ليس بالضرورة أن يكون لنا تهنئة خاصة تحتفي بالعام الدراسي الجديد 2022/‏ 23، رغم قدرتنا على ذلك، غير أننا نحب التجديد والتغيير والتحسين، والإتيان بشيء غير المألوف، لا أحب أن تأسرنا قوالب جامدة وعقليات متحجرة، وأفكار عفى عليها الزمن، وقيادات متخشبة، وعبارات وعناوين محدودة قد تتحول مع استمرار تكرارها إلى جوامد صلدة لا روح فيها ولا حياة، لا أطيق أن أكون أسير قوالب جامدة، وعمل روتيني ممل، وبرنامج درجنا عليه، وكان الله بالسر عليماً، لذلك أعجبني وأطربني اللقاء التربوي الأول بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد الذي عقد من قريب بحضور ورعاية سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، تحت شعار (شعلة التعلّم) بقاعة الاجتماعات بالمقر الدائم للوزارة في منطقة القطيفية، وحضرته القيادات العليا والوسيطة وكبار المسؤولين بالوزارة، إضافة إلى قيادات الميدان المدرسي الحكومية والخاصة، استهدف اللقاء إلقاء الضوء على أهم تطلعات منظومة التعليم وطموحاتها، واستعراض مبادراتها النوعية، وتحديد وجهتها المستقبلية، والتعريف بخططها وبرامجها التطويرية، بما يعزز النجاحات ويحقق الأمنيات والتطلعات المنشودة. وفي كلمتها استهلت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي تهنئة الحضور بِانطلاقةِ العام الأكاديميِّ الجديدِ بعدَ اكتمالِ الاستِعداداتِ والتحضيراتِ اللازمةِ، داعية الله -عزَّ وجلَّ- أن يكونَ عامَ خيرٍ وبركةٍ على البلادِ والعبادِ، ونوّهت إلى أهمية إنجاح كأس العالم الذي يتخلل العام الدراسي الجديد، إذ قالت سعادتها: «نجتمعُ اليومَ وبلادُنا على أعتابِ تنظيمِ أكبرِ حدثٍ رياضيٍّ عالميٍّ، هو كأسُ العالمِ فيفا قطر 2022، هَذا الحدث هو الحُلم الذي عاشَ معَنا وعشِناهُ على مَدارِ اثني عشرَ عامًا، شهِدنَا فيها تَغيّراتٍ كبيرةً في البِنية التحتّية، كي نكونَ جميعًا على الموعدِ وفي أتمّ الجاهزيةِ لاستقبالِ ضُيوفِنا خلالَ البطولةِ من جميعِ أنحاء العالمِ» وقالت سعادتها: إن هذه البطولة أثبتت قُدرةَ الإنسانِ القطريِّ، على قيادةِ المشروعاتِ العملاقةِ وتنفيذِها وإنجازِها، تِلكَ المشروعات التي أشاد بها القاصي والداني، لافتة في هذا السياقِ إلى الدور الهام لإِخوانِنا المقيمين، الذين شاركونا الإنجاز الكبير. وقالت سعادتها وبالتزامنِ معَ كأسِ العالمِ فيفا قطر 2022، نحتفلُ أيضًا بمناسبةٍ مميزةٍ، وهي ذكرى مرورِ سبعينَ عامًا على تأسيسِ التعليمِ النظاميِّ في دولتِنا الحبيبةِ قطر، التعليم الذي وفّر لنا كفاءاتٍ شكّلت رأسَمالِنا البشريّ والمعرفيّ، الذي قادَ تنمِيتَنا المستدامة خلالَ تلك السنين، وبفضلهِ أصبحتْ قطرُ على ما هي عليهِ الآنْ، متميزةً على المستوى الاقتصاديِّ والثقافيِّ والاجتماعيِّ والدبلوماسيِّ والسياحيِّ والرياضيِّ والإنسانيِّ، وغيرَ ذلك من المستوياتِ، بل فاعلًا أساسيًّا في الأسرةِ الدوليةِ، لذلك كان التعليمُ وما زالَ وسيبقى خيارًا استراتيجيًّا للدولة ولن تحيدَ عنهُ أبدًا، فقدْ وضَعتْهُ قيادتُنا الرشيدةُ -منذ تأسيس دولة قطر- نُصبَ أعيُنِها.. كم كان اللقاء جميلاً، وما دار فيه من رؤى واطروحات وحوارات انصهر في بوتقة واحدة هو في حب قطر وأجيالها المتعاقبة، وهذه نعمة من نعم الله علينا، ولا أجد اليوم تهنئة بانطلاق العام الدراسي الجديد أفضل مما قالته سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، فلنضع أيدينا بيد بعض، ولنجدد الولاء والعهد، ونعمل بجد، ونتوكل على الله، وعلى الخير والمحبة نلتقي.