يعتقد الإسرائيليون أن في مقدورهم الفوز بالأرض والسلام معا، إن مثل هذا التصور ليس خاطئا فحسب، لكنه مكلف أيضا، إذ يعني استمرار الصراع العربي - الإسرائيلي سنوات، وربما عقودا طويلة، مع ما يعنيه ذلك من تداعيات في غاية الخطورة.
لقد سمعنا بالعديد من المواقف الدولية الرافضة والمدينة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، خاصة موقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأمس الأول استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، وأجرى معها محادثات تناولت العمل على إحياء حل الدولتين، وقال بيان صادر عن مكتب بيلوسي إن الوفد الأميركي أكد التزام أميركا بحل الدولتين العادل والدائم الذي يعزز الاستقرار والأمن لإسرائيل والفلسطينيين وجيرانهما.
هذه المواقف لا ترتقي لمستوى جسامة الجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون، لأن المطلوب ترجمة هذه المواقف إلى خطوات عملية قادرة على إجبار دولة الاحتلال على وقف عدوانها، وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وكف يد الاحتلال وغلاة المستوطنين عنه، وعلى الإدارة الأميركية تحديدا الوفاء بالتزاماتها المعلنة تجاه الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وفي مقدمتها إعادة افتتاح القنصلية الأميركية في القدس، الذي يكتسي أهمية بالغة في حماية حل الدولتين وإنجاح الجهود الأميركية والدولية والإقليمية المبذولة، سواء لبناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أو لإحياء عملية السلام.
الانتهاكات الإسرائيلية تتواصل بشتى الطرق، من عمليات القتل إلى تدمير منازل الفلسطينيين، وهذا يستدعي تحركات تتجاوز بيانات التنديد، وبطبيعة الحال فإن «كلمة السر» في كل ما يجري تكمن لدى واشنطن، التي يتعين عليها فتح ملف هذه القضية، والدفع باتجاه مفاوضات جادة تقوم على قرارات الشرعية الدولية التي لطالما آمنت بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
بقلم: رأي الوطن