+ A
A -
تحل ذكرى اليوم الوطني هذا العام في ظروف غاية في الإيجابية والأجواء الاحتفالية المغلفة بالروح العربية والوحدة الخليجية، ومناخ يدعو للتفاؤل بالمستقبل والفخر بما تحقق على أرض الواقع في شتى المجالات.
نحتفل هذا العام وقد أنجزنا الكثير من الالتزامات، وتحققت العديد من الطموحات.. ماضون في طريق النمو والتألق والتفوق، حتى أضحى بلدنا قبلة الأنظار، ومحل الإعجاب، بما يصنعه أبناؤه من منجزات، وما تقدمه الدولة من جهود وخدمات بلغ صداها أصقاع الأرض، في مجالات دبلوماسية واقتصادية ورياضية وإنسانية.
يحق لكل مواطن، قطري وخليجي وعربي، أن يفخر بهذه المكاسب التي تصب في صالح الجميع، وتؤكد للعالم أن هذه المنطقة، رغم كل ما تعرضت له، ما زالت دولها، وبسواعد أبنائها، قادرة على العودة بقوة، وقيادة الصفوف الأمامية، وإحياء التاريخ واستذكار إنجازاته.
فقبل أيام قليلة، عقدت في الرياض قمة خليجية، استشعرنا فيها تقارب الأعضاء الستة من بعضهم البعض، ودرجة التفاهم والتناغم بينهم، من خلال الهموم المشتركة التي تجمعهم.. والرغبة الصادقة في المضي قدماً نحو طريق الوحدة والشراكة التي تخدم المنظومة كلها لمواجهة التحديات القادمة.
وأكد قادة ورؤساء الوفود أهمية تنسيق المواقف، بما يعزز التضامن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويحافظ على مصالحها.
كما أكدوا على أهمية الحفاظ على مكتسبات المجلس وإنجازاته، ووجّهوا الأجهزة المختصة في الدول الأعضاء والأمانة العامة واللجان الوزارية والفنية لمضاعفة الجهود لتحقيق الأهداف السامية.
وعلى مدار أسبوعين، احتضنت قطر الأشقاء العرب، وفتحت لهم قلبها وأبوابها وملاعبها، لتهديهم واحدة من الفعاليات التي تحلم بها الجماهير العربية، بمستوى عالمي في التنظيم والتشجيع واللعب، في تحف فنية لا يوجد لها مثيل أو شبيه في العالم.
مناسبة غالية
يحمل اليوم الوطني لدولتنا الحبيبة الكثير من المعاني، وفي إحياء ذكرى المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيّب الله ثراه، الذي وضع اللبنات الأولى لدولة قطر، فإن لدينا الكثير الذي نتأمله ونحتفي به، فاحتفالات هذا العام تحمل العديد من المعاني والقيم والإنجازات التي تجعل منه مناسبة خاصة للغاية، لها الكثير من الدلالات الهامة.
والعلامة الأبرز في احتفالات هذا العام انعقاد الدور الأول لمجلس الشورى المنتخب، والذي مثّل- بحق- علامة فارقة في مسيرتنا الوطنية، وحدثا تاريخيا في الحياة السياسية في دولة قطر، وهنا نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، على توجيهاته السديدة بإتمام هذا العمل الديمقراطي في البلاد، استكمالا لبناء الهياكل والمؤسسات الدستورية.
الموازنة العامة
عكست أرقام الموازنة العامة التي أعلنت مؤخراً قوة ومتانة اقتصادنا الوطني الذي حقق معدلات جعلته ضمن أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، رغم جائحة فيروس «كوفيد ـ 19»، وانعكاساتها وتأثيراتها.
وقد لاحظنا الزيادة في هذه الموازنة مقارنة بالموازنة السابقة، من خلال ارتفاع الإيرادات بنسبة 22.4 في المائة إلى 196 مليار ريال، وارتفاع المصروفات بنسبة 4.9 في المائة عن العام الماضي لتبلغ 204.3 مليار ريال.
ومن المتوقع استكمال مشاريع التنمية الكبرى، لا سيما في قطاعي التعليم والصحة، علاوة على البنية التحتية وأراضي المواطنين، وغيرها من مشروعات الخدمات العامة.
«التأمينات» و«التقاعد»
من الأخبار السارة أيضا، والتي لا يمكن المرور دون التوقف عندها، موافقة مجلس الوزراء على مشروعي قانوني التأمينات الاجتماعية، والتقاعد العسكري، لبناء نظام فعال للحماية الاجتماعية لجميع القطريين، ومواجهة أعباء الحياة، وتلبية تطلعات المتقاعدين وضمان حياة كريمة لهم.
جهود الصحة
في القطاع الصحي.. قدمت الدولة والوزارة دورا كبيرا للحد من تأثيرات جائحة «كوفيد 19»، وحتى الآن فقد تلقى أكثر من «85 %» من إجمالي السكان تطعيمهم بالكامل بجرعتي اللقاح، وذلك من خلال اختيار الأفضل، إذ تحركت دولة قطر مبكرًا وتعاقدت مع شركات كبيرة لها مكانتها وسمعتها العالمية في مجال صناعة الأدوية، وإجراء التجارب المختبرية اللازمة عليها، والمعتمدة من منظمة الصحة العالمية، حيث اختارت دولة قطر أفضل اللقاحات التي ثبتت فعالية التجارب عليها وتمت إجازتها وهي «فايزر - بيونتيك»، و«موديرنا».
عاصمة الدبلوماسية
وفي هذا العام، تُوجت الدوحة كعاصمة للدبلوماسية العالمية، وكانت محل إشادة وتقدير من العالم بأسره على الأدوار التي لعبتها من أجل إحلال الأمن والسلم الدوليين، خاصة فيما يتعلق بأفغانستان، حيث انهالت الإشادات ورسائل الشكر على قطر من قبل مختلف دول العالم، عرفانًا بدورها المميز الذي قامت به في إجلاء رعايا عدد كبير من الدول الأجنبية والمدنيين من أفغانستان عقب وصول طالبان للسلطة، فكما عودتنا دائمًا «كعبة المضيوم» أن تكون سباقة وحاضرة في التعاون والتضامن والتكاتف مع الدول المتضررة، والشعوب المنكوبة، وها هي تثبت من جديد، عبر الأزمة الأفغانية، دورها المؤثر الذي تضطلع به في إحلال السلام وتحقيق الاستقرار على الصعيد الدولي.
لقد كانت قطر خلال أزمة أفغانستان محط أنظار العالم، ليس على الصعيد السياسي فقط من خلال وساطتها، ولكن أيضًا على الصعيد الإنساني، عبر المساهمة في نقل رعايا الدول في عملية إجلاء تعد الأكبر في التاريخ، والتي شهدت نقل أكثر من 120 ألف شخص من أفغانستان، أجلت الدوحة وحدها أكثر من نصفهم من طلاب وصحفيين وعائلات وأكاديميين ورياضيين، سافروا عبرها إلى دول أخرى.
رسائل الشكر والتقدير انهالت من العالم بأسره، فما قامت به قطر كان كبيرا ومؤثرا وإنسانيا إلى أبعد الحدود، وخلال الأشهر التي تلت تلك التطورات، استضافت قطر عددا كبيرا من القادة والمسؤولين، لم يتقاطروا على دولة واحدة خلال فترة زمنية قصيرة إلا أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعض المؤتمرات الكبرى فقط.
كما تلعب قطر دورا مؤثرا ومهما عن طريق الوساطة في النزاعات بين الأطراف المتنازعة للوصول إلى تسويات سلمية، وتعزيز التنمية المستدامة.
صدارة المؤشرات
لقد تصدرت قطر في مؤشرات عالمية في عدة مجالات، وعبر عدة قياسات، تؤكد على أن الدولة تحرص على تقديم الأفضل لمواطنيها ومقيميها، وتحرص على تدارك السلبيات، وهي موجودة بطبيعة الحال، فلا يوجد عمل بلا أخطاء، لذلك فإن الدولة تعمل على مراجعتها باستمرار بهدف تصحيحها، حتى تكون دائماً في حالة نمو وصعود..
ونذكر منها سريعا التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بشأن التعليم، وهذا لم يتحقق من فراغ، وإنما بسبب زيادة الإنفاق الحكومي، والإيمان الراسخ بأنه هو الوسيلة المثلى لتقدم الأمم.
كما تصدرت قطر في مؤشر الصحة، واحتلت المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط على صعيد متوسط العمر المتوقع، وضمن قائمة الخمس والعشرين الأفضل عالميا من حيث جودة الخدمات الصحية، وسهولة الحصول على الرعاية الصحية، وحلت ضمن قائمة أفضل «20» دولة قامت بإصلاحات تتعلق ببيئة الأعمال، حسب تقرير البنك الدولي.
إن ما ننعم به من أمن وأمان، ولله الحمد والشكر، جعلنا في صدارة العديد من المؤشرات الدولية المعنية برصد حالة الأمن والاستقرار في العالم، ومن ذلك إحراز قطر المرتبة الأولى في قائمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمرتبة الـ«27» في مؤشر السلام العالمي، الصادر عن «معهد الاقتصاد والسلام».
كأس العرب
مناسبة اليوم الوطني العزيزة على قلوبنا تزامنت مع اختتام كأس العرب، وفي الحقيقة، فإن هذه البطولة هي الأكثر إثارة منذ أن انطلقت عام «1963»، بنسختها الأولى في العاصمة اللبنانية بيروت، وهنا لا بد من التوقف قليلا أمام أحداثها:
{ كانت المرة الأولى التي تقام فيها بعد اعتمادها من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
{ ملاعب استثنائية وتنظيم ناجح للغاية جعل منها واحدة من أنجح البطولات العربية على الإطلاق.
{ حضور جماهيري غير مسبوق في قطر تجاوز الـ«60» ألف متفرج في بعض مبارياتها.
{ أصلحت ما أفسدته السياسة، وتركت انطباعا لا يمكن تجاهله في حرص الجماهير العربية على رص الصفوف والتآزر والتلاحم، وتجاوز حالة التشرذم، وأعادت الألق مرة أخرى لكل ما يجمع العرب ويعزز صفوفهم.
{ أكدت البطولة جاهزية قطر التامة لاستضافة كأس العالم في العام المقبل، وقدرتها على تنظيم واحدة من أنجح البطولات على الإطلاق في تاريخ كرة القدم، وأكدت، كما عكست، كفاءة وجاهزية البنية التحتية والمنشآت المونديالية بالدولة.
{ { بعد هذا النجاح غير المسبوق، هناك من يقترح على الاتحاد العربي تكليف قطر بتنظيم ثلاث نسخ متتالية من مونديال العرب، كما يفعل الفيفا أحياناً مع بطولات العالم للأندية..
والهدف من ذلك أن تقوم الدوحة بإنعاش البطولات العربية وفق المعايير الاحترافية في التنظيم والجمالية في المنشآت، وبعد ذلك تسند لأي دولة أخرى وفق نفس المعايير، وبإشراف الفيفا.. خاصة أنه ثبت، من خلال هذه البطولة، أن هناك منتجا ثمينا بالإمكان ترميمه وتسويقه وإظهاره للعالم بصورة مشرفة للعرب.
محطة مهمة
يوم 18 ديسمبر مناسبة ومحطة مهمة في تاريخ دولة قطر، يتجدد فيها الوفاء والولاء لنهج المؤسس، الذي وضع أسس الدولة، ورسّخ هويتها ووحدتها الوطنية، لتبقى قطر، كما نريدها دائما، حرة أبية، بعد أن حققت على يد مؤسسها وقادتها إنجازات تاريخية، تتواصل اليوم بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، من أجل المزيد من الرخاء والرفاهية للوطن والمواطن.
في يومنا الوطني نسترجع كل ذلك ونحن أكثر إيمانا ويقينا بأن قادم الأيام سوف يحمل لنا المزيد من الخير، وأن ما تحقق من منجزات سيبقى علامة فارقة في تاريخنا الوطني، بفضل الله الذي ولى علينا قيادة رشيدة، أعطت الوطن والمواطن الأولوية القصوى في سياساتها وبرامجها، وهكذا، فعندما نحتفي باليوم الوطني، إنما هي فرصة لمراجعة النفس، وما تحقق وما تعذر، وقياس مؤشرات النمو، ونستذكر الملهمين والداعمين.. ونشكر كل من يخدم الوطن.. والمواطنين.
نحتفل هذا العام وقد أنجزنا الكثير من الالتزامات، وتحققت العديد من الطموحات.. ماضون في طريق النمو والتألق والتفوق، حتى أضحى بلدنا قبلة الأنظار، ومحل الإعجاب، بما يصنعه أبناؤه من منجزات، وما تقدمه الدولة من جهود وخدمات بلغ صداها أصقاع الأرض، في مجالات دبلوماسية واقتصادية ورياضية وإنسانية.
يحق لكل مواطن، قطري وخليجي وعربي، أن يفخر بهذه المكاسب التي تصب في صالح الجميع، وتؤكد للعالم أن هذه المنطقة، رغم كل ما تعرضت له، ما زالت دولها، وبسواعد أبنائها، قادرة على العودة بقوة، وقيادة الصفوف الأمامية، وإحياء التاريخ واستذكار إنجازاته.
فقبل أيام قليلة، عقدت في الرياض قمة خليجية، استشعرنا فيها تقارب الأعضاء الستة من بعضهم البعض، ودرجة التفاهم والتناغم بينهم، من خلال الهموم المشتركة التي تجمعهم.. والرغبة الصادقة في المضي قدماً نحو طريق الوحدة والشراكة التي تخدم المنظومة كلها لمواجهة التحديات القادمة.
وأكد قادة ورؤساء الوفود أهمية تنسيق المواقف، بما يعزز التضامن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويحافظ على مصالحها.
كما أكدوا على أهمية الحفاظ على مكتسبات المجلس وإنجازاته، ووجّهوا الأجهزة المختصة في الدول الأعضاء والأمانة العامة واللجان الوزارية والفنية لمضاعفة الجهود لتحقيق الأهداف السامية.
وعلى مدار أسبوعين، احتضنت قطر الأشقاء العرب، وفتحت لهم قلبها وأبوابها وملاعبها، لتهديهم واحدة من الفعاليات التي تحلم بها الجماهير العربية، بمستوى عالمي في التنظيم والتشجيع واللعب، في تحف فنية لا يوجد لها مثيل أو شبيه في العالم.
مناسبة غالية
يحمل اليوم الوطني لدولتنا الحبيبة الكثير من المعاني، وفي إحياء ذكرى المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيّب الله ثراه، الذي وضع اللبنات الأولى لدولة قطر، فإن لدينا الكثير الذي نتأمله ونحتفي به، فاحتفالات هذا العام تحمل العديد من المعاني والقيم والإنجازات التي تجعل منه مناسبة خاصة للغاية، لها الكثير من الدلالات الهامة.
والعلامة الأبرز في احتفالات هذا العام انعقاد الدور الأول لمجلس الشورى المنتخب، والذي مثّل- بحق- علامة فارقة في مسيرتنا الوطنية، وحدثا تاريخيا في الحياة السياسية في دولة قطر، وهنا نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، على توجيهاته السديدة بإتمام هذا العمل الديمقراطي في البلاد، استكمالا لبناء الهياكل والمؤسسات الدستورية.
الموازنة العامة
عكست أرقام الموازنة العامة التي أعلنت مؤخراً قوة ومتانة اقتصادنا الوطني الذي حقق معدلات جعلته ضمن أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، رغم جائحة فيروس «كوفيد ـ 19»، وانعكاساتها وتأثيراتها.
وقد لاحظنا الزيادة في هذه الموازنة مقارنة بالموازنة السابقة، من خلال ارتفاع الإيرادات بنسبة 22.4 في المائة إلى 196 مليار ريال، وارتفاع المصروفات بنسبة 4.9 في المائة عن العام الماضي لتبلغ 204.3 مليار ريال.
ومن المتوقع استكمال مشاريع التنمية الكبرى، لا سيما في قطاعي التعليم والصحة، علاوة على البنية التحتية وأراضي المواطنين، وغيرها من مشروعات الخدمات العامة.
«التأمينات» و«التقاعد»
من الأخبار السارة أيضا، والتي لا يمكن المرور دون التوقف عندها، موافقة مجلس الوزراء على مشروعي قانوني التأمينات الاجتماعية، والتقاعد العسكري، لبناء نظام فعال للحماية الاجتماعية لجميع القطريين، ومواجهة أعباء الحياة، وتلبية تطلعات المتقاعدين وضمان حياة كريمة لهم.
جهود الصحة
في القطاع الصحي.. قدمت الدولة والوزارة دورا كبيرا للحد من تأثيرات جائحة «كوفيد 19»، وحتى الآن فقد تلقى أكثر من «85 %» من إجمالي السكان تطعيمهم بالكامل بجرعتي اللقاح، وذلك من خلال اختيار الأفضل، إذ تحركت دولة قطر مبكرًا وتعاقدت مع شركات كبيرة لها مكانتها وسمعتها العالمية في مجال صناعة الأدوية، وإجراء التجارب المختبرية اللازمة عليها، والمعتمدة من منظمة الصحة العالمية، حيث اختارت دولة قطر أفضل اللقاحات التي ثبتت فعالية التجارب عليها وتمت إجازتها وهي «فايزر - بيونتيك»، و«موديرنا».
عاصمة الدبلوماسية
وفي هذا العام، تُوجت الدوحة كعاصمة للدبلوماسية العالمية، وكانت محل إشادة وتقدير من العالم بأسره على الأدوار التي لعبتها من أجل إحلال الأمن والسلم الدوليين، خاصة فيما يتعلق بأفغانستان، حيث انهالت الإشادات ورسائل الشكر على قطر من قبل مختلف دول العالم، عرفانًا بدورها المميز الذي قامت به في إجلاء رعايا عدد كبير من الدول الأجنبية والمدنيين من أفغانستان عقب وصول طالبان للسلطة، فكما عودتنا دائمًا «كعبة المضيوم» أن تكون سباقة وحاضرة في التعاون والتضامن والتكاتف مع الدول المتضررة، والشعوب المنكوبة، وها هي تثبت من جديد، عبر الأزمة الأفغانية، دورها المؤثر الذي تضطلع به في إحلال السلام وتحقيق الاستقرار على الصعيد الدولي.
لقد كانت قطر خلال أزمة أفغانستان محط أنظار العالم، ليس على الصعيد السياسي فقط من خلال وساطتها، ولكن أيضًا على الصعيد الإنساني، عبر المساهمة في نقل رعايا الدول في عملية إجلاء تعد الأكبر في التاريخ، والتي شهدت نقل أكثر من 120 ألف شخص من أفغانستان، أجلت الدوحة وحدها أكثر من نصفهم من طلاب وصحفيين وعائلات وأكاديميين ورياضيين، سافروا عبرها إلى دول أخرى.
رسائل الشكر والتقدير انهالت من العالم بأسره، فما قامت به قطر كان كبيرا ومؤثرا وإنسانيا إلى أبعد الحدود، وخلال الأشهر التي تلت تلك التطورات، استضافت قطر عددا كبيرا من القادة والمسؤولين، لم يتقاطروا على دولة واحدة خلال فترة زمنية قصيرة إلا أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعض المؤتمرات الكبرى فقط.
كما تلعب قطر دورا مؤثرا ومهما عن طريق الوساطة في النزاعات بين الأطراف المتنازعة للوصول إلى تسويات سلمية، وتعزيز التنمية المستدامة.
صدارة المؤشرات
لقد تصدرت قطر في مؤشرات عالمية في عدة مجالات، وعبر عدة قياسات، تؤكد على أن الدولة تحرص على تقديم الأفضل لمواطنيها ومقيميها، وتحرص على تدارك السلبيات، وهي موجودة بطبيعة الحال، فلا يوجد عمل بلا أخطاء، لذلك فإن الدولة تعمل على مراجعتها باستمرار بهدف تصحيحها، حتى تكون دائماً في حالة نمو وصعود..
ونذكر منها سريعا التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بشأن التعليم، وهذا لم يتحقق من فراغ، وإنما بسبب زيادة الإنفاق الحكومي، والإيمان الراسخ بأنه هو الوسيلة المثلى لتقدم الأمم.
كما تصدرت قطر في مؤشر الصحة، واحتلت المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط على صعيد متوسط العمر المتوقع، وضمن قائمة الخمس والعشرين الأفضل عالميا من حيث جودة الخدمات الصحية، وسهولة الحصول على الرعاية الصحية، وحلت ضمن قائمة أفضل «20» دولة قامت بإصلاحات تتعلق ببيئة الأعمال، حسب تقرير البنك الدولي.
إن ما ننعم به من أمن وأمان، ولله الحمد والشكر، جعلنا في صدارة العديد من المؤشرات الدولية المعنية برصد حالة الأمن والاستقرار في العالم، ومن ذلك إحراز قطر المرتبة الأولى في قائمة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمرتبة الـ«27» في مؤشر السلام العالمي، الصادر عن «معهد الاقتصاد والسلام».
كأس العرب
مناسبة اليوم الوطني العزيزة على قلوبنا تزامنت مع اختتام كأس العرب، وفي الحقيقة، فإن هذه البطولة هي الأكثر إثارة منذ أن انطلقت عام «1963»، بنسختها الأولى في العاصمة اللبنانية بيروت، وهنا لا بد من التوقف قليلا أمام أحداثها:
{ كانت المرة الأولى التي تقام فيها بعد اعتمادها من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
{ ملاعب استثنائية وتنظيم ناجح للغاية جعل منها واحدة من أنجح البطولات العربية على الإطلاق.
{ حضور جماهيري غير مسبوق في قطر تجاوز الـ«60» ألف متفرج في بعض مبارياتها.
{ أصلحت ما أفسدته السياسة، وتركت انطباعا لا يمكن تجاهله في حرص الجماهير العربية على رص الصفوف والتآزر والتلاحم، وتجاوز حالة التشرذم، وأعادت الألق مرة أخرى لكل ما يجمع العرب ويعزز صفوفهم.
{ أكدت البطولة جاهزية قطر التامة لاستضافة كأس العالم في العام المقبل، وقدرتها على تنظيم واحدة من أنجح البطولات على الإطلاق في تاريخ كرة القدم، وأكدت، كما عكست، كفاءة وجاهزية البنية التحتية والمنشآت المونديالية بالدولة.
{ { بعد هذا النجاح غير المسبوق، هناك من يقترح على الاتحاد العربي تكليف قطر بتنظيم ثلاث نسخ متتالية من مونديال العرب، كما يفعل الفيفا أحياناً مع بطولات العالم للأندية..
والهدف من ذلك أن تقوم الدوحة بإنعاش البطولات العربية وفق المعايير الاحترافية في التنظيم والجمالية في المنشآت، وبعد ذلك تسند لأي دولة أخرى وفق نفس المعايير، وبإشراف الفيفا.. خاصة أنه ثبت، من خلال هذه البطولة، أن هناك منتجا ثمينا بالإمكان ترميمه وتسويقه وإظهاره للعالم بصورة مشرفة للعرب.
محطة مهمة
يوم 18 ديسمبر مناسبة ومحطة مهمة في تاريخ دولة قطر، يتجدد فيها الوفاء والولاء لنهج المؤسس، الذي وضع أسس الدولة، ورسّخ هويتها ووحدتها الوطنية، لتبقى قطر، كما نريدها دائما، حرة أبية، بعد أن حققت على يد مؤسسها وقادتها إنجازات تاريخية، تتواصل اليوم بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، من أجل المزيد من الرخاء والرفاهية للوطن والمواطن.
في يومنا الوطني نسترجع كل ذلك ونحن أكثر إيمانا ويقينا بأن قادم الأيام سوف يحمل لنا المزيد من الخير، وأن ما تحقق من منجزات سيبقى علامة فارقة في تاريخنا الوطني، بفضل الله الذي ولى علينا قيادة رشيدة، أعطت الوطن والمواطن الأولوية القصوى في سياساتها وبرامجها، وهكذا، فعندما نحتفي باليوم الوطني، إنما هي فرصة لمراجعة النفس، وما تحقق وما تعذر، وقياس مؤشرات النمو، ونستذكر الملهمين والداعمين.. ونشكر كل من يخدم الوطن.. والمواطنين.