حمد حسن التميميطريق الضياع والسفسطة. هكذا ينظر معظم الناس في العديد من دول العالم إلى الفلسفة! فهل الفلسفة معقدة إلى هذه الدرجة وعلينا أن نتجنبها؟ وهل هي مجرد زندقة وخروج عن طريق النور ومن يخوض في غمارها يخسر السعادة وطمأنينة العقل والروح إلى الأبد؟
إن ما لا يعرفه الرافضون للفلسفة أنها في الواقع أم العلوم جميعها. فهي التي شكلت الأساس الأول الذي يقوم عليه الفكر الإنساني، والدعامة التي قامت عليها الحضارات منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، ومنها تفرعت عشرات العلوم.
إن الفلسفة في حقيقتها بحث عن الحقيقة، وسعي لكشف الستار عن المجهول ومعرفة ما بداخل النفس، وتفسير الظواهر ومنبع الأشياء والكثير غير ذلك. إنها غوص عميق في داخل الإنسان، وطريق لكل إنسان يريد أن يعرف نفسه، كما قال سقراط: «اعرف نفسك بنفسك».
بمعرفة النفس وإدراك الذات يغدو المرء قادراً على دحر مخاوفه، والسيطرة على أفكاره، والتحكم في مشاعره، بدلاً من أن يكون كالريشة في مهب الرياح. ولتحقيق ذاتك لا بد أن تستعير قوة العقل لتنجو في هذا العالم. فالعقل هو حارسك الأمين ومرشدك إلى الطريق الصحيح. إنه الخادم المطيع إذا عرفت كيف تسخره لصالحك بدلاً من تركه يعمل ضدك.
لهذا كله، فتحقيق السلام الروحي، والطمأنينة الوجودية، هو المهمة الأولى للفلسفة على عكس ما يعتقد الكثيرون، بأن الفلسفة تدمر القيم وتبعد الإنسان بأشواط عن السكينة الروحية والسعادة الوجودية.
إن الفلسفة تمهد الطريق لمعرفة الذات والإجابة عن الكثير من الأسئلة الوجودية المهمة. إنها تنتشل الروح من جمودها وتُخرج الإنسان من قوقعة العادات والأفكار النمطية الثابتة، إلى عالم رحب من الاحتمالات والخيارات المبنية على المنطق لا على الاتباع الأعمى.
لكن لأن معظم الناس يخافون من التشتت والضياع وطرح الأسئلة، تراهم ينأون بأنفسهم عن الفلسفة ظنّاً منهم أنها سبيل الضلال والابتعاد عن الأصل ومخالفة الفطرة السليمة؛ غير أنها ليست كذلك إطلاقاً بلا على العكس من ذلك.
إن فتح باب النقاش على مصراعيه في الفلسفة ليس إلا دليلاً على أهمية العقل والتفكير، وليس سبيلاً للتشكيك في كل شيء ونقض كل شيء وعدم التوصل في النهاية إلى أي شيء. إنها رحلة بحرية مطلقة تقودك في النهاية إلى فضاء فكر أوسع ومعرفة أعمق بالذات والكون؛ لذلك أسموها «أم العلوم».
إن خلاصنا يكمن في البحث عن الحلول والإجابات، ووضع ما اعتدنا عليه تحت المجهر، حتى نتمسك بالمبادئ السامية أكثر بعد أن ندرك بالمنطق مدى أهميتها، ونتخلى عن المعتقدات والأفكار البالية التي لا تزال سبباً في تراجعنا المستمر.
الفلسفة هي الطريق إلى النماء والسمو الروحي والارتقاء الفكري؛ لأنها تفتح عقل الإنسان على أشياء لم يكن يظن يوماً أنه سيُخضعها لاختبار المنطق. إنها بوابة إلى عالم أكثر إنسانية وعطاء وتقبّلاً للآخر.
هناك فرق شاسع بين شخص يسير على نهج دون أن يدرك منبعه والأسباب المنطقية لما يفعله، وبين آخر بفضل الفلسفة يمشي على طريق واضح المعالم، مدركاً دوافعه الحقيقية، والأسباب الكامنة خلف تصرفاته. ففرق بين السماء والأرض بين من يفعل الخير مثلاً بدافع التقليد لما تربّى عليه، وبين من يفعله بوعي كامل وإدراك وعمق فكري ووجداني.
إن الوعي النقدي لدى الإنسان يخلق حالة من الطمأنينة الفلسفية التي تسهم في النمو الحضاري للإنسان الذي لا يقبل النظر إلى أي شيء على أنه صواب أبدي من دون حاجة إلى تقويم، فيسعى دائماً نحو الأفضل ليضمن العيش الحكيم وسط هذا العالم الرحب.
لقد ظلت الفلسفة وأصحابها محط جدل عقوداً طويلة، لكن آن الأوان لتغيير هذه النظرة تجاهها، وإعطائها حقها من التقدير الذي تستحقه.
إن ما لا يعرفه الرافضون للفلسفة أنها في الواقع أم العلوم جميعها. فهي التي شكلت الأساس الأول الذي يقوم عليه الفكر الإنساني، والدعامة التي قامت عليها الحضارات منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، ومنها تفرعت عشرات العلوم.
إن الفلسفة في حقيقتها بحث عن الحقيقة، وسعي لكشف الستار عن المجهول ومعرفة ما بداخل النفس، وتفسير الظواهر ومنبع الأشياء والكثير غير ذلك. إنها غوص عميق في داخل الإنسان، وطريق لكل إنسان يريد أن يعرف نفسه، كما قال سقراط: «اعرف نفسك بنفسك».
بمعرفة النفس وإدراك الذات يغدو المرء قادراً على دحر مخاوفه، والسيطرة على أفكاره، والتحكم في مشاعره، بدلاً من أن يكون كالريشة في مهب الرياح. ولتحقيق ذاتك لا بد أن تستعير قوة العقل لتنجو في هذا العالم. فالعقل هو حارسك الأمين ومرشدك إلى الطريق الصحيح. إنه الخادم المطيع إذا عرفت كيف تسخره لصالحك بدلاً من تركه يعمل ضدك.
لهذا كله، فتحقيق السلام الروحي، والطمأنينة الوجودية، هو المهمة الأولى للفلسفة على عكس ما يعتقد الكثيرون، بأن الفلسفة تدمر القيم وتبعد الإنسان بأشواط عن السكينة الروحية والسعادة الوجودية.
إن الفلسفة تمهد الطريق لمعرفة الذات والإجابة عن الكثير من الأسئلة الوجودية المهمة. إنها تنتشل الروح من جمودها وتُخرج الإنسان من قوقعة العادات والأفكار النمطية الثابتة، إلى عالم رحب من الاحتمالات والخيارات المبنية على المنطق لا على الاتباع الأعمى.
لكن لأن معظم الناس يخافون من التشتت والضياع وطرح الأسئلة، تراهم ينأون بأنفسهم عن الفلسفة ظنّاً منهم أنها سبيل الضلال والابتعاد عن الأصل ومخالفة الفطرة السليمة؛ غير أنها ليست كذلك إطلاقاً بلا على العكس من ذلك.
إن فتح باب النقاش على مصراعيه في الفلسفة ليس إلا دليلاً على أهمية العقل والتفكير، وليس سبيلاً للتشكيك في كل شيء ونقض كل شيء وعدم التوصل في النهاية إلى أي شيء. إنها رحلة بحرية مطلقة تقودك في النهاية إلى فضاء فكر أوسع ومعرفة أعمق بالذات والكون؛ لذلك أسموها «أم العلوم».
إن خلاصنا يكمن في البحث عن الحلول والإجابات، ووضع ما اعتدنا عليه تحت المجهر، حتى نتمسك بالمبادئ السامية أكثر بعد أن ندرك بالمنطق مدى أهميتها، ونتخلى عن المعتقدات والأفكار البالية التي لا تزال سبباً في تراجعنا المستمر.
الفلسفة هي الطريق إلى النماء والسمو الروحي والارتقاء الفكري؛ لأنها تفتح عقل الإنسان على أشياء لم يكن يظن يوماً أنه سيُخضعها لاختبار المنطق. إنها بوابة إلى عالم أكثر إنسانية وعطاء وتقبّلاً للآخر.
هناك فرق شاسع بين شخص يسير على نهج دون أن يدرك منبعه والأسباب المنطقية لما يفعله، وبين آخر بفضل الفلسفة يمشي على طريق واضح المعالم، مدركاً دوافعه الحقيقية، والأسباب الكامنة خلف تصرفاته. ففرق بين السماء والأرض بين من يفعل الخير مثلاً بدافع التقليد لما تربّى عليه، وبين من يفعله بوعي كامل وإدراك وعمق فكري ووجداني.
إن الوعي النقدي لدى الإنسان يخلق حالة من الطمأنينة الفلسفية التي تسهم في النمو الحضاري للإنسان الذي لا يقبل النظر إلى أي شيء على أنه صواب أبدي من دون حاجة إلى تقويم، فيسعى دائماً نحو الأفضل ليضمن العيش الحكيم وسط هذا العالم الرحب.
لقد ظلت الفلسفة وأصحابها محط جدل عقوداً طويلة، لكن آن الأوان لتغيير هذه النظرة تجاهها، وإعطائها حقها من التقدير الذي تستحقه.