يروي «إيسوب» فيلسوف الإغريق الشهير، في كتابه خرافات أن ثورين تنازلا في مبارزة، يحظى فيها الثور الفائز بأجمل بقرةٍ في القطيع، وتكون له السيادة على الحقل بأكمله.
وقبل أن تبدأ المبارزة قالت ضفدعة: يا لتعسنا نحن!
فقالت لها ضفدعة تقف بجوارها: وما شأننا نحن بهذه المبارزة؟
فقالت لها: إذا انتهت المبارزة سينفى الثور الخاسر من مرجه الأخضر، ويأتي إلينا ليأكل من القصب في المستنقع، ويدوس علينا بأظلافه، ويسحقنا ضفدعا بعد ضفدع، ولن يكون مهر البقرة العروس في النهاية إلا لحمنا ودمنا!
وتحققت نبوءة الضفدعة، لقد انسحب الثور المهزوم ليخفي عار هزيمته، إلى موطن الضفادع الآمنة، وراح يسحقها في كل ساعة!
المساكين دوما يدفعون ثمن صراع الأقوياء الذي هو أساسا صراع على النفوذ!
يخيل إلىَّ أن العقل البشري لا يستطيع أن يملك مدفعا دون أن يفكر كيف يجعل مناطق سيطرته ونفوذه حيث تستطيع نيران مدفعيته أن تصل!
ولكن لو أردنا أن نخرج مفهوم أن البسطاء دوما يدفعون الثمن من عباءة السياسة والصراعات إلى عباءة الحياة العادية لصح ذلك قطعا!
في الطلاق مثلا الخاسر الأكبر هم الأبناء، وللأسف هم الطرف الذي لم يخض صراع شخصين راشدين، ولكنهم أكثر الأطراف تضررا، رغم أنهم أشبه بجمهور كرة القدم الذي شاهد مباراة بين فريقين ثم كان عليه أن يتحمل نتائج لعب شيءٍ لم يشتركوا به!
بقلم: أدهم شرقاوي