+ A
A -
حمد حسن التميميهل سبق لك أن شعرت بالضغوط للتنازل عن أخلاقيات العمل، كأن يطلب منك مديرك أن تكذب وتقول إنه في اجتماع بينما هو في جولة مع أصدقائه المقربين، أو يطالبك أحد المشرفين بأن تغض الطرف عندما تُفقد بعض المصروفات التي أخذها بحجة تطوير العمل، في حين أنه بالواقع يضعها في جيبه.
في الواقع، إن الأخلاق التي نتحدث عنها تتطور لدى الطفل وتنضج بمرور الزمن. ووفقاً للخبراء، فإن الأطفال لديهم القليل من الحس الأخلاقي بحكم صغر سنهم، وليس لديهم الوعي الكافي في السنين الأولى من حياتهم.
لكن عندما يصل الأطفال إلى سن المدرسة الابتدائية يدخلون في المرحلة الأولى من الفهم الأخلاقي والمعروفة باسم المرحلة (ما قبل التقليدية). الأطفال التقليديون هم في الأساس أنانيون لا يفكرون في السلوكيات والأفعال التي تخدم الصالح العام، في حين أنهم يفكرون فيما يخدم مصالحهم فحسب. إنهم يستجيبون بشكل رئيسي للسلطة، ويفكرون في القيم والأخلاق على اعتبارها مسألة اتباع القواعد لتجنب العقاب.
وعندما يكبر الأطفال ويصلون إلى سن الرشد، يدخلون عادة في مرحلة الفهم الأخلاقي، فيبدؤون في التفكير بواجب القيام بما هو ضروري لتعزيز الصالح العام، ويتجهون نحو السلوكيات التي تميل إلى كسب احترام الآخرين ونيل استحسانهم، ويفهمون ما الذي تعنيه المبادئ والأخلاق بشكل أكثر عمقاً.
بعد ذلك، ينضج الإنسان ويصبح أكثر وعياً بالمبادئ الإنسانية والأخلاق السامية، ويعتبر مسؤولاً عن تصرفاته بشكل كامل، حيث تقع على عاتقه مسؤولية تعزيز قيمه الأخلاقية والتمسك بها في ظل المجتمع، بما يضمن سعادته وسعادة من حوله، وعدم تحول المجتمع إلى غابة كل شخص فيها يحيا لتحقيق مآربه الشخصية على حساب الآخرين.
لكن عندها فقط يصطدم الإنسان بواقع العصر الحديث، حيث ندرة فرص العمل، والمنافسة الشديدة في سوق الأعمال، وازدياد أعداد الناس المتسارع بشكل مهول في شتى بقاع العالم، والذي خلق أزمات اقتصادية لا حصر لها، إلى جانب التطوير العملي والتكنولوجي الذي ألقى بظلاله على سائر المجتمعات فأحالها إلى مدن مزركشة بأبهى المظاهر المادية من الخارج، خاوية من القيم الأخلاقية في الصميم، حيث استشرت السطحية والركض المستميت خلف المال والشهرة، مما جعل الكثيرين يتخلون عن مبادئهم في سبيل كسب لقمة العيش أو بغية الوصول إلى النجاح وتحقيق الثراء المالي، حتى لو كان ذلك على حساب أي شخص آخر.
في هذا الواقع الصعب، يجد أصحاب المبادئ أنفسهم في مواجهة صعبة مع إغراءات يومية وتحديات لا حصر لها، فما أصعب أن يظل المرء متمسكاً بقيمه ومبادئه في هذا العصر المادي الذي فقدنا بين ثناياه الكثير من المعاني الإنسانية التي كانت سائدة في السابق، ومجموعة كبيرة من القيم الأخلاقية التي كان يتحلى بها آباؤنا وأجدادنا ومن سبقهم.
لكن هذا لا يعني أن على الإنسان أن يسير مع التيار، فما تزال الدنيا رغم كل شيء بخير. إن هناك إلى اللحظة أشخاصاً يرفعون راية القيم السامية في العلا، ولا يقبلون المساومة عليها ولا التخلي عن مبادئهم لأي سبب كان. أولئك الذين نرفع القبعة لهم احتراماً وتقديراً لتمسكهم بأسمى ما يملك الإنسان في عصر صعب.
يمكنك أن تتخلى عن فضائلك وقيمك وتركب الموجة الحالية، قد تصل إلى مبتغاك، لكن ليس قبل أن تخسر ذاتك وسط الزحام، وتفقد روحك بريقها، ويصاب وجدانك برصاصة قاتلة، فتغدو حياتك سلسلة من المعاناة رغم كل ما حققته، فلا يرضيك ولا يسعدك شيء حتى لو ملكت أموال العالم، لأن من يبيع أخلاقه ومبادئه فقد باع ذاته لطريق الضلال والضياع ولشبح التعاسة الذي يلاحق بمنجله كل من استبد به الجشع. إن صاحب المبادئ حتى لو ظلمه المجتمع ولم يقدّره الناس يظل أسمى مرتبة وأعلى مقاماً ممن باعوا مبادئهم بأبخس الأثمان، وعندما يحين موعد الرحيل فإنه يموت مرة واحدة، في حين أن من باع مبادئه يموت كل يوم ألف مرة، فالقلب الجشع لا يعرف السعادة والضمير المحمّل بالذنوب لا يدرك السلام الروحي وهناء العيش. أما من كان فؤاده عامراً بالمبادئ والقيم الأخلاقية، فسيرقد ضميره كل مساء مرتاحاً مطمئن البال، وسيكون الرضا رفيقه، والبهجة شريكة حياته، والرفعة عنوان وجوده.
في الواقع، إن الأخلاق التي نتحدث عنها تتطور لدى الطفل وتنضج بمرور الزمن. ووفقاً للخبراء، فإن الأطفال لديهم القليل من الحس الأخلاقي بحكم صغر سنهم، وليس لديهم الوعي الكافي في السنين الأولى من حياتهم.
لكن عندما يصل الأطفال إلى سن المدرسة الابتدائية يدخلون في المرحلة الأولى من الفهم الأخلاقي والمعروفة باسم المرحلة (ما قبل التقليدية). الأطفال التقليديون هم في الأساس أنانيون لا يفكرون في السلوكيات والأفعال التي تخدم الصالح العام، في حين أنهم يفكرون فيما يخدم مصالحهم فحسب. إنهم يستجيبون بشكل رئيسي للسلطة، ويفكرون في القيم والأخلاق على اعتبارها مسألة اتباع القواعد لتجنب العقاب.
وعندما يكبر الأطفال ويصلون إلى سن الرشد، يدخلون عادة في مرحلة الفهم الأخلاقي، فيبدؤون في التفكير بواجب القيام بما هو ضروري لتعزيز الصالح العام، ويتجهون نحو السلوكيات التي تميل إلى كسب احترام الآخرين ونيل استحسانهم، ويفهمون ما الذي تعنيه المبادئ والأخلاق بشكل أكثر عمقاً.
بعد ذلك، ينضج الإنسان ويصبح أكثر وعياً بالمبادئ الإنسانية والأخلاق السامية، ويعتبر مسؤولاً عن تصرفاته بشكل كامل، حيث تقع على عاتقه مسؤولية تعزيز قيمه الأخلاقية والتمسك بها في ظل المجتمع، بما يضمن سعادته وسعادة من حوله، وعدم تحول المجتمع إلى غابة كل شخص فيها يحيا لتحقيق مآربه الشخصية على حساب الآخرين.
لكن عندها فقط يصطدم الإنسان بواقع العصر الحديث، حيث ندرة فرص العمل، والمنافسة الشديدة في سوق الأعمال، وازدياد أعداد الناس المتسارع بشكل مهول في شتى بقاع العالم، والذي خلق أزمات اقتصادية لا حصر لها، إلى جانب التطوير العملي والتكنولوجي الذي ألقى بظلاله على سائر المجتمعات فأحالها إلى مدن مزركشة بأبهى المظاهر المادية من الخارج، خاوية من القيم الأخلاقية في الصميم، حيث استشرت السطحية والركض المستميت خلف المال والشهرة، مما جعل الكثيرين يتخلون عن مبادئهم في سبيل كسب لقمة العيش أو بغية الوصول إلى النجاح وتحقيق الثراء المالي، حتى لو كان ذلك على حساب أي شخص آخر.
في هذا الواقع الصعب، يجد أصحاب المبادئ أنفسهم في مواجهة صعبة مع إغراءات يومية وتحديات لا حصر لها، فما أصعب أن يظل المرء متمسكاً بقيمه ومبادئه في هذا العصر المادي الذي فقدنا بين ثناياه الكثير من المعاني الإنسانية التي كانت سائدة في السابق، ومجموعة كبيرة من القيم الأخلاقية التي كان يتحلى بها آباؤنا وأجدادنا ومن سبقهم.
لكن هذا لا يعني أن على الإنسان أن يسير مع التيار، فما تزال الدنيا رغم كل شيء بخير. إن هناك إلى اللحظة أشخاصاً يرفعون راية القيم السامية في العلا، ولا يقبلون المساومة عليها ولا التخلي عن مبادئهم لأي سبب كان. أولئك الذين نرفع القبعة لهم احتراماً وتقديراً لتمسكهم بأسمى ما يملك الإنسان في عصر صعب.
يمكنك أن تتخلى عن فضائلك وقيمك وتركب الموجة الحالية، قد تصل إلى مبتغاك، لكن ليس قبل أن تخسر ذاتك وسط الزحام، وتفقد روحك بريقها، ويصاب وجدانك برصاصة قاتلة، فتغدو حياتك سلسلة من المعاناة رغم كل ما حققته، فلا يرضيك ولا يسعدك شيء حتى لو ملكت أموال العالم، لأن من يبيع أخلاقه ومبادئه فقد باع ذاته لطريق الضلال والضياع ولشبح التعاسة الذي يلاحق بمنجله كل من استبد به الجشع. إن صاحب المبادئ حتى لو ظلمه المجتمع ولم يقدّره الناس يظل أسمى مرتبة وأعلى مقاماً ممن باعوا مبادئهم بأبخس الأثمان، وعندما يحين موعد الرحيل فإنه يموت مرة واحدة، في حين أن من باع مبادئه يموت كل يوم ألف مرة، فالقلب الجشع لا يعرف السعادة والضمير المحمّل بالذنوب لا يدرك السلام الروحي وهناء العيش. أما من كان فؤاده عامراً بالمبادئ والقيم الأخلاقية، فسيرقد ضميره كل مساء مرتاحاً مطمئن البال، وسيكون الرضا رفيقه، والبهجة شريكة حياته، والرفعة عنوان وجوده.