+ A
A -
يعقوب العبيدلي
نشهد العديد من المناسبات والفعاليات السعيدة في كل مكان، ونقرأ الكثير من المقالات والتغريدات وفيديوهات السناب شات، والعديد من الأفكار والرؤى والأحلام نسعى لتحقيقها وتفعيلها وتنفيذها على أرض الواقع، ولكن الوقت لا يسمح، والدنيا زحمة، والوقت قصير. هناك تواصل بين الوعي واللا وعي وأفكار وليدة الخبرة والمعرفة والثقافة والممارسة، لكن صاحبها لا يمكنه تحقيقها أو إنجازها نظراً لوجود تحديات وعوائق ومنغصات طارئة وأحياناً مستدامة، وأحياناً ويلات واستدعاءات، ودوخة رأس، إذا انتقدت الناس، على سبيل المثال لتقريب الفكرة، ليس من السهل على كاتب المقالة مثلاً أن يأتي بفكرة جديدة كل يوم أو أسبوع، في عالم قيل فيه كل شيء تقريبا.. من خلال المنصات الإعلامية والرقمية الجديدة، صار شغل الكاتب ماذا سيكتب غداً أو الأسبوع القادم، ويظل الكاتب في «حيص بيص» إذا حان وقت إرسال المقالة والفكرة عنده لم تتشكّل بعد، وقد يكتب مقالة دون تناول التفاصيل، والدخول في «الغبة» أي العمق، ويظل يراوح على السيف بلغة أهل البحر، ويتركها لتأويل القارئ، لسبب أو بدون سبب، تجنباً لدوخة الرأس، لذلك نلاحظ في بعض المقالات تصريحا بينا، وبعضها تلميح مكتفية بالإشارة، ولكن إياك والتجريح حتى تسلم وما تطيح.
اعتدت على الكتابة منذ كنت طالباً على مقاعد الدراسة، وأهوى في مرحلتي العمرية هذه الكتابات الخفيفة السريعة اللطيفة المشرقة المبهجة، أما غيرها فما عادت تستهويني، لأنها ترفع الضغط والسكري، وتجلب الأمراض التي أنا في غنى عنها وما فيني يكفيني. فعل الكتابة عمل فيزيولوجي لا يخصّ إلا صاحبه، فإن اهتدى فلنفسه، وإن ضَلّ فعليها، لا يكتب لـ (س) أو (ص) من الناس، هو يكتب لتوصيل الفكرة، ولا يهم بعد ذلك أين تؤول فكرته، ولا أن توافق رضى الناس أو استحسانهم، أو الارتهان إلى قبولهم، فالكاتب له شعائره الخاصة، يمارس تأملاته وأحلامه، ويحاول التعبير عنها من خلال أداة القلم، ونسأل الله القبول، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
11/12/2021
943