مازالت الحرب المشتعلة على الجبهة الأوكرانية تتفاعل وتُلقي بظلالها على الساحة الدولية بعد التكتل الغربي الواسع لمواجهة الهجمة الروسية. لكنّ ما صاحب عمليات إجلاء السكان والأجانب من العاصمة كييف وبقية المدن الأوكرانية أثار ردود أفعال متباينة بسبب ما وصفه كثيرون بأنه سلوك عنصري لا يشجع على التعاطف مع أوكرانيا. إلى جانب ذلك فقد عجت وسائل التواصل الاجتماعي العربية منها والأجنبية بتعليقات صحفيين وسياسيين عُدّت مظهرا صادما في مقارنتها بين ما يحصل في المدن الأوكرانية وما حصل قبلها في بقية ساحات الحروب وخاصة منها العربية أو الإسلامية.
علق عدد من الصحفيين والمحللين بأنّ دهشته إنما تتأتى من كون الذين يُقتلون اليوم أوروبيين ذوي عيون زرقاء وليسوا عربا مثل الذين يقتلون في سوريا أو في العراق. مثّلت هذه التصريحات مادة أساسية للتعليق فكيف يمكن أن يكون الغرب الديمقراطي الذي حوّل حقوق الإنسان إلى ما يشبه العقيدة أن يميّز بين البشر على أساس العرق أو لون العينين؟
شكّلت هذه التصريحات صدمة في الفضاء الافتراضي وقارن المغردون بين التعامل الغربي مع اللاجئين الأفغان والعرب وخاصة السوريين وبين تعامله مع اللاجئين الأوكرانيين. من جهة أخرى ظهر على الساحة الرسمية والسياسية تضامن غير معهود مع ضحايا القصف الروسي للمدن والمنشئات والمباني حيث حشدت الدول الغربية كل إمكانياتها تقريبا من أجل دعم الشعب والحكومة مقابل صمت مريب أمام المجازر التي كانت ترتكب في الشرق الأوسط.
يبدو الدرس قاسيا لكنّه في الحقيقة درس هام للشعوب والأنظمة العربية على حدّ سواء. لقد قدّمت هذه الحرب أوّل الدروس والعبر وأهمها على الإطلاق لأنها أكدّت دون ريب أنّ مصير المنطقة العربية ومستقبل شعوبها لا يمكن أن يكون إلا بيد أبنائها فقط وأنّ التعويل على دعم الخارج أو حتى تعاطفه مع قضاياهم لا يعدو أن يكون ضربا من الوهم والسراب الكاذب.
أمام المنطقة وشعوبها وأنظمتها تحديات وجودية كبيرة أولها إعادة التفكير في أمنها القومي وأنظمتها الدفاعية على كل المستويات. لن يكون هناك من فائز في دورة الموت التي تعيشها الأمة، فالعالم يعيش اليوم على أبواب مرحلة جديدة لن يكون فيها للضعيف مكان ما لم يأخذ بأسباب القوّة والسيادة.hnidmohamed@gmail.comبقلم: محمد هنيد
علق عدد من الصحفيين والمحللين بأنّ دهشته إنما تتأتى من كون الذين يُقتلون اليوم أوروبيين ذوي عيون زرقاء وليسوا عربا مثل الذين يقتلون في سوريا أو في العراق. مثّلت هذه التصريحات مادة أساسية للتعليق فكيف يمكن أن يكون الغرب الديمقراطي الذي حوّل حقوق الإنسان إلى ما يشبه العقيدة أن يميّز بين البشر على أساس العرق أو لون العينين؟
شكّلت هذه التصريحات صدمة في الفضاء الافتراضي وقارن المغردون بين التعامل الغربي مع اللاجئين الأفغان والعرب وخاصة السوريين وبين تعامله مع اللاجئين الأوكرانيين. من جهة أخرى ظهر على الساحة الرسمية والسياسية تضامن غير معهود مع ضحايا القصف الروسي للمدن والمنشئات والمباني حيث حشدت الدول الغربية كل إمكانياتها تقريبا من أجل دعم الشعب والحكومة مقابل صمت مريب أمام المجازر التي كانت ترتكب في الشرق الأوسط.
يبدو الدرس قاسيا لكنّه في الحقيقة درس هام للشعوب والأنظمة العربية على حدّ سواء. لقد قدّمت هذه الحرب أوّل الدروس والعبر وأهمها على الإطلاق لأنها أكدّت دون ريب أنّ مصير المنطقة العربية ومستقبل شعوبها لا يمكن أن يكون إلا بيد أبنائها فقط وأنّ التعويل على دعم الخارج أو حتى تعاطفه مع قضاياهم لا يعدو أن يكون ضربا من الوهم والسراب الكاذب.
أمام المنطقة وشعوبها وأنظمتها تحديات وجودية كبيرة أولها إعادة التفكير في أمنها القومي وأنظمتها الدفاعية على كل المستويات. لن يكون هناك من فائز في دورة الموت التي تعيشها الأمة، فالعالم يعيش اليوم على أبواب مرحلة جديدة لن يكون فيها للضعيف مكان ما لم يأخذ بأسباب القوّة والسيادة.hnidmohamed@gmail.comبقلم: محمد هنيد