+ A
A -
ترتفع حالات الطلاق اليوم بصورة كبيرة في كل أركان الوطن العربي، بما فيه إقليم الخليج العربي، وتتزايد في المقابل فكرة الاستغناء عن الزواج بين الشباب من الجنسين، وينتشر مفهوم - الأم المستقلة – (single mother) ومفهوم الأم المستقلة هو ظاهرة غربية تتجاوز الظرف الطارئ للمرأة إلى الهدف ذاته من الحياة الاجتماعية، وهو في الأصل يحمل بعداً متناقضاً من خلال الاعتراف بالإنجاب كحق شخصي للأنثى.
لكن هذا التفسير ليس محل إيمان من الجميع، وخاصة في الشرق، ونعني به غربياً الإقدام على العلاقة في إطار زواجٍ أو غيره لتحقيق الإنجاب فقط، ثم استكمال الحياة كمتعة شخصية مفتوحة، وهنا الأثر الكبير ينصب على حياة الأطفال من حيث غياب الاستقرار بين الوالدين، الذي يضمن حياة التكافل والحب بين الأبوين التي تنعكس على نفسية الطفل، فضلاً عن تعاضدهما في التأمين التربوي والمعيشي والتعليمي للأطفال.
وقد تسرب إلينا هذا المفهوم في الخليج العربي، دون أن يشعر المجتمع العربي بأن ذلك من آثار التناقل العالمي لمفاهيم الحداثة، في شقها الاجتماعي المدمر، الذي يرفض أحياناً فكرة الزواج من الأصل، وضرورة التخلص منه في أقرب فرصة، بناء على اعتبار أن الفردية المطلقة في الحياة هي المآل المطلوب للمرأة.
فالواقع الذي تعانيه المرأة العربية- علماً أن التحرر المطلق من القيم لم يخلق معدلات استقرار اجتماعي للغرب- لكن في حالتنا العربية البأس الشديد على المرأة وقلة المسؤولية التي صادفتها المطلقات، والاستغلال لها في مساهمتها المنزلية أو المعيشية، ونقص الروح العاطفية الحاضنة للزوجة، والتي تحتاجها كمسؤولية تقدير واجبة على الرجل، فهي الأهم في تفسير القوامة أي الرعاية والإحسان، تسبب في زيادة حالات التوجه السريع للطلاق، رغم كل ما نسمع جهود مؤسسات الإصلاح الأسري.
في ذات الوقت غياب التربية التأهيلية من الوالدين، لأبنائهم الذكور والإناث، والعمل على خلق صناعة نفسية واستعداد لما بعد شهر العسل، وموجة الشوق في أيام (المِلكة) العقد الشرعي، يعتبر عاملاً مهماً في سرعة التوتر والصدام المؤدي غالباً للانفصال مع الأسف الشديد.
إن الدور المغيّب للوالدين هو تذكرة ولدهم أو بنتهم، بحقوق وظروف الطرف الآخر، وأن هناك مساحة زمنية مؤكدة، من عدم الانسجام الكلي، ومن تباين بعض الطباع الفردية أو العائلية، وأن بقاء البيت مستقراً هو أمرٌ عُظّم في الإسلام لأجل حياة سعيدة للطرفين، ينسجم مع رحلة الكون الكبرى في التزواج والإنجاب، وأنه من الطبيعي أن يتحمّل كل من الزوجة الجديدة والزوج الجديد، آثار هذه المرحلة.
ويُبيّن لهم كيف يتم تجاوز الخلاف، وكيف يُحتوى دون أن يكون ذلك، مقدمة لضرر بالغ يتمدد في تاريخ الأُسرة لأيٍ من الطرفين، فهنا معادلة الطلاق في الإسلام اختلفت عن بقية الأديان ووضعته ضمن الحلول غير المُحبَبَة، إلا في حالة إنقاذ من مظلمة أو سوط بأسٍ أو حياة استكراه وكآبة، والغالب أن هذه الحالات تكون أكثر في جانب المرأة.
فالمشكلة اليوم أن شبابنا باتت لديهم قناعة مسبقة في تعقيد أمر الزواج، وبالتالي يتم الانصراف عنه، وتُزيّن لهم حياة الفرد الأعزب من الجنسين، وقد تندفع الشابة وخاصة مع قلة الفقه الزوجي والمحضن العاطفي من زوجها الشاب، فتكون مهيأة نفسيا وثقافياً للمبادرة بطلب الطلاق، مع وجود مساحة الحياة المادية في عملها أو في رعاية والديها.
وهذا ما يتوجب الوعي به لدى الشباب أنفسهم، فالله الذي ندب الخلق للزواج لم يكن ندبه لممارسة آلية بينهما، وإنما في سبيل حياة متكافئة فيها السعادة وفيها الذرية المتعاقبة لخدمتهم، كأجمل صور الحياة الدنيا ونعيمها.
ولذلك تحتاج الشابة أيضاً أن تُشجّع، على أهمية الاحتواء، فالمرأة أيضا تقوم بمفهوم تربوي لتهذيب زوجها، من خلال مساري العلاقة الحميمية والتوجيه والمعاتبة له معاً، وهو ما يُصلح به حال كثير من الأزواج ويجدون في ذلك جنّة، تحولهم إلى قمة الحب والتقدير لزوجاتهم، في ظروف الحياة المتقلبة، فيكون البيت المطمئن بين قلبيهما هو الأنس والسعادة الأخير.بقلم: مهنا الحبيل
لكن هذا التفسير ليس محل إيمان من الجميع، وخاصة في الشرق، ونعني به غربياً الإقدام على العلاقة في إطار زواجٍ أو غيره لتحقيق الإنجاب فقط، ثم استكمال الحياة كمتعة شخصية مفتوحة، وهنا الأثر الكبير ينصب على حياة الأطفال من حيث غياب الاستقرار بين الوالدين، الذي يضمن حياة التكافل والحب بين الأبوين التي تنعكس على نفسية الطفل، فضلاً عن تعاضدهما في التأمين التربوي والمعيشي والتعليمي للأطفال.
وقد تسرب إلينا هذا المفهوم في الخليج العربي، دون أن يشعر المجتمع العربي بأن ذلك من آثار التناقل العالمي لمفاهيم الحداثة، في شقها الاجتماعي المدمر، الذي يرفض أحياناً فكرة الزواج من الأصل، وضرورة التخلص منه في أقرب فرصة، بناء على اعتبار أن الفردية المطلقة في الحياة هي المآل المطلوب للمرأة.
فالواقع الذي تعانيه المرأة العربية- علماً أن التحرر المطلق من القيم لم يخلق معدلات استقرار اجتماعي للغرب- لكن في حالتنا العربية البأس الشديد على المرأة وقلة المسؤولية التي صادفتها المطلقات، والاستغلال لها في مساهمتها المنزلية أو المعيشية، ونقص الروح العاطفية الحاضنة للزوجة، والتي تحتاجها كمسؤولية تقدير واجبة على الرجل، فهي الأهم في تفسير القوامة أي الرعاية والإحسان، تسبب في زيادة حالات التوجه السريع للطلاق، رغم كل ما نسمع جهود مؤسسات الإصلاح الأسري.
في ذات الوقت غياب التربية التأهيلية من الوالدين، لأبنائهم الذكور والإناث، والعمل على خلق صناعة نفسية واستعداد لما بعد شهر العسل، وموجة الشوق في أيام (المِلكة) العقد الشرعي، يعتبر عاملاً مهماً في سرعة التوتر والصدام المؤدي غالباً للانفصال مع الأسف الشديد.
إن الدور المغيّب للوالدين هو تذكرة ولدهم أو بنتهم، بحقوق وظروف الطرف الآخر، وأن هناك مساحة زمنية مؤكدة، من عدم الانسجام الكلي، ومن تباين بعض الطباع الفردية أو العائلية، وأن بقاء البيت مستقراً هو أمرٌ عُظّم في الإسلام لأجل حياة سعيدة للطرفين، ينسجم مع رحلة الكون الكبرى في التزواج والإنجاب، وأنه من الطبيعي أن يتحمّل كل من الزوجة الجديدة والزوج الجديد، آثار هذه المرحلة.
ويُبيّن لهم كيف يتم تجاوز الخلاف، وكيف يُحتوى دون أن يكون ذلك، مقدمة لضرر بالغ يتمدد في تاريخ الأُسرة لأيٍ من الطرفين، فهنا معادلة الطلاق في الإسلام اختلفت عن بقية الأديان ووضعته ضمن الحلول غير المُحبَبَة، إلا في حالة إنقاذ من مظلمة أو سوط بأسٍ أو حياة استكراه وكآبة، والغالب أن هذه الحالات تكون أكثر في جانب المرأة.
فالمشكلة اليوم أن شبابنا باتت لديهم قناعة مسبقة في تعقيد أمر الزواج، وبالتالي يتم الانصراف عنه، وتُزيّن لهم حياة الفرد الأعزب من الجنسين، وقد تندفع الشابة وخاصة مع قلة الفقه الزوجي والمحضن العاطفي من زوجها الشاب، فتكون مهيأة نفسيا وثقافياً للمبادرة بطلب الطلاق، مع وجود مساحة الحياة المادية في عملها أو في رعاية والديها.
وهذا ما يتوجب الوعي به لدى الشباب أنفسهم، فالله الذي ندب الخلق للزواج لم يكن ندبه لممارسة آلية بينهما، وإنما في سبيل حياة متكافئة فيها السعادة وفيها الذرية المتعاقبة لخدمتهم، كأجمل صور الحياة الدنيا ونعيمها.
ولذلك تحتاج الشابة أيضاً أن تُشجّع، على أهمية الاحتواء، فالمرأة أيضا تقوم بمفهوم تربوي لتهذيب زوجها، من خلال مساري العلاقة الحميمية والتوجيه والمعاتبة له معاً، وهو ما يُصلح به حال كثير من الأزواج ويجدون في ذلك جنّة، تحولهم إلى قمة الحب والتقدير لزوجاتهم، في ظروف الحياة المتقلبة، فيكون البيت المطمئن بين قلبيهما هو الأنس والسعادة الأخير.بقلم: مهنا الحبيل