+ A
A -
قدرت الولايات المتحدة، أعداد الفارين الأوكرانيين من العمليات العسكرية الروسية في بلدهم بأكثر من مليون شخص حتى الآن، بينما اقترب القتال بين القوات الروسية والأوكرانية من منشأة زابوريجيا النووية التي تعدّ الأكبر في أوروبا، ما تسبّب باندلاع حريق دفع قادة العالم إلى دقّ ناقوس الخطر والتحذير من وقوع كارثة شاملة.
اللاجئون والمخاطر النووية هما اليوم أبرز عناوين الحرب الطاحنة والمدمرة التي تتوالى فصولا مؤلمة على الساحة الأوكرانية، دون أن تؤدي دعوات السلام أو المفاوضات الجارية بين موسكو وكييف إلى أي بادرة أمل تدفع على التفاؤل بأن الحوار يمكن أن يتغلب على أصوات المدافع.
بالأمس، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية أن المملكة المتحدة تطالب بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بعدما هاجمت القوات الروسية المحطة النووية في أوكرانيا، معتبرة أن الهجوم «تهديد لأمن واستقرار أوروبا ويجب أن تتم محاسبة المسؤولين عنه»، لكن مجلس الأمن ليس في مقدوره لعب أي دور في هذه الأزمة، لذلك يبقى الأمل معقودا على إدراك جميع دول العالم دون استثناء لمخاطر هذا النزاع خاصة على الصعيد الإنساني، مع موجة نزوح جديدة يكابد المدنيون وحدهم، وخاصة الأطفال، تبعاتها المؤلمة، ما يفترض من الجميع تغليب صوت الحكمة، وإدراك حقيقة أن الحوار والدبلوماسية هما الطريق الوحيد الذي من شأنه تحقيق نتائج من شأنها وقف معاناة المدنيين ودرء المخاطر العسكرية للنزاع، بعد أن شاهد الجميع مدى الخطر الكامن في هذا النزاع، ناهيك عن التبعات الاقتصادية، حيث توقعت دراسة قامت بها وحدة المعلومات الاقتصادية في بريطانيا أن ينخفض النمو الاقتصادي في أوروبا في عام «2022» من «3.9 %» إلى «2 %»، أما العالمي فسينخفض من «3.9 %» إلى «3.4 %»، وهذا ما سيكلف الاقتصاد العالمي خسارة لا تقل عن «400» مليار دولار، الأمر الذي يحتم على الجميع التحلي بالمسؤولية قبل أن تتفاقم الأمور أكثر وتصل إلى نقطة اللاعودة.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
05/03/2022
1112