+ A
A -
بينما الأزمة الأوكرانية مشتعلة والعالم كله مشغول بما ستؤول إليه، استغلت الحكومة الإسرائيلية هذه الأزمة وأعلنت عن «خطة طوارئ» لاستقدام اليهود من أوكرانيا، وبدأت تنفيذ هذه الخطة بوصول 87 يهوديا من كييف إلى تل أبيب قبل بدء العملية الروسية بأيام، ويُقدّر تعداد الجالية اليهودية في أوكرانيا وفقا لآخر الإحصاءات المعلنة بنحو 200 ألف نسمة.
وأزمة أوكرانيا مثلها مثل أزمات عالمية كثيرة استغلها الكيان الإسرائيلي ليحقق مكاسب ما، حتى ولو كان الأمر مخالفا للأعراف الدولية، فهو دائما يعمل على استغلال الوضع، وتسخيره لخدمة أهدافه الاستيطانية والعدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.. حدث ذلك كثيرا والتاريخ شاهد على ذلك، ويحدث هذا حاليا مع الأزمة الروسية الأوكرانية.
والملاحظ أنه مع كل أزمة تستحوذ على اهتمام العالم تفقد القضية الفلسطينية جزءا من توهجها، وتتحول إلى حدث عادي على أجندة الأحداث الدولية، وفي المقابل يرفع الاحتلال الإسرائيلي وتيرة انتهاكاته للحقوق الفلسطينية المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967. وبالتزامن مع اندلاع أي حدث دولي بالغ الأهمية، تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي باستغلال الوضع، وتعمل على تسخيره لخدمة أهدافها الاستيطانية والعدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، فما إن طفت الأزمة الروسية الأوكرانية على الساحة الدولية حتى بدأ الاحتلال في تنفيذ الاعتقالات والتهجير وقمع ممنهج للمسيرات الفلسطينية السلمية، وتصعيد في عمليات الاعتقالات.
وتؤكد الحقب التاريخية المتعاقبة أن الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين تكاد تتماهى في ظل أي أزمة دولية كبرى. وزارة الخارجية الفلسطينية من جانبها حذرت من مغبة استغلال الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة بما فيها ميليشيات ومنظمات المستوطنين للانشغالات الدولية بما يجري في أوكرانيا، بهدف تصعيد عدوانها وانتهاكاتها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني. وأكدت الخارجية الفلسطينية أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات وجرائم بما في ذلك العدوان المستمر على القدس «يثبت من جديد أهمية توفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال».
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
04/03/2022
871