+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة- قنا- كشفت سعادة الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، عن تعاون المنظمة مع دولة قطر في عدد من المبادرات الرائدة للنهوض بعدة قطاعات صحية هامة في إقليم شرق المتوسط، ومنها تطوير البنية التحتية الصحية، وتعزيز التعليم الطبي لتأهيل الكوادر الصحية، ومكافحة الإدمان، وطب الطوارئ.

وثمّنت سعادتها الدعم الكبير الذي تقدمه دولة قطر لصالح أعمال المنظمة، سواء داخل إقليم شرق المتوسط أو على مستوى العالم مما ساهم في نجاح العديد من المشاريع الصحية في دول الإقليم سواء من خلال منظمة الصحة العالمية أو من خلال الدعم المباشر للدول.

وأكدت، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية (قنا) بمناسبة زيارتها للدوحة، أن دولة قطر تعد داعما رئيسيا لمبادرات منظمة الصحة العالمية في الإقليم، وأن الزيارة الحالية تهدف إلى استكشاف مجالات تعاون جديدة، وإمكانية دعم مبادرات إضافية تسهم في تعزيز الصحة العامة في المنطقة.

كما أشادت الدكتورة حنان بلخي بالدور الإيجابي لدولة قطر، حيث استضافت بنجاح كبير الدورة الحادية والسبعين للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في الدوحة عام 2024.

وأوضحت أن مبادرة «الرياضة والصحة» التي أطلقتها قطر ومنظمة الصحة العالمية بمناسبة استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 كانت من بين أبرز المبادرات الناجحة، مؤكدة رغبة المنظمة في الاستفادة من التجربة القطرية في هذا المجال في البطولات الكبرى المقبلة.

كما نوهت بأهمية مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش»، والذي تستضيفه قطر منذ سنوات عديدة، مشيرة إلى وجود تعاون وثيق بين المنظمة والمؤتمر، وسعي الجانبين لتعزيز هذه المبادرة بشكل أكبر.

وأكدت الدكتورة حنان بلخي أن دولة قطر تلعب دورا محوريا في التصدي للأوبئة والأمراض المعدية، وتعزيز الأمن الصحي على المستويين الإقليمي والعالمي، مبرزة أن التعاون مع قطر في هذا المجال يشمل الدعم المادي والتقني لعدد كبير من دول الإقليم.

وأوضحت أن أرقام الدعم المادي الذي تقدمه قطر تعكس التزامها العميق بمساندة الجهود الصحية الدولية، ما يعزز قدرات الدول في مواجهة التحديات الصحية المختلفة.

وتطرقت إلى الجهود التي تبذلها دولة قطر لدعم الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، حيث تعاونت جمعية الهلال الأحمر القطري مع منظمة الصحة العالمية والمجموعة الصحية لتوزيع الإمدادات الطبية على المنشآت الصحية في رفح، بالإضافة إلى توفير الإمدادات الطبية لمستشفى القدس الميداني من قبل جمعية الهلال الأحمر القطري لصالح جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في رفح.

وأضافت أن قطر قامت أيضا باستضافة قرابة 1500 من الجرحى الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة لا تتوفر في غزة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ووكالة الأونروا، مثمنة الدور القطري في توفير العلاج، بما في ذلك تركيب الأطراف الاصطناعية وإعادة التأهيل الطبي للمرضى.وأشارت إلى أن هناك تعاونا كبيرا بين منظمة الصحة العالمية وعدد من الجهات القطرية، مثل الهلال الأحمر القطري و(قطر الخيرية) وصندوق قطر للتنمية ومؤسسة قطر والتي تساهم بجهود ملموسة على أرض الواقع في دعم القضايا الإنسانية الصحية. كما أوضحت الدكتورة حنان بلخي أن منظمة الصحة العالمية تعمل على تعزيز التعاون بين الدول، مشيرة إلى أن هناك تعاونا ثنائيا بين بعض الدول في الإقليم، وأكدت أن المنظمة تسعى دائما إلى دعم هذه الجهود وضمان التنسيق الفعال بين مختلف الجهات الفاعلة، لضمان استجابة صحية أكثر كفاءة وقدرة على مواجهة التحديات.

ولفتت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والتي تولت منصبها في بداية فبراير 2024، إلى أهمية تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات الصحية التي تواجه المنطقة، موضحة أن إقليم شرق المتوسط هو أحد الأقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية، ويضم 22 دولة تتضمن دولا عربية وباكستان وأفغانستان وإيران. وقالت سعادتها: «إن هذا الإقليم يعد من أكثر الأقاليم تأثرا بالكوارث الطبيعية والصراعات، حيث يضم أكبر عدد من الدول التي تعاني من النزاعات، وأكبر عدد من النازحين داخليا واللاجئين عالميا، وهو موطن لـ 40 بالمائة من سكان العالم الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية العاجلة، كما يستضيف 55 بالمائة من لاجئي العالم». كما أوضحت أن العديد من دول الإقليم تواجه تحديات إضافية تتعلق بالعقوبات الاقتصادية والسياسية، ما يؤثر بشكل مباشر على أولويات الصحة العامة، حيث تنهار المنظومات الصحية الهشة في مواجهة تداعيات مثل الصراعات والكوارث.

copy short url   نسخ
18/03/2025
0