بينما كان الرئيس محمود عباس -أطال الله في عمره- يجتمع مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس -قصف الله عمره- في بيت الأخير بمنطقة راس العين بالقرب من تل أبيب ويصر محمود عباس أبو مازن حتى آخر الزمان على التنسيق الأمني، كان رجال ماجد علي فرج مدير مخابرات أبو مازن يشنون حملات اعتقال للشباب على طول الضفة الغربية وعرضها، وكانت الدبابات الإسرائيلية تقصف غزة على مسمع ومرأى من أبو مازن أطال في عمره.
أبو مازن طويل العمر.. وشوش في أذنه.. ماجد.. «الضفة على فوهة انفجار»، فطار أبو مازن إلى تل أبيب ليضمن التنسيق الأمني الذي يقمع هذا الانفجار.
غزة حقا منفجرة وهي على فوهة ثورة بسبب القصف والحصار والحرمان، حصار من العدو والشقيق والجار، والضفة على فوهة انفجار بسبب إجراءات تلاميذ (دايتون) الذين لا يرحمون أخا ولا صديقا، أهل الضفة الغربية يعيشون هدوء ما قبل العاصفة، ويرقبون بحقد وغضب الاعتقالات التي تجري على قدم وساق للشباب من كل الفئات من قبل السلطة التي اقتادت آلاف الشباب للتحقيق والاعتقال خوفا من انفجار قد يقلع الجذور ويعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل أوسلو.. وانه بات يتشابه مع الحال قبل انتفاضة ديسمبر 1987 التي أحرجت إسرائيل والعالم، ولم تدخر السلطة جهدا إلا واستخدمته لإرضاء الصهيوني الذي يواصل هو الآخر استفزازته للمسلمين ببحثه المحموم عن الهيكل المزعوم الذي لم تدل الآثار التي نبشت القدس إلى أي دليل يؤيد الرواية التوراتية، إنهم هم أصحاب الأرض التي جاؤوها عابرين وهجروها على مر السنين منذ يعقوب وفشل موسى في إعادتهم إليها، وما يشعل فتيل الانفجار المتوقع.
إن الحكومات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المتعاقبة ومن ورائها منظمات «الهيكل المزعوم» الصهيونية لم تدخر جهدا إلا واستخدمته لصالح بناء ذلك «الهيكل» وتطبيق «حق» صلاة اليهود في المسجد الأقصى!! ومنذ سنوات يجري العمل بسياسة «الخطوة خطوة» على تقسيم الحرم القدسي وإتاحة المجال لليهود لأداء الصلوات فيه، وفرض تقسيم على غرار التقسيم الذي فرضه الاحتلال في الحرم الإبراهيمي في الخليل. وفي قرار هو الأول من نوعه، أقرت محكمة «إسرائيلية»، بـ«الحق المحدود لليهود في أداء صلوات» في المسجد الأقصى، وقررت أن وجود مصلين يهود في الحرم القدسي لا يمثل عملاً إجرامياً طالما تظل صلواتهم صامتة، وذلك وسط ترحيب واسع من عصابات المعبد والهيكل، بل إنهم رفعوا العلم الإسرائيلي، في تحد سافر للوصاية الهاشمية والقانون الدولي الذي يعتبر القدس الشرقية، بما فيها البلدة القديمة، مناطق فلسطينية محتلة. هذا فضلا عن شروع بلدية الاحتلال بوضع الأسس لإقامة أكثر من 9000 وحدة استعمارية/ «استيطانية» جديدة على أرض مطار القدس الدولي في قلنديا بالتزامن مع الشروع بشق نفق للمستعمرين المحتلين أسفل حاجز قلنديا العسكري. وجميع هذه التعديات تجري بالتزامن مع الاستعدادات لتنفيذ المشروع «الاستيطاني إي واحد»، شرق القدس، وإقامة آلاف الوحدات في المستعمرات غير الشرعية القائمة على أراضي المدينة، وذلك في ظل الاستمرار بمخططات التطهير العرقي في أحياء المدينة وبخاصة الشيخ جراح وسلوان مع التصعيد الخطير في عمليات هدم المنازل.
مع استمرار إنكار دولة الاحتلال حقوق المقدسيين، يرجح عدد من المراقبين الإسرائيليين والغربيين أن الانفجار في القدس آت، فالقدس باتت اليوم المحرك الأكبر للمقاومة والرفض الفلسطيني للمقارفات الإسرائيلية المتواصلة. ومن المتوقع أن التطورات في «زهرة المدائن» قد تمتد آثارها إلى باقي الأراضي المحتلة. ففي أيار الماضي، حين التهبت القدس تداعت الضفة الغربية وفلسطين 48 بالدفاع والمواجهة، وتفاقمت الأمور فجاء الرد من قطاع غزة، ولم يصدق قادة الدولة الصهيونية أن المقاومة تمهلهم زمنا محددا لينسحبوا من المسجد الأقصى ويوقفوا قمعهم المصلين، وهو المشهد الذي فاجأ الاحتلال حين واجه معنى قوة وحدة الكل الفلسطيني على امتداد «فلسطين التاريخية».
الكل يستعد اليوم ليقف في وجه كل من يحرمه من الحياة الشريفة، والحياة الشريفة بالنسبة للفلسطيني أن يملك حقه الطبيعي في المقاومة، فلتحذر المقاطعة في رام الله فالغضب يتصاعد والثمن قد يكون المقاطعة كلها. نحن لا نريد مواجهة فلسطينية فلسطينية.. نريد التلاحم الذي عشناه منذ الأغوار حتى أوسلو.بقلم: سمير البرغوثي
أبو مازن طويل العمر.. وشوش في أذنه.. ماجد.. «الضفة على فوهة انفجار»، فطار أبو مازن إلى تل أبيب ليضمن التنسيق الأمني الذي يقمع هذا الانفجار.
غزة حقا منفجرة وهي على فوهة ثورة بسبب القصف والحصار والحرمان، حصار من العدو والشقيق والجار، والضفة على فوهة انفجار بسبب إجراءات تلاميذ (دايتون) الذين لا يرحمون أخا ولا صديقا، أهل الضفة الغربية يعيشون هدوء ما قبل العاصفة، ويرقبون بحقد وغضب الاعتقالات التي تجري على قدم وساق للشباب من كل الفئات من قبل السلطة التي اقتادت آلاف الشباب للتحقيق والاعتقال خوفا من انفجار قد يقلع الجذور ويعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل أوسلو.. وانه بات يتشابه مع الحال قبل انتفاضة ديسمبر 1987 التي أحرجت إسرائيل والعالم، ولم تدخر السلطة جهدا إلا واستخدمته لإرضاء الصهيوني الذي يواصل هو الآخر استفزازته للمسلمين ببحثه المحموم عن الهيكل المزعوم الذي لم تدل الآثار التي نبشت القدس إلى أي دليل يؤيد الرواية التوراتية، إنهم هم أصحاب الأرض التي جاؤوها عابرين وهجروها على مر السنين منذ يعقوب وفشل موسى في إعادتهم إليها، وما يشعل فتيل الانفجار المتوقع.
إن الحكومات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المتعاقبة ومن ورائها منظمات «الهيكل المزعوم» الصهيونية لم تدخر جهدا إلا واستخدمته لصالح بناء ذلك «الهيكل» وتطبيق «حق» صلاة اليهود في المسجد الأقصى!! ومنذ سنوات يجري العمل بسياسة «الخطوة خطوة» على تقسيم الحرم القدسي وإتاحة المجال لليهود لأداء الصلوات فيه، وفرض تقسيم على غرار التقسيم الذي فرضه الاحتلال في الحرم الإبراهيمي في الخليل. وفي قرار هو الأول من نوعه، أقرت محكمة «إسرائيلية»، بـ«الحق المحدود لليهود في أداء صلوات» في المسجد الأقصى، وقررت أن وجود مصلين يهود في الحرم القدسي لا يمثل عملاً إجرامياً طالما تظل صلواتهم صامتة، وذلك وسط ترحيب واسع من عصابات المعبد والهيكل، بل إنهم رفعوا العلم الإسرائيلي، في تحد سافر للوصاية الهاشمية والقانون الدولي الذي يعتبر القدس الشرقية، بما فيها البلدة القديمة، مناطق فلسطينية محتلة. هذا فضلا عن شروع بلدية الاحتلال بوضع الأسس لإقامة أكثر من 9000 وحدة استعمارية/ «استيطانية» جديدة على أرض مطار القدس الدولي في قلنديا بالتزامن مع الشروع بشق نفق للمستعمرين المحتلين أسفل حاجز قلنديا العسكري. وجميع هذه التعديات تجري بالتزامن مع الاستعدادات لتنفيذ المشروع «الاستيطاني إي واحد»، شرق القدس، وإقامة آلاف الوحدات في المستعمرات غير الشرعية القائمة على أراضي المدينة، وذلك في ظل الاستمرار بمخططات التطهير العرقي في أحياء المدينة وبخاصة الشيخ جراح وسلوان مع التصعيد الخطير في عمليات هدم المنازل.
مع استمرار إنكار دولة الاحتلال حقوق المقدسيين، يرجح عدد من المراقبين الإسرائيليين والغربيين أن الانفجار في القدس آت، فالقدس باتت اليوم المحرك الأكبر للمقاومة والرفض الفلسطيني للمقارفات الإسرائيلية المتواصلة. ومن المتوقع أن التطورات في «زهرة المدائن» قد تمتد آثارها إلى باقي الأراضي المحتلة. ففي أيار الماضي، حين التهبت القدس تداعت الضفة الغربية وفلسطين 48 بالدفاع والمواجهة، وتفاقمت الأمور فجاء الرد من قطاع غزة، ولم يصدق قادة الدولة الصهيونية أن المقاومة تمهلهم زمنا محددا لينسحبوا من المسجد الأقصى ويوقفوا قمعهم المصلين، وهو المشهد الذي فاجأ الاحتلال حين واجه معنى قوة وحدة الكل الفلسطيني على امتداد «فلسطين التاريخية».
الكل يستعد اليوم ليقف في وجه كل من يحرمه من الحياة الشريفة، والحياة الشريفة بالنسبة للفلسطيني أن يملك حقه الطبيعي في المقاومة، فلتحذر المقاطعة في رام الله فالغضب يتصاعد والثمن قد يكون المقاطعة كلها. نحن لا نريد مواجهة فلسطينية فلسطينية.. نريد التلاحم الذي عشناه منذ الأغوار حتى أوسلو.بقلم: سمير البرغوثي