترين بأنه غير مهتم بمنتجك وبأنه باهظ الثمن، فلربما تجيب: لا يا سيدي، إنه ليس كذلك؛ فسعره مناسب وبهذه الطريقة الخاطئة أنت تضمن خسارة كل حظوظك في نيل ثقة العميل واكتسابه، من خلال إدراك ما ينطوي خلف ذاك السؤال؛ بمعنى أنك لن تستطيع أن تقرأ ما بين السطور وتكتشف دوافع المشتري المحتمل، فتخسره.
نفس الشيء إذا وصلت منزلك متأخراً، فقالت زوجتك ممتعضة: لماذا تتأخر دائماً؟! قد تجيب قائلاً: هذا غير صحيح، لقد وصلت يوم الأحد الماضي واليوم الذي قبله دون تأخير! لكن هذه الإجابة المباشرة لن تعود عليك سوى بالمشكلات ولن تحل الموقف أبداً؛ لأنك لم تدرك دوافع زوجتك وما الذي دفعها لهذا القول، بل ركزت انتباهك على ضرورة إجابة السؤال كما كنت تفعل أيام الدراسة.
حوالي 18 عاماً من عمرك قضيتها تجيب عن الأسئلة بطريقة مباشرة. ثم وبحكم العادة استمررت على هذا النهج؛ لتجد أن هذا الأسلوب لا يجدي نفعاً بل يزيد عمق المشكلات. ولهذا فقد آن الأوان لتغيير أسلوبك وتعلم شيء جديد.
لذلك، عندما يُطرح عليك سؤال ما أو اعتراض معين، كرر كلام الشخص الآخر بأسلوبك الخاص، ثم اطرح سؤالاً يسمح للطرف المقابل بتقديم إجابة مفتوحة. وهو ما يسمى بـ «حوار الآيكيدو». ففي الفنون القتالية، أنت تستخدم طاقة الخصم ضده، وهذا بالضبط ما عليك فعله.
إن هذه الطريقة تقوم على مبدأ فهم مشاعر الآخرين، وما الذي ينطوي خلفها، ثم إيجاد الحل للتوصل إلى أرضية مشتركة وامتصاص الطاقة السلبية الموجهة ضدك. فابدأ منذ اليوم بتعلم كيفية عدم الرد على الأسئلة بطريقة مباشرة، مهما تطلب ذلك من وقت؛ فتغيير العادات التي اكتسبناها على مدار 18 سنة من حياتنا تقريباً ليس بالأمر السهل، لكنه في الوقت ذلك ليس بالأمر المستحيل.
لتوضيح صورة مصغرة عما يجري في حياة الكثيرين بصفة شبه يومية، نضرب الأمثلة التالية: تتأخر لمرة عن العمل خلال ستة أشهر من الانتظام اليومي، فتجد مديرك يقول: أنت مهمل ودائمُ التأخر؟! تصل إلى المنزل ذات مرة متأخراً بضع دقائق عن الوقت الذي اتفقت فيه مع زوجتك على الذهاب إلى مكان معين فتقول لك: أنت دائماً تتأخر! تقدم عرضاً لبيع منتج لأحد العملاء، فيبادر بالقول: بضاعتك غالية الثمن! تنسين ترتيب غرض واحد من بين عشرات الأغراض التي قمتِ بترتيبها داخل المنزل، فيقول زوجك: أنتِ فوضوية لا ترتبين البيت أبداً!
في مثل هذه الحالات وما شاكلها، كيف نرد على الطرف المقابل؟ كيف ندافع عن أنفسنا ونربح أي جدال، بدلاً من أن نقبل تعميم الآخر وحكمه المنقوص تجاهنا أو تجاه تصرفاتنا؟
خلال مراحل حياتنا الدراسية، تعلمنا طريقة واحدة للتفاعل والتجاوب مع الأسئلة. إننا مبرمجون ذهنيّاً لسنوات دراسية طويلة، على أن يطرح الأستاذ السؤال، ونحن نجيب ببساطة، على أن يطلب المعلم منا القيام بأمر ما فننفذه على الفور. وبهذا فقد تمت برمجة عقولنا عبر حوالي 12 سنة تقريباً على أنه من الواجب أن نقدم إجابة عن كل سؤال يُطرح علينا. وبعد أن ندخل الجامعة فإننا نفعل نفس الشيء هناك أيضاً. أسئلة تُطرح على مسامعنا وعلينا أن نقدم أجوبة عليها. في مرحلة لاحقة، ندخل غمار الحياة العملية، لنكتشف أن فن الإقناع في الواقع يكمن في أن نعرف حقيقة ما يعنيه الشخص المقابل، وما هي حاجاته ودوافعه الباطنية. لذلك فإن أسوأ شيء يمكنه فعله هو أن تقدم إجابة مباشرة عن كل سؤال يُطرح عليك.
فإذا أخبرك أحد المشترين بأنه غير مهتم بمنتجك وبأنه باهظ الثمن، فلربما تجيب: لا يا سيدي، إنه ليس كذلك؛ فسعره مناسب وبهذه الطريقة الخاطئة أنت تضمن خسارة كل حظوظك في نيل ثقة العميل واكتسابه، من خلال إدراك ما ينطوي خلف ذاك السؤال؛ بمعنى أنك لن تستطيع أن تقرأ ما بين السطور وتكتشف دوافع المشتري المحتمل، فتخسره.
نفس الشيء إذا وصلت منزلك متأخراً، فقالت زوجتك ممتعضة: لماذا تتأخر دائماً؟! قد تجيب قائلاً: هذا غير صحيح، لقد وصلت يوم الأحد الماضي واليوم الذي قبله دون تأخير! لكن هذه الإجابة المباشرة لن تعود عليك سوى بالمشكلات ولن تحل الموقف أبداً؛ لأنك لم تدرك دوافع زوجتك وما الذي دفعها لهذا القول، بل ركزت انتباهك على ضرورة إجابة السؤال كما كنت تفعل أيام الدراسة.
حوالي 18 عاماً من عمرك قضيتها تجيب عن الأسئلة بطريقة مباشرة. ثم وبحكم العادة استمررت على هذا النهج؛ لتجد أن هذا الأسلوب لا يجدي نفعاً بل يزيد عمق المشكلات. ولهذا فقد آن الأوان لتغيير أسلوبك وتعلم شيء جديد.
لذلك، عندما يُطرح عليك سؤال ما أو اعتراض معين، كرر كلام الشخص الآخر بأسلوبك الخاص، ثم اطرح سؤالاً يسمح للطرف المقابل بتقديم إجابة مفتوحة. وهو ما يسمى بـ «حوار الآيكيدو». ففي الفنون القتالية، أنت تستخدم طاقة الخصم ضده، وهذا بالضبط ما عليك فعله.
إن هذه الطريقة تقوم على مبدأ فهم مشاعر الآخرين، وما الذي ينطوي خلفها، ثم إيجاد الحل للتوصل إلى أرضية مشتركة وامتصاص الطاقة السلبية الموجهة ضدك. فابدأ منذ اليوم بتعلم كيفية عدم الرد على الأسئلة بطريقة مباشرة، مهما تطلب ذلك من وقت؛ فتغيير العادات التي اكتسبناها على مدار 18 سنة من حياتنا تقريباً ليس بالأمر السهل، لكنه في الوقت ذلك ليس بالأمر المستحيل.