أقف إجلالاً للشاعر التونسي مازن الشريف، مؤلف قصيدة «أنا مواطن»، وأقف إجلالاً لملحنها ومغنيها لطفي بشناق، وأمام دموعه التي تسيل على وجنتيه حين يتفاعل مع الجمهور حين يتحشرج وهو يشدو:
أنا مواطن وحائر أنتظر منكم جواب
منزلي في كل شارع كل ركن وكل باب
وأكتفي بصمتي وصبري ثروتي حفنة تراب
ما أخاف الفقر لكن كل خوفي من الضباب
لا حروب ولا خراب لا مصائب لا محن
خذوا المناصب والمكاسب لكن خلوا لي الوطن.
والأسد يدمر الوطن ويريد المناصب والمكاسب.

شاب اسمه ليث قرر تغيير اسمه لأن معناه الأسد وتبعه صديقه أسامة الذي له نفس المعنى وكذلك غضنفر وأيضاً صديقهم أسد وأسيد، فكل منهم لا يريد أن يقابل الله بهذا الاسم الذي يحمله بشار الأسد، الذي يرتكب أبشع المجازر بحق شعبه في سوريا، ويقوم جيشه بسحل النساء أمام الكاميرات غير مبالٍ بصرخاتهن واستنجادهن بالله والرسول والشرفاء العرب.
الأسد الذي استقوى بالاتفاق الأميركي الإيراني وأراد بما يقوم به من تنكيل بحق الشعب السوري أن يقول للعالم إنه لا يزال هو صاحب القوة على الأرض، فيما قواته تنهار أمام المعارضة السورية.
ومما يؤلم هذا الصمت العربي المريب الذي يلف العالم العربي الذي أدار ظهره للشعب السوري، وتركه تحت رحمة البراميل المتفجرة التي تلقى على البيوت، ورحمة الصواريخ المهداة من روسيا إلى بشار التي تلقى على الأسواق والأبرياء العزل.
من حق كل من اسمه أسد أن يغير اسمه؛ لأن أسد سوريا أكثر إجراماً من أسود غابات إفريقيا، فبئس له من اسم يقوم حامله في الشام بالتنكيل بأهل بيته.

بقلم : سمير البرغوثي