+ A
A -
سمير البرغوثي
كاتب صحفي فلسطيني
بينما كان العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب يحتفل بدخول عام 2022، كانت أمهات فلسطينيات ساهرات على الطرقات وأمام مراكز الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية يسفحن دموع القهر، ليس حزنا على عام مضى وإنما على عام جديد شهد اقتحامات رجال مخابرات السلطة للقرى والمدن يعتقلون الإب والابن والزوج والأخ والعم والخال.. والتهمة نشاط ضد العدو الصهيوني.. يا للعار!!!
عندما قاومت غزة، قاوم عرفات كانت حالة ملهمة.. حالة الهمت الكتاب والأدباء والشعراء أن يغوصوا في بحور القهر فيأتوا مع كل دمعة رواية ومع كل حزن قصة، ومع كل آهة قصيدة..
لنستحضر أرواح نزار ودرويش ومريد ليكتبوا نهاية الملحمة.. نهاية الظلم والقهر..
في عام الصعود العربي.. فهذا العام هو عام زوال إسرائيل، ليسجل الكتاب والشعراء ملحمة شعب يوقد الصبر والفداء.
نعم.. شابة انتظرت خطيبها عشرين عاما ليتزوجا مع فرحة خروجه من السجن.. زوج انتظر زوجته المعتقلة عشر سنوات: حالات فداء شملت جرسا يقرع سبات الضمير العالمي.
حين تترقرق دموع القهر في المآق.. وتتخضب أكتاف الآباء بدماء الأبناء لنضرع إلى الله في المساجد والكنائس أن يرفع القهر عن الأمة وأن تتحقق النبوءات ويزول هذا الكيان وترحل سلطة دايتون إلى الأبد، ولنصرخ في وجه السلطة: لا صلح لا اعتراف لا تصالح، ولتواصل روح نزار تنشد لغزة:
يا تلاميذ غزة علّمونا
بعض ما عندكم فنحن نسينا..
علمونا بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال صاروا عجينا..
علمونا كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا..
كيف تغدو دراجة الطفل لغما
وشريط الحرير يغدو كمينا..
كيف مصاصة الحليب
إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا.
يا تلاميذ غزة لا تبالوا
بإذاعاتنا ولا تسمعونا..
اضربوا اضربوا بكل قواكم
واحزموا أمركم ولا تسألون.
copy short url   نسخ
02/01/2022
3294