هل يصبح مطار رامون المعبر الوحيد للفلسطينيين إلى فلسطين وإسرائيل والعالم، وهو المطار الذي افتتح في 21 يناير 2019، وأطلق عليه اسم إيلان رامون تخليدا لـ «طيار عسكري وأول رائد فضاء إسرائيلي» وابنه آساف «طيار عسكري قتل في حادث تدريبي».لقد أثار استخدام بعض الفلسطينيين للمطار الذي يقع في أقصى جنوب فلسطين، بين إيلات «أم الرشراش وصحراء النقب».. ردود فعل غاضبة في الأوساط الفلسطينية والعربية.. وكانت كتائب القسام «الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس» أطلقت صاروخا من طراز عياش 250 باتجاه المطار رامون، وجاء القصف بعد ساعات من قرار السلطات الإسرائيلية إغلاق مطار بن غوريون، وتحويل الرحلات إلى مطار رامون.وفي عمّان كان الهجوم على الطرف الأضعف بتشغيل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمطار رامون بالنقب، وبدء سفر فلسطينيين من الضفة الغربية عبره وهو الشعب.. وبذلك تدخل العلاقات الأردنية الإسرائيلية مرحلة جديدة من التأزيم، وإن كانت بصمت هذه المرة، رغم اللقاءات التي جرت بين الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد.فأزمة مطار رامون أردنيا تحمل أبعادا سياسية واقتصادية، وفق محللين، أهمها أن تشغيل المطار يشكل اعتداء على سيادة الأردن، وضربا للمعبر البري الوحيد -معبر الملك حسين- الذي يسمح للفلسطينيين بالاتصال بالعالم، وإضرارا بمصالح عمّان الاقتصادية فيما يتعلق بالقطاعات السياحية والنقل الجوي، ولا يعبر عن روح التعاون وأفق سلام بين الدولتين.وذهب محللون لأبعد من ذلك بقولهم إن خطورة تشغيل مطار رامون على المصالح الأردنية، قد تؤثر على حزمة المشاريع الإستراتيجية المزمع تنفيذها بين الجانب الإسرائيلي والأردن من جانب، ودول الخليج العربي من جانب آخر، خاصة سكة حديد السلام، ومشروع بوابة الأردن، ونقل الغاز الإسرائيلي عبر أنابيب الخط الأردني، وصولا إلى مصر لتسيّله وتصدره لدول أوروبية، على حد قول المحللين.النائب الأردني خليل العطية وضع الإصبع على الجرح وطالب بمعاملة حسنة للفلسطينيين عابري جسر الملك حسين وتخفيف الإجراءات والتعامل بإنسانية مع القادمين عبر الجسور لمنع تسربهم نحو المطار ومن ثم الحفاظ على معبر الجسر الذي وصف في يوم من الأيام بأنه بئر نفط.. النائب العطية تعهد بالعمل على تحسين حالة الجسور.