قال رجل لجعفر الصادق: ما الدليل على الله، ولا تذكر لي ما يقول الفقهاء والفلاسفة فإني أعرفه كله!فقال له جعفر: هل ركبت البحر؟قال: نعم.فقال له: فهل عصفتْ بكم الريح حتى خفتم الغرق؟قال: نعم.فقال له: فهل انقطع رجاؤك من المركب والملاحين؟قال: نعم.فقال له: فهل أحسست أن ثم من ينجيك؟قال: نعم.فقال له: فإن ذاك هو الله!يا لفهم البشر السقيم إذا احتاج العقل دليلا على وجود الله!يكفي أن ينظر الإنسان إلى نفسه ليعرف الله! جاء الرازي يوما إلى نيسابور فتراكض له الناس، فقالتْ امرأة عجوز: من هذا؟فقيل لها: هذا الرازي الذي يعرف ألف دليلٍ على وجود الله!فقالت: لو لم يكن في قلبه ألف شك ما احتاج إلى ألف دليل!فلما بلغه قولها، قال: اللهم إيمانا كإيمان العجائز! على أن الرازي لم يكنْ في قلبه ألف شك، وإنما كان يحاجج الملاحدة والمشككين، فكان لا بد من الحجة والبيان والنقاش!ولكن العجوز لم ترض أن يناقش أحد في وجود الله! يا للعلم ما أقبحه إذا خلا من الإيمان ولبس عباءة الجحود!يا لقبح المشهد حين يعبد رائد الفضاء بقرة، وحين ينكر جراح أعصابٍ أن وراء هذا الإتقان خالقا!وما أجمل الإمام الذهبي حين ختم ترجمته للملحد «ابن الريوندي» بقوله: كان من أذكياء الدنيا، ولعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي عن البلادة مع التقوى!
آراء و قضايا
في قصصهم عبرة
أدهم شرقاوي
Aug 28, 2022
شارك