+ A
A -
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم جالساً بين أصحابه فحدَّثهم عن كبائر الذنوب فقال: «اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات»! وعن الربا قال لهم مرةً: «لعن اللهُ آكِلَ الرِّبا، وموكله، وشاهديه، هم فيه سواء»! وفي صحيح الجامع من حديث ابن مسعود أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: الربا ثلاثة وسبعون باباً، أيسرها أن ينكح الرجل أمه! وكان إبن عباس إذا فسَّر قول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ». يقول: يُعطى آكِلُ الربا يوم القيامة رمحاً ويُقال له: خذ رمحكَ لتبارز به ربُكَ!
وكان الأوائل يبتعدون عن أية شُبهة فيها ربا مخافة أن يقعوا فيه: كان أبو حنيفة يجلسُ في ظلِّ بيت صاحب له، واقترضَ صاحب هذا البيت منه بعض المال، واتفقا على أن يكون السداد في يوم كذا. فلما جاء اليوم ذهبَ أبو حنيفة إلى بيت صديقه وطرقَ الباب، ثم ابتعدَ ووقف في الشمس! فسأله صاحبه: لِمَ تقِفُ بعيداً؟ فقال أبو حنيفة: خفتُ أن يكون ذلك لوناً من الربا!فقال صاحبه: ولكنكَ كُنتَ تقعد قبل أن تقرضني! فقال: كنتُ أقعدُ وأنتَ المتفضل عليَّ بظلِّ بيتك، فأخافُ الآن أن أقعد وأنا المتفضِلُ عليكَ بالمال!
كانوا يخافون من حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم: أيما لحمٍ نبتَ من حرام فالنار أولى به! وقد لخَّصَ الفقهاء أسباب تحريم الربا بعدة نقاط أهمها:
- الربا أكل لأموال الناس بالباطل لهذا كانت حرمته!
- الربا يمنعُ الناس من الاشتغال بالمكاسب الحلال، فتتوقف بذلك عجلة الاقتصاد في المجتمع، وتسود الطبقية، وبالنهاية ينقسم المجتمع إلى فئتين: فئة غنية جشعة، وفئة فقيرة مستدينة!
- الربا يؤدي إلى انقطاع المعروف بين الناس، حيث يتوقف الإقراض لوجه الله!
- الغالب أن يكون المُقرض غنياً والمقترض فقيراً، وبه يزداد الغني غنى، والفقير فقراً
- والأهم من ذلك كله، الربا حرام بالنص القاطع قرآناً وسُنة، فإن عرفنا الحكمة من هذا التحريم أو غابتْ عنّا فهذا لا يُغيِّرُ من واقع الأمر شيئاً!
copy short url   نسخ
19/12/2021
2036