القضية الفلسطينية تنتظر في التوقيت السياسي الراهن مؤازرة أكبر من قبل الدول العربية والإسلامية، حيث باتت ساحة العمل السياسي، إقليميا ودوليا، تشهد متغيرات كثيرة، إذ نرى حاليا أن المشهد الإقليمي والدولي تتصدره أولويات معينة، في مقدمتها تحديات مواجهة الإرهاب، الذي رأينا مرارا ما فعله في عدة مناطق من العالم، مما بات يمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.
وفي هذا التوقيت، فإنه من المهم أن تتضاعف الجهود المبذولة، عربيا وإسلاميا، لأجل تحديد أسس قوية وواضحة لاستراتيجية شاملة تضمن الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، حيث أخذت إسرائيل في الآونة الأخيرة تسارع بتصعيد انتهاكاتها التي تستهدف مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني، مستغلة انشغال القوى الإقليمية والدولية نسبيا بملفات عديدة، في مقدمتها ملف الإرهاب.
وفي هذا الصدد، فقد حذرت جامعة الدول العربية، أمس، من خطورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات والممارسات الإسرائيلية العدوانية والاستيطانية.
ويتزامن ذلك مع تحذير مماثل أطلقته وزارة الخارجية الفلسطينية، حيث حذرت من «أطروحات» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «التطبيعية»، التي يدعي فيها تطور العلاقات مع العرب، وقالت إن نتانياهو «يصر باستمرار على الادعاء بتطور العلاقات الإسرائيلية- العربية، وأن هذه العلاقات تطورت بعد ظهور أعداء مشتركين يهددون الجميع، والترويج لوجود ثورة في علاقات إسرائيل مع دول عربية مهمة بعد أن باتت تلك الدول تدرك أن إسرائيل ليست عدوا لها».
إننا نقول إن الظرف السياسي الراهن الذي يحيط بالقضية الفلسطينية يؤكد مجددا أهمية التضامن العربي والإسلامي، ووضع الأسس الصحيحة الكفيلة بمواجهة هذه التحديات المرتسمة في أفق القضية الفلسطينية