+ A
A -

أحيا ملايين السوريين أمس الذكرى الـ«14» للثورة التي نجحت أخيرا في إسقاط نظام الأسد، أحد أكثر الأنظمة طغيانا وإجراما في التاريخ الإنساني، والانتقال إلى مسار سياسي جديد.

لم يكن الثمن بسيطا، والانتصار على نظام الطغيان كلَف السوريين مئات آلاف القتلى، وملايين اللاجئين والنازحين، بالإضافة إلى تدمير مدن وبلدات وقرى بالكامل، على رؤوس ساكينها.

يحتفل السوريون بذكرى الثورة، وأمامهم تحديات هائلة، ليس أقلها المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تقسيم هذا البلد العربي، عبر تغذية النعرات والخلافات الطائفية والمذهبية، وتأجيج نيران الخلافات، من أجل إجهاض الحلم الذي تحقق أخيرا، وبطبيعة الحال فإن ما تفعله إسرائيل لإجهاض ثورة السوريين ومكتساباتهم الجديدة وحصولهم على حريتهم أخيرا، لا يستهدف سوريا وحده، وإنما تفتيت كل المنطقة عبر تحويلها إلى كيانات طائفية من شأنها ضمان بقاء إسرائيل وتمددها أكثر فأكثر.

لقد ناضل السوريون وسددوا ثمن ثورتهم من دمائهم، وهم يستحقون الدعم والمساندة اليوم، لأن ما تحيكه إسرائيل وبعض القوى الأخرى، يستهدف العرب جميعا في نهاية الأمر، خاصة وأن كل ما صدر عن الإدارة السورية الجديدة لا يدعو سوى للطمأنينة والارتياح، عبر التأكيد على عودة سوريا إلى محيطها العربي وتفاعلها معه إيجابيا، بما يحقق تطلعاتها وتطلعات العرب جميعا.

احتفالات ملايين السوريين بالأمس جاءت بمثابة استفتاء شعبي كبير على هذا التغيير الذي تحقق بفضل الله ثم عبر جهود وتضحيات جسيمة سدد هذا الشعب ثمنها عن طيب خاطر للخلاص من حكم سيبقى على مر التاريخ مثالا للوحشية في أسوأ صورها على الإطلاق.

copy short url   نسخ
16/03/2025
15