+ A
A -
ما زالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستخف بالمواقف والمطالبات الدولية والأميركية، وتسابق الزمن لحسم مستقبل قضايا الحل النهائي بالقوة ومن طرف واحد، فقد أدانت الخارجية الفلسطينية في بيان لها الحرب المفتوحة والشاملة التي يرتكبها بشكل يومي الاحتلال وأذرعه المختلفة بما فيها جيش الاحتلال وميليشيات المستوطنين المسلحة، التي باتت تسيطر على مشهد حياة الفلسطينيين وتشكل العلامة الأبرز في واقعهم المرير تحت الاحتلال، في توزيع وتكامل واضح في الأدوار لتنفيذ مآرب وأهداف المنظومة الإسرائيلية الاستعمارية التوسعية، التي تتلخص في الاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية وضمها بالتدريج لدولة إسرائيل الاستيطانية العنصرية، وممارسة أبشع عمليات التطهير العرقي ضد الوجود الفلسطيني كما هو حاصل بشكل أساسي في القدس وجميع المناطق المصنفة (ج) بما فيها الأغوار.
هذا المشهد الدموي المفروض على الشعب الفلسطيني بقوة الاحتلال يعكس أيديولوجيا استعمارية ظلامية باتت تسيطر على مفاصل اتخاذ القرار في دولة الاحتلال، ويعبر عن ثقافة لا تعترف بوجود الفلسطينيين كشعب له حقوق سياسية وطنية، وتعتقد أن لها الحق في السيطرة على الأرض الفلسطينية وامتلاكها وتخصيصها لصالح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي بأشكاله المختلفة.. ثقافة معادية بشكل مطلق للسلام وللقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ولمبادئ حقوق الإنسان.
الحرب المتواصلة شملت خلال اليومين الماضيين الاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية، كما هو حاصل في خلة حسان شمال بلدة بديا، وإقدام المستوطنين على نصب بيوت متنقلة جدية داخل مستوطنة «حومش» المخلاة، وهجمات المستوطنين المتواصلة على مركبات الفلسطينيين بالحجارة كما حصل بالقرب من مستوطنة «شافي شامرون»، وبرقة، وكفر قدوم ما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات في صفوف الفلسطينيين، واستهداف المستوطنين للعديد من المنازل بالحجارة.
يجب على المجتمع الدولي العمل على وقف دولة الاحتلال في تنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية وعمليات الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة، ونتائج وتداعيات ذلك على فرصة تحقيق السلام وفرصة إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بعاصمتها القدس الشرقية.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
21/12/2021
1119