دخل مكتبي الصحفي والإعلامي اللامع زميلنا العزيز محمد صالح مشاور حاملاً بيده قصاصة من جريدة ووضعها على مكتبي مع ابتسامة تحمل الكثير من المعاني ثم قال: تعليقك! وذهب.. قرأت القصاصة، ويا هول ما قرأت! امرأة اسطورية خرافية روسية تدعى فالانتينافا فاسيلييف حيث أنجبت من بطنها في 40 عاماً ما مجموعه 69 طفلاً من زوج واحد فقط! حيث أنجبت 16 توأماً ثنائياً و7 توائم ثلاثيين و4 توائم رباعيين في 27 ولادة تمكن 67 من أبنائها من البقاء على قيد الحياة! أربعون عاماً قضوها في شغل شغلهم عن الحنة والمنة والزنة كعادة النساء! والانشغال فقط بمنغصات الحياة والمال والفلوس كعادة الرجال! لم يهدروا لحظاتهم الرومانسية ولا الحميمية في كلام فاضي أو الانشغال بالواتساب وتويتر والانستغرام لأنهم رأوا ذلك تضييعاً للوقت الذي هو من ذهب بل أغلى من الذهب، يبدو أن الروسية VALENTINE كانت لزوجها الحب كله والراحة والجنة والمتعة والسعادة والدواء والشفاء ويمكن أكثر، أو ربما رآها زوجها كل شيء في حياته وليس لها نظير في الدنيا فأحب أن ينجب منها كل هذا العدد حتى تخلد قصة حبهما وعلاقتهما في التاريخ، أو ربما تكون المرأة الروسية بارعة الجمال والفعال وتعرف احتواء الرجل، وعندي الكثير من الأصدقاء الأتراك ارتبطوا بزوجات روسيات جميلات القد، وصديقنا رجل الأعمال عدنان رسلان بيك كان يتطلع أن يرتبط بفتاة روسية يغرم بها وتغرم به وأن تكون طويلة ممشوقة القوام كعادة الروسيات، لكنه آثر السلامة والعافية خاصة بعد أن تقدمت به السن وألحت عليه العلل وأثقلته الضغوطات واستأثرت به زوجته العربية واحتكرته فصارت تراقبه وتتحرى خطواته وترصده بالعيون وتشبعه بالطعوم واللحوم، فسكنت نفسه الأمارة بالسوء عن الحماقات والجنون!!! هكذا هم الرجال عادة يحبون النعم والنغم والنساء والانجاب، من قريب طالعني زميلي العزيز الأستاذ أشرف بربار مدير أحد المواقع الإلكترونية الإعلامية بخبر الرجل الصيني الذي أنجب 94 طفلاً من زواجه بـ38 زوجة!! ناس تحب التمتع بالجمال والحسن والدلال، التمتع بنعم الله، وناس تعشق الهم والغم والأمور التي تسمم الدم والبدن! ناس تعيش الاخضرار وناس تموت في الاجترار والاعتلال! جلنا يعيش الجفاف العاطفي والقحط والذبول والشح في ينابيع المحبة! وتتشقق أبداننا وتنفطر أرواحنا كتشقق الأرض من حر وجفاف الصيف! جلنا يحتاج إلى العواطف والحب والغرام والهيام والغزل العفيف الحلال حتى يسقي أرواحنا الظمأى، نحتاج الحب لمواجهة عواصف الحياة الرملية والتي تحجب الرؤية وتعمي العيون عن رؤية الآخر! تحجرت قلوب البعض فحل التصحر العاطفي والجفاف في المشاعر وفقدنا الكلمات الحلوة وسيمفونيات الغرام، فساد الألم والسقم وتوقف الرحم العربية من الضخ والدفع بزينة الحياة الدنيا وتكاثر العجم!!!
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي