+ A
A -
سمير البرغوثي
كاتب صحفي فلسطينيما نقله مراسل لوموند الفرنسية من رام الله ووصفه بدقة ومصداقية كيف أن مناضل المقاومة في الأغوار ولبنان وصاحب الطلقة الأولى باع فلسطين وصار حارسا للمستوطنات مقابل ثراء سريع وقصور وفلل..
مراسل «لوموند» الصحفي بانجمين بارت، يقدم صورة مفصلة، ودقيقة، ومثيرة، وصادمة للأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال عمل ميداني، ومقابلات، وأرقام. تضمنها كتابه «حلم رام الله: رحلة في قلب السراب الفلسطيني» الصادر بترجمته العربية عن «جرّوس برس ناشرون» (2013).
يتحدث بارت عن طبقات استحدثت، وخطط لسلام اقتصادي، لإطالة أمد الاحتلال، وتحسين صورته، وعن مناضلين ومثقفين تخلوا عن المبادئ. من أجل أوهام عامة، ومكاسب خاصة.. يدرك المؤلف استحالة بناء اقتصاد في ظل احتلال، وكذلك سلطة، ومؤسسات، ولكن هذا قد لا يكون وجهة نظر دول وطبقات وفئات تستفيد من الوضع الجديد، ومن أموال المانحين السياسية التي تتدفق تحت عنوان عام، لدعم مسيرة السلام، وتسريع حل الدولتين، ولكن ما يحدث في الواقع، هو قضم المزيد من أراضي الفلسطينيين، وتقويض أي أمل في حل الدولتين، وهو ما يدركه المانحون، من خلال التقارير العلنية أو المسربة، ولكنهم يستمرون في لعبة لا تنتهي
يكتب بارت: «هذا البلد المستحيل الذي يشبه بأجوائه روايات فرانز كافكا، ولويس كارول، اسمه فلسطين، أو بالأحرى الضفة الغربية»، ويضيف: «رام الله أقل بهرجة من بيروت، لكنها أكثر إثارة للدهشة وهي الآن الفقاعة الجديدة في الشرق الأقرب».
ينقل المؤلف عن دبلوماسي فرنسي قوله إن وكالات التنمية الدولية لا تتكلم: «سوى عن تقوية المجتمع المدني، لكنها غالبا ما تفعل عكس ذلك؛ فهي تقوض قدرته على اتخاذ المبادرة وتحوّل المناضلين إلى مقاولين من الباطن، أي إلى زبائن»
لقد أصبحت رام الله دون أن تدري أو تعترف، مركزا ماليا وسياسيا، مكانا معزولا للشخصيات الفاعلة، وعاصمة لدولة مفقودة.
ويرى المؤلف أن أي حديث عن تغيير، يصطدم بطبقة المديرين العامين الذين تم توظيفهم بفضل علاقاتهم داخل حركة فتح: «حتى لو جلبنا إلى فلسطين الوزراء الـ25 الأكثر كفاءة في العالم، وحتى لو تم استيراد مائة مدير محترف، لن يكونوا قادرين على بناء مؤسسات. رؤية الدولة لا توجد إلا على الورق. لا يمكن أن تتحقق». صورة قاتمة للعاصمة المؤقتة انتظارا لعودة المدينة المقدسة.
كاتب صحفي فلسطينيما نقله مراسل لوموند الفرنسية من رام الله ووصفه بدقة ومصداقية كيف أن مناضل المقاومة في الأغوار ولبنان وصاحب الطلقة الأولى باع فلسطين وصار حارسا للمستوطنات مقابل ثراء سريع وقصور وفلل..
مراسل «لوموند» الصحفي بانجمين بارت، يقدم صورة مفصلة، ودقيقة، ومثيرة، وصادمة للأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال عمل ميداني، ومقابلات، وأرقام. تضمنها كتابه «حلم رام الله: رحلة في قلب السراب الفلسطيني» الصادر بترجمته العربية عن «جرّوس برس ناشرون» (2013).
يتحدث بارت عن طبقات استحدثت، وخطط لسلام اقتصادي، لإطالة أمد الاحتلال، وتحسين صورته، وعن مناضلين ومثقفين تخلوا عن المبادئ. من أجل أوهام عامة، ومكاسب خاصة.. يدرك المؤلف استحالة بناء اقتصاد في ظل احتلال، وكذلك سلطة، ومؤسسات، ولكن هذا قد لا يكون وجهة نظر دول وطبقات وفئات تستفيد من الوضع الجديد، ومن أموال المانحين السياسية التي تتدفق تحت عنوان عام، لدعم مسيرة السلام، وتسريع حل الدولتين، ولكن ما يحدث في الواقع، هو قضم المزيد من أراضي الفلسطينيين، وتقويض أي أمل في حل الدولتين، وهو ما يدركه المانحون، من خلال التقارير العلنية أو المسربة، ولكنهم يستمرون في لعبة لا تنتهي
يكتب بارت: «هذا البلد المستحيل الذي يشبه بأجوائه روايات فرانز كافكا، ولويس كارول، اسمه فلسطين، أو بالأحرى الضفة الغربية»، ويضيف: «رام الله أقل بهرجة من بيروت، لكنها أكثر إثارة للدهشة وهي الآن الفقاعة الجديدة في الشرق الأقرب».
ينقل المؤلف عن دبلوماسي فرنسي قوله إن وكالات التنمية الدولية لا تتكلم: «سوى عن تقوية المجتمع المدني، لكنها غالبا ما تفعل عكس ذلك؛ فهي تقوض قدرته على اتخاذ المبادرة وتحوّل المناضلين إلى مقاولين من الباطن، أي إلى زبائن»
لقد أصبحت رام الله دون أن تدري أو تعترف، مركزا ماليا وسياسيا، مكانا معزولا للشخصيات الفاعلة، وعاصمة لدولة مفقودة.
ويرى المؤلف أن أي حديث عن تغيير، يصطدم بطبقة المديرين العامين الذين تم توظيفهم بفضل علاقاتهم داخل حركة فتح: «حتى لو جلبنا إلى فلسطين الوزراء الـ25 الأكثر كفاءة في العالم، وحتى لو تم استيراد مائة مدير محترف، لن يكونوا قادرين على بناء مؤسسات. رؤية الدولة لا توجد إلا على الورق. لا يمكن أن تتحقق». صورة قاتمة للعاصمة المؤقتة انتظارا لعودة المدينة المقدسة.
